اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 9 فلسطينيين وأصابت عددا من المصلين بالمسجد الأقصى بعد الاعتداء عليهم، الأحد، وإخلاء معظم ساحاته بالقوة.
وقال شاهد عيان إن "قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد الأقصى، بمشاركة مستوطنين، معززة بعناصر من الوحدات الخاصة، وقامت بمحاصرة المسجد القبلي ومنطقة مسجد قبة الصخرة والمسار الذي يسلكه المستوطنون خلال اقتحامهم لساحات الحرم"، وفقا لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأضاف أن "قوات الاحتلال تعمل حاليا على توفير الحراسة لاقتحامات المستوطنين للأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي".
وتابع: "قوات الاحتلال قامت بملاحقة للنساء من منطقة صحن قبة الصخرة، وللمصلين من منطقة المسجد القبلي، وذلك سعيا لإفراغ ساحات الأقصى من الفلسطينيين".
#شاهد| لحظة اعتقال الناشطة النصراوية هناء ظاهر والاعتداء عليها بالصاعق الكهربائي pic.twitter.com/0gkghfiFTV
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) April 16, 2022
وبلغ إجمالي المستوطنين الذين اقتحموا المسجد صباح اليوم 545 مستوطنا دخلوا من بابي المغاربة والرحمة، وفقا لما أوردته قناة "الجزيرة"، مشيرة إلى أن الإجراءات التي ينفذها الاحتلال في المسجد الأقصى تندرج ضمن مساعيه للتقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي.
وبعد اقتحام المسجد، انسحبت قوات الاحتلال من باحات الحرم الأقصى "مؤقتا"، وأعادت فتح أبوابه، بعد ساعات من محاصرة المصلين داخله منذ صلاة الفجر، وتوفيرها الحماية لأفواج من المستوطنين لاقتحام الحرم على شكل أفواج.
وعقب انسحاب القوات، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن قواتها تواصل العمل في منطقة الحرم القدسي، وأضافت أنها "تتوقع توقيف مزيد من المشاغبين في المستقبل".
تغطية صحفية: "هتافات الشبان بعد انسحاب قوات الاحتـــلال من المسجد الأقصى" pic.twitter.com/DhpQgyjySi
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) April 17, 2022
يأتي ذلك فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس أن طواقمها تعاملت مع 17 إصابة بالمسجد الأقصى صباح الأحد، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأضاف الهلال الأحمر أنه نقل 5 إصابات إلى المستشفى، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف الفلسطيني من دخول ساحات المسجد الأقصى.
تغطية صحفية: "بالصور - استمرار عمليات نقل المصابين جراء مهاجمة قوات الاحتلال لباب المطهرة بالمسجد الأقصى" pic.twitter.com/17r6bl7fks
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) April 17, 2022
وكان عدد من الشبان الفلسطينيين ألقوا الحجارة على حافلة تقل المستوطنين الذين اقتحموا الحرم القدسي، وذكرت مصادر إسرائيلية أن 5 مستوطنين جرحوا جراء إلقاء الحجارة.
وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المعتقلين الفلسطينيين الـ9 ابينهم 4 مشتبه في قيامهم بإلقاء الحجارة على حافلات المستوطنين.
وتكتسي اقتحامات المستوطنين اليوم حساسية خاصة، نظرا لتزامنها مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء أول أمس الجمعة ويستمر أسبوعا.
وكانت جماعات استيطانية قد دعت إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال فترة عيد الفصح، وتحديدا خلال الفترة الصباحية لمدة 3 ساعات ونصف الساعة وفق مسارات تحددها قوات الاحتلال.
وحملت الرئاسة الفلسطينية، الأحد، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التصعيد في المسجد الأقصى، وطالب الناطق باسمها "نبيل أبو ردينة" الإدارة الأمريكية بالخروج عن صمتها، "ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها".
وحملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاحتلال "تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات المسجد الأقصى"، وأضافت الحركة، في بيان، أن استمرار الاعتداء على المعتكفين والمصلين وعلى قدسية الزمان والمكان "سيرتد على الاحتلال ومستوطنيه".
في حين اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن تجدد الاعتداءات على المسجد الأقصى "يكشف نية الاحتلال التضليل لتمرير مخططاته الإرهابية"، وأضافت أن "الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة على المسجد الأقصى تدفع نحو المواجهة الشاملة".
كما حملت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المجتمع الدولي والولايات المتحدة مسؤولية استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وقالت، في بيان، إن التصعيد الإسرائيلي الخطير في الحرم الشريف بهدف التقسيم الزماني والمكاني للأقصى "عدوان سافر على مقدساتنا".