"هي دي بلد الأزهر؟".. سؤال يتردد على ألسنة المصريين، خلال اليومين الماضيين، بعد منع التهجد في العشر الأواخر من رمضان والتضييق على صلاة التراويح داخل المساجد، وسط تصاعد للغضب بين الناشطين على مواقع التواصل، الذين وضعوا الرئيس "عبدالفتاح السيسي" ووزير الأوقاف "مختار جمعة" في مرمى النيران.
وكان مقطع فيديو يظهر أحد مفتشي الأوقاف في مدينة حلوان (جنوبي القاهرة)، وهو يقوم بإنهاء صلاة التراويح بعد الركعة السادسة، بدعوى أن الوقت قد انتهى، وسط ضجر وتذُمر المصلين، بمثابة القشة التي فجرت الغضب على الوزير، الذي يتقلد منصبه منذ 2013.
منع المصلين من إكمال صلاة التراويح في مصر بحجة إنتهاء الوقت المحدد للصلاة .
— حازم عبد الهادي (@H_1z_) April 24, 2022
عندما نقول أن من يحكمنا كفار ينهال البعض علينا بالشتائم ويصفوننا بأسوأ العبارات ولكن الله حسبنا فيهم وهو نعم الوكيل .
بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريبا فطوبى للغرباء pic.twitter.com/FpyYjsuhQ5
الاول في #الإسكندرية المناطق الشعبية كنا نسمع الشباب بيقولوا لبعض خلي بالك الظابط هنا
— مُسلم (@moslem_177) April 23, 2022
عشان لو حد معاه حتة حشيش ولا حاجة ..
دلوقتي المصلين بيقولوا لبعض خلي بالك بتوع الأوقاف فالمنطقة بيفتشوا على حد بيصلي التهجد
هي مصر مالها ..!!
وكأن الزمن عاد بنا إلى زمن الدعوة السرية في بداية الرسالة حين كان يتعبد المسلمون آنذاك بدار الأرقم أو في شعاب مكة بعيدة عن المشركين والكفار أعداء الله ، هاهي مصر وحكومتها تحذوا حذو أولئك المشركين وتمنع المصلين في خير شهر من عبادة الله الواحد الأحد ، ومن أظلم من أن يمنع المسلمين.. pic.twitter.com/Ota2iWIEdY
— أحمدو (@BounaajAhmed) April 24, 2022
وتصدر وسما "وزير الأوقاف" و"السيسي عدو الله"، منصات التواصل المصرية، حيث صب الناشطون غضبهم عليه بسبب قرارته، إذ منعت وزارة الأوقاف صلاة التهجد والاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من رمضان، كما قُطعت صلاة التراويح في عدد من المساجد بحجة تجاوزها الوقت المحدد لها.
وتقول وزارة الأوقاف إن هذا المنع جاء بسبب إجراءات الحد من انتشار فيروس "كورونا"، وإن الوزارة ستعاقب من لا يلتزم بقرارها من العاملين في المساجد، بل وصل الأمر إلى حملات تفتيشية لموظفيها للتأكد من غلق المساجد ليلًا في مناطق عدة.
ووصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر هذا المبرر بأنه "تعسفي وغير منصف"، خاصة أن كل المؤسسات والحياة الاجتماعية في البلاد عادت إلى ما كانت عليه قبل إجراءات "كورونا".
" حتى الصلاة مستكترينها علينا "
— عبدالعزيز مجاهد|Abdulaziz Mujahed (@elmogahed02) April 24, 2022
مواطن غاضب من محاولة منع ممثل السلطة في مصر المصلين من إتمام التراويح بحجة
" عدم الالتزام بالضوابط" pic.twitter.com/doG6n4HJzY
علي اليمين صوره لـ 3000 معتكف دخلوا للمسجد النبوي الشريف مع غروب الشمس وتم تسليمهم حقيبة المعتكف كهديه من الحرم .. وعلى اليسار مختار جمعه الذي ترك المقاهي مكتظه وملاعب الكره مكتظه والشواطىء مكتظه وراح يتوعد من يفتح المساجد للمعتكفين بالفصل وقطع الأرزاق 👇 pic.twitter.com/8szOZu2jlY
— ✪ 𝐌𝐨𝐬𝐭𝐚𝐟𝐚 𝐆𝐡𝐨𝐧𝐞𝐢𝐦 (@Mostafa0Ghoneim) April 23, 2022
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر عاملين بالأوقاف أمام مساجد مغلقة في محافظة الإسماعيلية (شرقي مصر) أثناء الحملات التفتيشية.
ووصف الناشطون هؤلاءالأئمة بأنهم "جماعة النهي عن المعروف"، كما وصفهم آخرون بـ"فرقة مكافحة صلاة التهجد".
وتعجب البعض من أن يأتي هذا التفتيش بالتزامن مع وجود آلاف المواطنين بالمقاهي يتابعون المباريات، فضلا عن وجود آخرين في الخيام الرمضانية.
وكانت وزارة الأوقاف، هددت بمعاقبة أئمة المساجد الذين يسمحون بإقامة تلك الشعائر بالفصل والتحقيق، بعد توصية لجنة إدارة الأزمات وجائحة "كورونا" التابعة لرئاسة مجلس الوزراء.
وزارة الأوقاف تنشر صور لشيوخ اوقاف بالاسماعليه للتفتيش علي المساجد واغلاقها وعدم فتحها في صلاة التهجد والقيام ويلتقطون الصور ليرسلوها ل #مختار_جمعة وفي نفس الوقت الملايين امام المقاهي يشاهدون مباراة كرة قدم بين الاهلي و الترجي المغربي بدون اي مشكلة..
— 🦋ســـمـــر🦋 (@samr_155) April 23, 2022
حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/tGqpX2VVzf
مختار جمعة له خلفية أمنية سابقة ويحاول أن ينفس عنها في الأوقاف، وهذه لجان تفتيش تعطيه التمام وتؤكد على غلق المساجد ومنع الاعتكاف في #العشر_الاواخر من #رمضان وتعيد الصورة للأذهان صورة قطاع الطرق، حيث يعرف الجميع أن زمن ارتداء الكمامة انقضى في #مصر من زمن بعيد... "منك لله يا بعيد"! pic.twitter.com/7z1xieXnzp
— د. محمد الصغير (@drassagheer) April 23, 2022
فرقة مكافحة صلاة التهجد في المساجد
— hisham moubarak (@hishammoubarak) April 23, 2022
،،تعليمات مختار جمعة واضحة يارجالة عايزكم تستنوا المصلين يسجدوا وتقفشوهم متلبسين علشان محدش منهم يقدر ينكر pic.twitter.com/EWNPLkuiNd
كما تساءل الناشطون عمن يقف وراء قرار قرر منع صلاة التهجد والاعتكاف في مساجد مصر خلال شهر رمضان للعام الثالث على التوالي.
وقالوا إن هذا المنع ليس له أي مبرر إلا فرض الأمر بالقوة الأمنية.
للعام الثالث على التوالي:من يقف وراء قرار قرر منع صلاة التهجد والاعتكاف في مساجد #مصر خلال #شهر_رمضان؟
— أحمد عطوان AHMED ATWAN (@ahmedatwan66) April 16, 2022
تعللوا العامين الماضيين بفيروس #كورونا ولم يجدوا أي مبرر هذا العام سوى فرض الأمر بالقوة الأمنية وقام المخبر مختار جمعة وزير الأوقاف بإلزام أئمة المساجد بمنع الصلاة.
هل من مبرر؟
لا داعي للنقد المتكرر لوزير الأوقاف مختار جمعة في قرارات منع التهجد أو التضييق على التراويح أو صلاة العيد، مختار ليس صاحب قرار ، هو سكرتير تنفيذي ، وهو عميل صغير لجهاز الأمن معروف من أيام الجمعية الشرعية ، قرارات وزارة الأوقاف هي لأجهزة الأمن ، الوزير جهة إعلان عن القرار ليس أكثر
— جمال سلطان (@GamalSultan1) April 19, 2022
#السيسي_عدو_الله #السيسي #صفاء_الكوربيجي #اقاله_وزير_الاوقاف pic.twitter.com/HkUhGSmZbK
— 🌴💫 (@MUSTAFA97966245) April 25, 2022
المحامي "منتصر الزيات" أمين صندوق نقابة المحامين السابق، أعلن أنه تقدم بطعن على قرار منع صلاة التهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، لكن لم يتم نظره حتى الآن، متسائلا عما إذا كان قرارا أم تعليمات.
وقال "الزيات"، في منشور له على موقع "فيسبوك"، إنه انتظر أن تنظر الدائرة الأولى بمجلس الدولة (القضاء الإداري) في جلسة خاصة يوم الخميس الماضي، قبل أن يتردد أن "السيستم (النظام) به عطل"، فقال ربما يتم عرضه في الجلسة المعتادة يوم السبت موعد انعقاد الدائرة الأولى الخاصة بالحريات، ولكن دون جدوى.
وسخر المحامي المصري من محاولات إعاقة الطعن، قائلا وضاعت الساعات وعبارة "فوت علينا بكره يا سيد" (عبارة مصرية دارجة للسخرية من مماطلة الروتين الحكومي) هي السيد في أروقة مجلس الدولة قضاء الحريات.
لم يقتصر الغضب عند هذا فحسب، بل وصل إلى إعلاميين وسياسيين ونواب في البرلمان، انتقدوا الخطوة، واعتبروها غير مبررة.
فعبر الكاتب الصحفي "جمال سلطان"، عن استغرابه لقرارات وزير الأوقاف، وقال إن الأمر تحول إلى "سخرية لاذعة منه ومن وزارته، لأن منع الصلاة والتأكد من غلق المساجد أمر غير مسبوق وليس له أي مبرر منطقي على الإطلاق".
وأكد أن مسألة ضوابط "كورونا" أصبحت أمرًا غير مطروح والحفلات الغنائية والثقافية والأنشطة العديدة التي تقيمها الدولة نفسها شاهدة على ذلك، ولا يمكن تصور أن المنظومة الصحية في مصر أكثر دقة وصرامة من نظيرتها في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، والمسلمون هناك يصلون التراويح والتهجد ويعتكفون من دون أي تضييق.
ولفت إلى أن القرارات كلها أمنية بسبب وجود هواجس وتوتر لدى النظام السياسي من وجود أي تجمعات، خاصة إذا كانت في المساجد التي كانت موطنا لكل التحركات والثورات الشعبية في تاريخ مصر الحديث.
"استكبار من أهل الشر وتخاذل من عمار المساجد".. إمام الدعاة يشرح كيف تُخرب بيوت الله ويُمنع ذكر اسمه فيها #السيسي_عدو_الله pic.twitter.com/DhoycZ6UyO
— 😎Joker-جوكر😎 (@Jigsaw_7) April 25, 2022
بدوره، رأى الكاتب الصحفي "طه خليفة"، أنه لا يوجد أي مبرر منطقي لغلق المساجد ليلًا ومنع الاعتكاف والتهجد، فلا أحد في مصر الآن تشغله كورونا أو التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات.
وأضاف أن الهاجس الأمني "مبالغ فيه"، أيضًا والمخاوف من تجمع بعض الناس في الصلوات أو في غيرها "غير مبررة"، فالناس في مصر الآن لا تتحدث في السياسة أصلًا، والمزاج العام غير مهيّأ أو غير راغب في حدوث احتجاجات واسعة أو قلاقل أو محاولة هزّ الاستقرار الموجود الآن.
بنفكرك بكلام ربنا يا #وزير_الاوقاف
— 𓂆 عبدالله عمر (@Abdulla0marr) April 25, 2022
{لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم}
عشان تعرف انك عمرك ما كنت وزير اوقاف غير للـ #السيسي_عدو_الله
.
و #العيد_ثورة بإذن الله pic.twitter.com/te5hIatzBF
أما الإعلامي "عمر أديب" المقرب من السلطات، فانتقد في برنامجه "الحكاية"، ما جرى مع المصلين من منع استكمال صلاة التراويح، وطالب موظفي وزارة الأوقاف بالتعامل بـ"عقلانية وهدوء أكبر" مع المصلين، عند تطبيق قرارات الوزارة بخصوص صلاة التهجد أو الإطالة بصلاة التراويح.
وقال "أديب": "القضية إن دي مساجد الأوقاف، وأنت دخلت لقيت الناس مطوّلة في صلاة التراويح وتقيم شعائر أخرى ليلاً، يكمل صلاته وشعائره وبعد كدا موظف الأوقاف يجيب الإمام ويطلب منه ميكررش كدا بكرة".
وأضاف: "المسألة ممكن آخذها بكل بساطة، لأن شكلها سيئ أنه يقال إن فيه لجان تفتيش تدخل تفض الصلاة، هو جامع ولا اثنين حدث فيهم الخلاف، وأنا عارف أن الأوقاف تنظر للأمر على أنه إجراءات احترازية وتنظيمية".
وتابع: "هذه المساجد تحت إدارة الأوقاف، لكن المفروض الناس تخلص صلاتهم آمنين وبعد ذلك نتحدث مع الإمام أو تعاقبه بجزاء إداري، فهمنا واحترمنا قرارات وزارة الأوقاف إنما طريقة التطبيق أثارت الاستياء".
وأكمل: "عارف إن دي ممكن تكون تصرفات فردية، لكن إحنا في عصر السوشيال ميديا أي واحد من المصلين معاه موبايل وبيصوّر، أرجو استخدام العقل واللين والسماحة مع هذا الأمر لأنه محصلش مصيبة كبيرة حتى لو صلاة تهجد.. هي مش كارثة يعني فيه طرق ألطف من كدا".
شكلها وحش.. نحذرهم بس مانفضش الصلاة.. عمرو أديب يعلق على الفيديو المتداول بغلق الأوقاف مساجد بسبب عدم تنفيذ قرار التهجد
— الحكاية (@Elhekayashow) April 24, 2022
تقدر تشوف الحلقة كاملة على شاهد (اتفرج ببلاش)https://t.co/ssWKmx8tIg #الحكاية#MBCMASR2#رمضان_يجمعنا pic.twitter.com/2nG3xltxFy
كما أن البرلماني "ضياء الدين داوود"، انتقد قرارات الوزير الأخيرة، وقال إنها تخالف قرارات الحكومة الأخيرة من مد ساعات العمل في مراكز التسوق والمطاعم، رغم الزحام الشديد.
هذا إن كان النظام الحاكم يطلب الخير لأمة الإسلام ولكنه نظام صهيوني يريد الباطل #السيسي_عدو_الله https://t.co/RztNcqJiFn
— Rawy (@Rawy25005643) April 18, 2022
#السيسي_عدو_الله يؤصد المساجد بالليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان الفضيل في وجوه المصليين بحجة كورونا،ويفتح البلاد على مصراعيها لاستقطاب الاف السياح الصهاينة ليحتفلوا بعيد الفصح اليهودي في أرجاء مصر وكأنها بلادهم،يبدو ان العرق دساس وقرابته لهم يجعله يعادي الاسلام عداءا شديدا ! pic.twitter.com/nrS7Ze8S4s
— safa barakat (@safabarakat1) April 25, 2022
سأل عمر بن عبدالعزيز جلساءه
— ابو عمار حلب (@AboOmar26414456) April 25, 2022
من أحمق الناس؟
قالوا: رجل باع آخرته بدنياه
فقال: أأنبئكم بأحمق منه؟
قالوا: أجل
قال: رجل باع آخرته بدنيا غيره#السيسي_عدو_الله pic.twitter.com/E6kkT4ybRP
#وزير_الاوقاف من يوم ما سرقوا جزمته فى الجامع بقي عدواني ودايما جواه رغبة ف الانتقام من اي حد يروح المسجد
— KarimNajmuddin Ali (@KarimNajmuddin) April 24, 2022
يشار إلى أن وزارة الصحة والسكان المصرية أعلنت، الأسبوع الماضي، أن متوسط عدد الإصابات اليومي بفيروس "كورونا" بلغ 124 إصابة، في حين بلغ متوسط الوفيات اليومي 6 حالات، في أدنى متوسط لها هذا العام.
كما أعلنت الوزارة، في هذا الشهر، خلو مستشفيات محافظتي البحيرة (شمال) وقنا (جنوب) من أي إصابة بفيروس "كورونا" للمرة الأولى منذ بداية الجائحة، وسلبية كل التحاليل التي أجريت بالمحافظتين.