كشفت صور جديدة لجثمان الباحث الاقتصادي المصري، "أيمن هدهود"، عن وجود آثار تعذيب في أنحاء جسده، لتكذب رواية النيابة المصرية حول ملاباسات وفاته، إذ نفت مرتين في وقت سابق وجود شبهة جنائية في الحادث.

وأظهرت الصور التي نشرها موقع "تفنيد" الإلكتروني، والتي تبدو أنها التقطت في أثناء تشريح الجثمان، آثار تعذيب تظهر في وجه "هدهود" ومناطق أخرى من جسده.

وتكذب تلك الصور رواية النيابة العامة المصرية، التي استبعدت نهائيا وجود شبهة جنائية في وفاة "هدهود" بمستشفى للصحة النفسية بالقاهرة الشهر الماضي.

وقال موقع "تفنيد" وحسابه بموقع التواصل الاجتماعي الذي نشر الصور، إن "هدهود" تعرض للتعذيب قبل وفاته، حيث تظهر الصور التي حصل عليها الموقع تعرض الضحية لكسر في جمجمته وجروح مختلفة قبل وفاته.

وكانت النيابة المصرية نفت، في بيان أولي، بوقت سابق من الشهر الجاري، وجود شبهة جنائية في وفاة "هدهود"، ثم خرجت ببيان ثان في 18 أبريل/نيسان الجاري، أعلنت فيه انتهاء التحقيقات بقضية وفاة الباحث الاقتصادي، مؤكدة انتفاء الشبهة الجنائية في واقعة الوفاة.

وآنذاك، قالت النيابة إن تقرير مصلحة الطب الشرعي أكد أن الوفاة ناتجة عن حالة مرضية مزمنة بالقلب، وأن الجثمان كان خاليًا من أي آثار إصابية تشير لحدوث عنف جنائي.

وجاء البيان الثاني للنيابة بعد أيام من اتهامات عدة أطلقتها جهات ومنظمات سياسية وأفراد من أسرة "هدهود" لجهاز الأمن الوطني بإخفائه قسريًا قبل وفاته وتعذيبه حتى الموت.

والثلاثاء الماضي، طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات المصرية بإجراء تحقيق "مستقل وحيادي" في مُلابسات الوفاة المشبوهة في الحجز للخبير الاقتصادي وعضو حزب الإصلاح والتنمية البالغ من العمر 48 عاماً، والذي توفي في مستشفى للصحة النفسية بعد اختفائه قسراً في 5 فبراير/شباط.

وشككت "العفو الدولية" في بيان النيابة العامة المصرية الصادر الإثنين، والذي خلص إلى عدم وجود شبهة جنائية بوفاة "هدهود".

وقالت المنظمة إن تحقيقا جديدا أجرته "بناءً على فحص السجلات الرسمية، ومقابلات مع الشهود والمصادر، فضلاً عن تحليل خبراء مستقلين في الطب الشرعي فحصوا الصور المسربة لجثة هدهود، يشير بقوة إلى أنَّ أيمن هدهود قد تعرض للتعذيب أو لسوء المعاملة قُبيل وفاته".

ووفق المنظمة، "لم تُخطر السلطات عائلة أيمن هدهود بوفاته أو تأمر بتشريح جثته حتى تاريخ 9 و11 أبريل/نيسان، رغم أنه وفقًا لشهادة وفاته، توفي في 5 مارس/آذار، وأنكرت النيابة العامة ووزارة الداخلية أي مسؤولية، فيما قدمت في الوقت نفسه تفسيرات متناقضة وغير قابلة للتصديق لأسباب وظروف وفاته".

وكان "هدهود" ينشر بانتظام على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي محتوى ينتقد من خلاله السياسات الاقتصادية للسلطات.

واعتُقل "هدهود" بتاريخ 5 فبراير/شباط 2022، واختفى بعدها، ويوم 9 أبريل/نيسان 2022، طُلب من عائلته تسلم جثمانه من مستشفى الصحة النفسية بالعباسية في القاهرة.