مصر.. تفاصيل جديدة عن الساعات الأخيرة في حياة أيمن هدهود

الأربعاء 20 أبريل 2022 11:03 ص

كشفت رسائل متبادلة بين الأطباء المعالجين للباحث المصري الراحل "أيمن هدهود"، عن تفاصيل جديدة بشأن ما عاناه من إهمال طبي، أودى بحياته، في مستشفى العباسية، وسط القاهرة.

وتفيد الرسائل المتبادلة بين الطبيبة الشابة المناوبة واستشاري الباطنة خلال الساعات الأخيرة من حياة عضو حزب الإصلاح والتنمية، بحدوث ارتباك كبير في تشخيص حالة المريض.

ووفق رسائل صوتية على "واتساب"، قال موقع "المنصة" إنه حصل على نسخة منها، فإن حالة "هدهود" (42 عاما) تدهورت بشكل متسارع، وفقا لطبيب مطلع على تفاصيل حالته، أكد أنه لم يتلق الرعاية الطبية المناسبة، منذ 5 مارس/آذار الماضي.

وتفيد المعلومات الجديدة بأن طبيبة شابة مناوبة تخصص "نفسية وعصبية"، استدعيت لقسم الطب الشرعي حيث يُحتجز المحالون إلى المستشفى من النيابة العامة، لتفاجأ بمعاناة الراحل من ارتفاعٍ في درجة الحرارة، وانخفاض في ضغط الدم، وصعوبة في التنفس.

الملفت أن الطبيبة الشابة لم تجد أي توصيات أو ملاحظات في ملف المريض، فتواصلت مع أحد استشاريي الباطنة الذين يعملون في المستشفى عبر الهاتف، لتطلب نقله بسرعة إلى مستشفى الدمرداش، وسط القاهرة.

وقالت الطبيبة: "أطلع بيه إسعاف ولا أعمل إيه؟"، لكن هذا المقترح، جاء متأخرًا، واصطدم بإجراءات مطولة لأن الحالة في حكم المحبوس احتياطيًا. وهو ما أوضحه استشاري الباطنة في رده على الطبيبة "أيوة يا ستي. هو العيان دا في الشرعي، مش هنقدر نطلعه من الشرعي، لكن نقدر نحطه في مكان لوحده بدل ما يعدي بقية الناس. ثانيًا هاكتب لحضرتك علاج تنفذيه مع المحاليل".

وتحت عنوان "قصة الساعات الأخيرة من حياة أيمن هدهود في العباسية"، قال الموقع إن استشاري الباطنة (لم يذكر اسمه) ظن أن الحالة مصابة بفيروس كورونا، فأرشد الطبيبة لقياس نسبة الأكسجين في الدم. وأضاف في الرسالة الصوتية: "كدا إحنا مش hysterical [هستيريا]، دي حالة infection [عدوى]. دا loss of appetite [فقدان شهية]. الـ oximeter [جهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم] موجود في قسم العزل حريم جنبك، جنب الشرعي. دا لو حبيتي تقيسي الأكسجين. لكن دلوقتي هتروحي قسم العزل لأن دوا الفيروس بناخده من قسم العزل. تمام؟".

المفاجأة أن الطبيبة الشابة لم تجد كل الأدوية التي قررها زميلها الاستشاري، فعادت تسأله مجددا، قائلة له:"نطلع الأول الدمرداش نعمل CT brain (أشعة مقطعية على المخ) نتأكد أن هو مفيهوش حاجة عشان هو مش فايق معانا؟ والصراحة إحنا خلصنا أول محلول كدا وهو لسة مفاقش. تمام؟ وبعدين لو مفيش حاجة ساعتها يرجع ويكمل علاج. فأنا هطلع دلوقتي الدمرداش. تمام؟ هو أنا معنديش مشكلة إن أنا أطلع لأن هو فعلا لسة لغاية دلوقتي مداش أي response (استجابة) وكدا محدش شافه يعني غيري بردو. فعشان خاطر يبقى فيه دكتور باطنة أحسن شافه. تمام؟ أطلع الدمرداش؟".

ومن التسجيلات يبدو أن الشرطة كانت مستعدة لنقله من العباسية إلى مستشفى آخر، وفق رسالة الطبيبة، التي قالت :"فأطلع بيه دلوقتي أحسن عشان دكتور يشوفه؟ ويبقى برضه إحنا عملنا اللي علينا، بالنسبة يبقي اتكتب في الـ file (الملف) إن إحنا رحنا بيه إسعاف؟".

وأضافت: "أنا كلمت الشرطة والقوة بتاعتها جات. كلمت الإسعاف تلات مرات ولغاية دلوقتي لسة مجاتش. فهل فيه حاجة ممكن أديهاله قبل ما نطلع؟"، مشيرة إلى استمرار تدهور حالته.

يرد الاستشاري "يعني إحنا برضه ما زلنا في إن هو infection [عدوى] ولا هو فيه حاجة فيه؟ يعني برضه لو تقدري تعملي بابنسكي ع الرجلين الاتنين (تمرير أداة معدنية على باطن القدم) تجري مفتاح كدا وتشوفي إذا الصباع الكبير عمل extension (تمدد) يبقي دا بابنسكي بوزيتيف. يبقي ممكن يكون فيه hemorrhage (نزيف) أو infarction (جلطة) أو.. أو أي حاجة، في الناحيتين. دا بالنسبة لو إنتي مع المريض وتقدري تعملي حاجة زي كدا. ممكن ندي أمبول لازكس، الهدف منه إيه؟ أول حاجة نشيل اللي إحنا عملناه، الكورتيزون والـ salt and water pressure [ضغط] والـ fluid (السوائل)، والـ lung (الرئة) نفسها بتبقى congested (محتقنة) لو إحنا بنتعامل مع بداية pneumonia (التهاب رئوي)، كوفيد viral أي حاجة. فدا هيبقي ليه أثر برضه، وممكن ندي برفالجان نسكت الحرارة دي. دا اللي نقدر نعمله دلوقتي. طبعًا فيه أكسجين. معرفش طبعا قسم الشرعي فيه أسطوانة ولا لأ. الأسطوانات برضه في العزل اتنين لو الموقف تدهور منك".

وتتكتم إدارة المستشفى على طبيعة المعاملة التي تعرّض لها، وتاريخ احتجازه، ومدى سلامة إجراءات إيداعه في المستشفى، انتهاءً بأسباب إخفاء مكانه عن أسرته وفريق دفاعه حيا وميتا، وسبب ترك جثمانه يتعفن في ثلاجة المستشفى لنحو 5 أسابيع.

وأكدت 3 مصادر من مستشفى العباسية أن "أيمن" لم يخضع لفحص الباطنة المطلوب قبل احتجازه، وأن مدير المستشفى "حاتم ناجي" أصر على إدخاله قسم الطب الشرعي، المحتجز فيه المحبوسون على ذمة قضايا.

ويستند الأطباء في تمسكهم بالكشف الباطني للمرضى قبل دخولهم أيا كانت الجهة المحالين منها إلى وثيقة دليل الإجراءات العلاجية، الصادرة عن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، التابعة لوزارة الصحة.

وتشير الوثيقة إلى أنه في حالات الاحتجاز داخل مستشفى نفسي، ينبغي "تقييم وفحص المريض عضويًا والتأكد من عدم وجود عرضٍ عضويٍّ جسيم لديه يستلزم علاجه الفوري بالمستشفيات العامة قبل إتمام إجراءات الدخول".

لاحقًا، فسر استشاري الباطنة أسباب الوفاة بقوله "واضح إنه مركز التنفس في المخ كان مضغوط عليه. واضح إن العيان دا كان مضروب على دماغه حتى لو مفيش كسر. فيه زي تجمع دموي أو نزيف في المخ. دا سبب الهبوط في ضغط الدم اللي كان موجود، والهذيان، أو التشوش اللي كان موجود عند العيان في اليومين تلاتة". التي سبقت وفاته.

وكانت منظمة العفو الدولية، طالبت بإجراء تحقيق "مستقل وحيادي" في مُلابسات الوفاة المشبوهة لـ"هدهود"، بعد اختفائه قسراً في 5 فبراير/شباط الماضي.

وقالت المنظمة إن تحقيقا جديدا أجرته "بناءً على فحص السجلات الرسمية، ومقابلات مع الشهود والمصادر، فضلاً عن تحليل خبراء مستقلين في الطب الشرعي فحصوا الصور المسربة لجثة هدهود، يشير بقوة إلى أنَّ أيمن هدهود قد تعرض للتعذيب أو لسوء المعاملة قُبيل وفاته".

والثلاثاء الماضي، أعلنت النيابة العامة المصرية عدم وجود شبهة جنائية في وفاة "هدهود"، وقالت إنه توفي إثر "حالة مرضية مزمنة بالقلب"، وهو ما رفضته أسرته ومنظمات حقوقية متهمة جهاز الأمن الوطني والنيابة العامة ومستشفى الصحة النفسية بالعباسية بإخفاء حقيقة وفاته.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أيمن هدهود مستشفى العباسية الأمن الوطني العفو الدولية مصر الإخفاء القسري

وفاة أيمن هدهود.. ريجيني جديد في مصر

مصر.. صور جديدة لجثمان هدهود تظهر آثار تعذيب تكذب رواية النيابة

و. بوست: وفاة أيمن هدهود سطر جديد بسجل حقوق الإنسان المشين في مصر

نيويورك تايمز: هل قادت أبحاث هدهود عن اقتصاد الجيش المصري إلى مصرعه؟