شيخ الأزهر يعتبر المطالبة بمقعد للشيعة في البرلمان المصري «نداء فتنة»

الجمعة 18 ديسمبر 2015 02:12 ص

اعتبر شيخ الأزهر، «أحمد الطيب»، أن مطالبة البعض من أصحاب الأصوات المسموعة بأن يساند «الأزهر» الشيعة في مصر ليكون لهم صوت داخل البرلمان، هي مطالب «لا يرضاها عاقل»، حسب صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.

وأكد، في بيان، أن الدعوة إلى تخصيص مقعد للشيعة في مجلس النواب (البرلمان المصري) هو «نداء صريح لفتنة بين الشعب المصري».

 وقال مستنكرا: «كنا ننتظر من هذا الأصوات أن تنادي بوحدة الأمة الإسلامية، لتفويت الفرصة على السياسات العالمية الغادرة بهذه المنطقة».

وأضاف: «الحقيقة أنه لا شيعة في بلادنا، وإنما هناك حفنة من المنتفعين وسماسرة المذاهب والفتنة».

ولا يوجد حصر دقيق لأعداد الشيعة في مصر؛ لكن «محمد الدريني»، أحد أبرز الشخصيات الشيعية، يزعم أن عددهم يبلغ 3 ملايين. أما المصادر غير الرسمية في مصر فتشير إلى أن أعدادهم لا تزيد على 18 ألفا فقط.

وقبل 12 عاما تقدم بعض الشيعة بطلب إلى السلطات المصرية للاعتراف بالشيعة كطائفة دينية رسمية بموجب القانون؛ إلا أن الحكومة لم تقم بالرد على طلبهم، ويقول رئيس التيار المصري الشيعي (تحت التأسيس)، «محمد غنيم»، إن «الشيعة مصريون أولا وأخيرا.. وأعدادهم قليلة ولا يمثلون خطرا».

وفي بيانه، الذي صدر أمس، أكد «الطيب» أن الهجوم الذي اندلع فجأة ضد صحابة النبي «محمد»، صلى الله عليه وسلم، يجب أن يتصدى له الأزهر، ولا يصح أن يُلام عليه، ولا أن يقال له «إنه بهذا التصدي وبهذا الدفاع عن الصحابة، فإنه يشجع ما يسمى بـ(داعش) على قتل الشيعة».

وقال مستنكرا: «أي منطق هذا الذي يستند إليه هؤلاء الذين يفترض أنهم مسؤولون، وأنهم يراعون حرمة الكلمة أمام الله تعالى، وقد كنا ننتظر منهم أن يطالبوا من يحاولون نشر التشيع في مصر بألا يخرجوا على المجتمع وألا يكونوا مصادر للفتنة والاضطراب، وأن يقدموا وحدة المسلمين على ضيق المذهب وضيق الطائفية وضيق القومية؛ ولكنهم يضحون بمستقبل الأمة الإسلامية، وكأنهم رأس حربة لتنفيذ خطط تفتيت العالم الإسلامي، وإشاعة الفوضى والاضطراب فيه».

ولفت شيخ الأزهر إلى الحلقات المتلفزة التي يقدمها للدفاع عن صحابة رسول الله والخلفاء الراشدين وأم المؤمنين «عائشة» جاءت في هذا التوقيت بالذات؛ نظرا لما يتعرض له الصحابة من هجوم وظلم في كل ليلة على شاشات القنوات الفضائية بهدف التشجيع على فتح بؤر شيعية في بلاد أهل السنة المستقرة.

وتساءل الشيخ أحمد الطيب: «لماذا الهجوم الآن على الصحابة؟»، وتابع بقوله: «مع أن الأمة جميعها كانت تعيش في إطار الطريق الصحيح الذي رسمه الإسلام، وهو احتفاظ كل واحد بما عنده دون هجوم على عقيدة الآخر ولا استهزاء برموزه؛ ولكن فجأة تدخلت السياسات العالمية لتضرب العالم الإسلامي ولتمزقه ولتضعه دائما تحت السيطرة ولتضمن أنها تعيش عيش الرفاهية».

ويقدم شيخ الأزهر حلقات أسبوعية على شاشة الفضائية المصرية للدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وللتحذير من الحملة المحمومة التي تستهدف استمالة الشباب للمذهب الشيعي، وهي الحلقات التي انتقدتها بعض الفضائيات فضلا عن القيادات الشيعية، بحسب مصادر مطلعة.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، دعا الأزهر المرجعيات الشيعية في العراق وإيران إلى إصدار فتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة، وبالتوقف عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية.

وظل الجدل حول التواجد الشيعي في مصر شبه صامت حتى عام 2013 حين وقعت أحداث مؤسفة في قرية «أبو مسلم» بمحافظة الجيزة (جنوب غرب القاهرة)، والتي أدت إلى مقتل 4 أشخاص من الشيعة، بينهم الشيخ «حسن شحاتة» زعيم الشيعة في مصر، بعد أن قام المئات من أهالي القرية بضربهم حتى الموت خلال احتفالهم بليلة النصف من شعبان، وعاقبت محكمة مصرية منتصف يونيو/حزيران الحالي، 23 متهما بالسجن لمدة 14 عاما بعد إدانتهم بقتلهم.

  كلمات مفتاحية

مصر شيخ الأزهر أحمد الطيب الشيعة في مصر

الأزهر يستنكر تطاول الحوثيين على «السيدة عائشة» بقصيدة مسيئة عبر صحيفة يمنية

«الأزهر» يرفض التدخل الإيراني في الدول العربية ويدعو لحوار بين السنة والشيعة

«إبراهيم عيسى» يتهم شيخ الأزهر بالاتفاق مع السعودية لإشعال الخلافات الطائفية

شيخ الأزهر: مبايعة «علي» للخلفاء الراشدين تسقط «نظرية الإمامة» عند الشيعة

شيخ الأزهر يواصل حملته ضد التشيّع ويصف سب الصحابة بـ«كلام شيطاني»

مصر .. برلمان المؤسسات الأمنية الحاكمة

«الأزهر»: السنة والشيعة جناحا الإسلام ويجب التقريب بينهما

«محمد بن سلمان» يعرب عن تقدير السعودية لموقف الأزهر من الإرهاب والتطرف

«أحمد الطيب»: الإعلاميون المهاجمون لـ«الأزهر» يريدون النيل من «ثوابت الإسلام»