هي دي بلد الأزهر؟.. غضب في مصر بعد منع التهجد والتضييق على التراويح

الاثنين 25 أبريل 2022 11:11 ص

"هي دي بلد الأزهر؟".. سؤال يتردد على ألسنة المصريين، خلال اليومين الماضيين، بعد منع التهجد في العشر الأواخر من رمضان والتضييق على صلاة التراويح داخل المساجد، وسط تصاعد للغضب بين الناشطين على مواقع التواصل، الذين وضعوا الرئيس "عبدالفتاح السيسي" ووزير الأوقاف "مختار جمعة" في مرمى النيران.

وكان مقطع فيديو يظهر أحد مفتشي الأوقاف في مدينة حلوان (جنوبي القاهرة)، وهو يقوم بإنهاء صلاة التراويح بعد الركعة السادسة، بدعوى أن الوقت قد انتهى، وسط ضجر وتذُمر المصلين، بمثابة القشة التي فجرت الغضب على الوزير، الذي يتقلد منصبه منذ 2013.

وتصدر وسما "وزير الأوقاف" و"السيسي عدو الله"، منصات التواصل المصرية، حيث صب الناشطون غضبهم عليه بسبب قرارته، إذ منعت وزارة الأوقاف صلاة التهجد والاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من رمضان، كما قُطعت صلاة التراويح في عدد من المساجد بحجة تجاوزها الوقت المحدد لها.

وتقول وزارة الأوقاف إن هذا المنع جاء بسبب إجراءات الحد من انتشار فيروس "كورونا"، وإن الوزارة ستعاقب من لا يلتزم بقرارها من العاملين في المساجد، بل وصل الأمر إلى حملات تفتيشية لموظفيها للتأكد من غلق المساجد ليلًا في مناطق عدة.

ووصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر هذا المبرر بأنه "تعسفي وغير منصف"، خاصة أن كل المؤسسات والحياة الاجتماعية في البلاد عادت إلى ما كانت عليه قبل إجراءات "كورونا".

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر عاملين بالأوقاف أمام مساجد مغلقة في محافظة الإسماعيلية (شرقي مصر) أثناء الحملات التفتيشية.

ووصف الناشطون هؤلاءالأئمة بأنهم "جماعة النهي عن المعروف"، كما وصفهم آخرون بـ"فرقة مكافحة صلاة التهجد".

وتعجب البعض من أن يأتي هذا التفتيش بالتزامن مع وجود آلاف المواطنين بالمقاهي يتابعون المباريات، فضلا عن وجود آخرين في الخيام الرمضانية.

وكانت وزارة الأوقاف، هددت بمعاقبة أئمة المساجد الذين يسمحون بإقامة تلك الشعائر بالفصل والتحقيق، بعد توصية لجنة إدارة الأزمات وجائحة "كورونا" التابعة لرئاسة مجلس الوزراء.

كما تساءل الناشطون عمن يقف وراء قرار قرر منع صلاة التهجد والاعتكاف في مساجد مصر خلال شهر رمضان للعام الثالث على التوالي.

وقالوا إن هذا المنع ليس له أي مبرر إلا فرض الأمر بالقوة الأمنية.

المحامي "منتصر الزيات" أمين صندوق نقابة المحامين السابق، أعلن أنه تقدم بطعن على قرار منع صلاة التهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، لكن لم يتم نظره حتى الآن، متسائلا عما إذا كان قرارا أم تعليمات.

وقال "الزيات"، في منشور له على موقع "فيسبوك"، إنه انتظر أن تنظر الدائرة الأولى بمجلس الدولة (القضاء الإداري) في جلسة خاصة يوم الخميس الماضي، قبل أن يتردد أن "السيستم (النظام) به عطل"، فقال ربما يتم عرضه في الجلسة المعتادة يوم السبت موعد انعقاد الدائرة الأولى الخاصة بالحريات، ولكن دون جدوى.

وسخر المحامي المصري من محاولات إعاقة الطعن، قائلا وضاعت الساعات وعبارة "فوت علينا بكره يا سيد" (عبارة مصرية دارجة للسخرية من مماطلة الروتين الحكومي) هي السيد في أروقة مجلس الدولة قضاء الحريات.

لم يقتصر الغضب عند هذا فحسب، بل وصل إلى إعلاميين وسياسيين ونواب في البرلمان، انتقدوا الخطوة، واعتبروها غير مبررة.

فعبر الكاتب الصحفي "جمال سلطان"، عن استغرابه لقرارات وزير الأوقاف، وقال إن الأمر تحول إلى "سخرية لاذعة منه ومن وزارته، لأن منع الصلاة والتأكد من غلق المساجد أمر غير مسبوق وليس له أي مبرر منطقي على الإطلاق".

وأكد أن مسألة ضوابط "كورونا" أصبحت أمرًا غير مطروح والحفلات الغنائية والثقافية والأنشطة العديدة التي تقيمها الدولة نفسها شاهدة على ذلك، ولا يمكن تصور أن المنظومة الصحية في مصر أكثر دقة وصرامة من نظيرتها في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، والمسلمون هناك يصلون التراويح والتهجد ويعتكفون من دون أي تضييق.

ولفت إلى أن القرارات كلها أمنية بسبب وجود هواجس وتوتر لدى النظام السياسي من وجود أي تجمعات، خاصة إذا كانت في المساجد التي كانت موطنا لكل التحركات والثورات الشعبية في تاريخ مصر الحديث.

بدوره، رأى الكاتب الصحفي "طه خليفة"، أنه لا يوجد أي مبرر منطقي لغلق المساجد ليلًا ومنع الاعتكاف والتهجد، فلا أحد في مصر الآن تشغله كورونا أو التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات.

وأضاف أن الهاجس الأمني "مبالغ فيه"، أيضًا والمخاوف من تجمع بعض الناس في الصلوات أو في غيرها "غير مبررة"، فالناس في مصر الآن لا تتحدث في السياسة أصلًا، والمزاج العام غير مهيّأ أو غير راغب في حدوث احتجاجات واسعة أو قلاقل أو محاولة هزّ الاستقرار الموجود الآن.

أما الإعلامي "عمر أديب" المقرب من السلطات، فانتقد في برنامجه "الحكاية"، ما جرى مع المصلين من منع استكمال صلاة التراويح، وطالب موظفي وزارة الأوقاف بالتعامل بـ"عقلانية وهدوء أكبر" مع المصلين، عند تطبيق قرارات الوزارة بخصوص صلاة التهجد أو الإطالة بصلاة التراويح.

وقال "أديب": "القضية إن دي مساجد الأوقاف، وأنت دخلت لقيت الناس مطوّلة في صلاة التراويح وتقيم شعائر أخرى ليلاً، يكمل صلاته وشعائره وبعد كدا موظف الأوقاف يجيب الإمام ويطلب منه ميكررش كدا بكرة".

وأضاف: "المسألة ممكن آخذها بكل بساطة، لأن شكلها سيئ أنه يقال إن فيه لجان تفتيش تدخل تفض الصلاة، هو جامع ولا اثنين حدث فيهم الخلاف، وأنا عارف أن الأوقاف تنظر للأمر على أنه إجراءات احترازية وتنظيمية".

وتابع: "هذه المساجد تحت إدارة الأوقاف، لكن المفروض الناس تخلص صلاتهم آمنين وبعد ذلك نتحدث مع الإمام أو تعاقبه بجزاء إداري، فهمنا واحترمنا قرارات وزارة الأوقاف إنما طريقة التطبيق أثارت الاستياء".

وأكمل: "عارف إن دي ممكن تكون تصرفات فردية، لكن إحنا في عصر السوشيال ميديا أي واحد من المصلين معاه موبايل وبيصوّر، أرجو استخدام العقل واللين والسماحة مع هذا الأمر لأنه محصلش مصيبة كبيرة حتى لو صلاة تهجد.. هي مش كارثة يعني فيه طرق ألطف من كدا".

كما أن البرلماني "ضياء الدين داوود"، انتقد قرارات الوزير الأخيرة، وقال إنها تخالف قرارات الحكومة الأخيرة من مد ساعات العمل في مراكز التسوق والمطاعم، رغم الزحام الشديد.

يشار إلى أن وزارة الصحة والسكان المصرية أعلنت، الأسبوع الماضي، أن متوسط عدد الإصابات اليومي بفيروس "كورونا" بلغ 124 إصابة، في حين بلغ متوسط الوفيات اليومي 6 حالات، في أدنى متوسط لها هذا العام.

كما أعلنت الوزارة، في هذا الشهر، خلو مستشفيات محافظتي البحيرة (شمال) وقنا (جنوب) من أي إصابة بفيروس "كورونا" للمرة الأولى منذ بداية الجائحة، وسلبية كل التحاليل التي أجريت بالمحافظتين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

وزير الأوقاف السيسي التهجد التراويح القيام

الأوقاف المصرية تضع قيودا جديدة على صلاة التراويح

مصر تسمح بفتح المساجد لصلاة التهجد من ليلة 27 حتى نهاية رمضان

رايتس ووتش: على مصر رفع القيود عن الشعائر الدينية