السعودي «شاكر عامر» يكشف دور المخابرات البريطانية في تعذيبه بغوانتانامو

الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 01:12 ص

كشف المعتقل السعودي السابق في معتقل غوانتانامو الأمريكي، «شاكر عامر»، عن التعذيب الممنهج الذي تعرض له، قبل أن تطأ قدماه أرض المعتقل سيئ السمعة في كوبا وذلك بعد احتجازه في قاعدة باغرام بأفغانستان.

وقال «عامر» -الذي تم الإفراج عنه في أكتوبر/ تشرين أول 2015، بعد 13 عاما من السجن والتعذيب بدون اتهام، في لقائه مع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية الأحد إن الحراس بعد اعتقاله حرموه من النوم لعدة أيام، ثم تعرض لجلسة ضرب وتكسير عظام، حيث كان الحراس يضربونه في مناطق حساسة ويضربون رأسه في الحائط الخرساني، مشيرا إلى أن كل هذا التعذيب كان يتم تحت سمع وبصر المخابرات البريطانية.

وأشار «عامر»، الذي اعتقل في أفغانستان 2001، إلى أنه في يناير/ كانون ثان عام 2002 وصلت رحلة إلى أفغانستان كان على متنها رئيس الوزراء البريطاني آنذاك «توني بلير»، الذي كان المسؤول الغربي الأول الذي يصل هناك بعد القضاء على نظام طالبان، وجاء معه 3 مسؤولين في ملابس مدنية على نفس الرحلة، وقاموا بالتحقيق معه.

وقال السجين السابق -الذي يحمل الجنسية البريطانية- إنه بحلول هذا التاريخ: «فقدت نصف وزني، وكانت آثار التعذيب على جسدي وقدماي واضحة لمن يراها، حتى إن أحد المسؤولين الثلاثة ويدعى جون، كان قد أخبرني أنه من جهاز المخابرات البريطاني (MI5)، وقال لي صراحة: ماذا حدث لك.. إنك تبدو مثل الشبح».

واستدرك قائلا «من كثرة التعذيب والضرب لم أعد أعرف كيف يبدو شكلي، لأنني لم أنظر إلى مرآة لعدة شهور».

وأوضح أن «هؤلاء المحققين الثلاثة كانوا يطلقون الأسئلة عليه كالرصاص، ولا ينتظرون حتى منه الإجابة، أسئلة من قبيل: أنت فعلت هذا أو ذاك؟؟ لماذا فعلت ذلك؟؟ أين ذهبت؟؟»

وتابع: «كانوا يتهمونني بالقتال مع بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة الراحل) في معركة تورا بورا. ويتهموني بأني كنت مسؤولًا عن مخازن الأسلحة؛ وأقوم بتجنيد الإرهابيين، على الرغم من أنني وصلت أفغانستان قبل القبض عليّ فقط ببضعة أسابيع».

وأضاف «عامر» أن المحققين البريطانيين كانوا فقط يصرخون ويصيحون خلال جلسة التحقيق. ثم قام أحد المحققين الأمريكيين -كان حاضرًا جلسة التحقيق- بشد رأسي وضربها في الحائط، ولما حاولت حماية رأسي قام بفعل ذلك مرات عديدة.

وقال: «بعد ذلك جلست، ولكني لم أفقد وعيي تمامًا... ولكنني كنت مشوشًا كما لو أني أٌصبت بالدوار وأغلقت عيني، ثم نقلني الحراس إلى القفص مرة أخرى».

وأضاف «عامر» -المتزوج من بريطانية وله 4 أبناء- أنه يخشى على حياته وأنه ربما تكون هناك محاولة لإسكاته حتى لا يكشف مزيدًا من الجرائم التي ترتكب في غوانتانامو».

وكان «عامر» يُقيم في المملكة المتحدة مع زوجته البريطانية وأولاده الأربعة في جنوب لندن، قبل أن يسافر إلى أفغانستان للمشاركة في بعض الأعمال الخيرية؛ ولكنه اعتقل هناك عقب أحداث 11 سبتمبر2001، وتم نقله إلى غوانتانامو.

وحصل على البراءة عام 2007 في عهد الرئيس الأمريكي «جورج بوش»، كما تمت تبرئته عام 2009 خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس «باراك أوباما»، ولم يخضع -طول مدة احتجازه- للمحاكمة، ولم تتم إدانته بأي جريمة على مدى 13 عاما.

والشهر الماضي، ذكرت مصادر بريطانية أنه من المتوقع أن يبدأ «عامر» إجراءات دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية لتواطؤها مع السلطات الأمريكية في احتجازه وتعذيبه في غوانتانامو.

وتأسس المعتقل الأمريكي في كوبا لاحتجاز المشتبه بهم في قضايا الإرهاب من تنظيم القاعدة وحركة «طالبان»، بعد هجمات11 سبتمبر/آيلول 2001. وتعهد «أوباما» بإغلاق المعتقل في غضون عام من توليه الرئاسة عام 2009.

وكان المعتقل يضم في وقت من الأوقات قرابة 800 محتجز، وتناقص عدد المحتجزين بعد أن نقل أغلبهم إلى بلدهم الأصلي أو دولة أخرى.

  كلمات مفتاحية

سجين سعودي غوانتانامو

السعودي «شاكر عامر» يقاضي الحكومة البريطانية لتواطؤها في تعذيبه بغوانتانامو

«نيويورك بوست»: الإفراج عن سعوديين ويمنيين بغوانتانامو يثير غضب البنتاغون

«البيت الأبيض» يكشف عن وصوله إلى المرحلة الأخيرة من إغلاق معتقل «غوانتانامو»

«غوانتانامو» يفرج عن سجين سعودي بعد إضرابه عن الطعام 9 سنوات

114 عربيا أكثرهم يمنيون يشكلون الأغلبية الكاسحة بين معتقلي «غوانتانامو»

إطلاق سراح معتقل سعودي من «غوانتانامو» ونقله إلى المملكة بعد غياب 15 عاما

سلطنة عمان تستضيف 10 يمنين عقب خروجهم من «غوانتانامو» لأسباب إنسانية

محكمة ليتوانية ترفض منح سعودي «وضع الضحية» في دعوته ضد «CIA»