واصل شيخ الأزهر، «أحمد الطيب»، في برنامجه اليومي على التلفزيون المصري، حملته ضد نشر التشيّع، معتبرا أن سب الشيعة للصحابة «كلام شيطاني» و«تطاول» على الرسول محمد، صلي الله عليه وسلم.
وقال «الطيب» إن هناك الكثير من "الأحاديث النبوية التي وردت في التحذير من سب الصحابة».
وتساءل مستنكرا: «لا تدري كيف هان عليهم (أي الشيعة) أن يرموا بنصوص الوَحْيَيْنِ (القرآن والسنة) وراء ظهورهم؛ وهم يطلقون ألسنتهم في سيدنا عثمان (بن عنفان) (أحد الخلفاء الراشدين)».
وتابع في حديثه اليومي، الذي يذاع على الفضائية المصرية يوميا قبيل موعد الإفطار: «الذي يبغض الصحابة بالضرورة يبغض النبي والعياذ بالله».
وحذر «الطيب» الشباب والجماهير مِن خطر أنْ «يدخل إليهم أحدٌ ممَّن يسبُّ الصحابة ويسيء إليهم من طريق شغفهم بحب آل البيت»، مضيفا: «الإساءة إلى أم المؤمنين عائشة وأبي بكر (الصديق) وعمر (بن الخطاب).. كلام شيطاني، لا يقول به إلا إنسان جاهل أو حاقد».
وكان الطيب قد تحدث حول القضية نفسها في حلقات سابقة هذا الشهر، فوصف سب الصحابة بأنه فعل لـ«فرق منحرفة» تقول بـ«ردة الصحابة أو بخيانتهم لله ورسوله، واغتصابهم للخلافة من علي»، مشيرا إلى عددا ممن وصفهم بـ"الفضلاء من علماء الشيعة" يتبرؤون من هذه الأقوال ولا يرضونها، منتقدا بعض الغلاة الذين «يبشرون بالتشيع بين طبقات الشعب ذي الثقافة الإسلامية المتواضعة».
وأواخر الشهر الماضي، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن مسؤول رفيع في وزارة الأوقاف المصرية، لم تذكر اسمه، إن الوزارة بدأت تحقيقات موسعة في انتشار إقامة الطقوس الشيعية في مساجد بعدة مدن مصرية.
كما نقلت الصحيفة ذاتها نقلت عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، دون أن تسميها، أن هذا الانتشار «المريب» خلال الفترة الأخيرة بدأ يثير قلق شيخ الأزهر، «أحمد الطيب»؛ ما دفعه إلى تخصيص حلقات برنامجه التلفزيوني على الفضائية المصرية للتحذير من الحملة المحمومة التي تستهدف استمالة الشباب للمذهب الشيعي.
المصادر ذاتها كشفت أن «الطيب» جدد تحذير أساتذة جامعة الأزهر ودعاة وأئمة وزارة الأوقاف من السفر إلى إيران نهائيا، لافتة إلى هذا يعد أحد القرارات غير الرسمية في مشيخة الأزهر.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، طالب الأزهر المرجعيات الشيعية في العراق وإيران بإصدار فتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة، وبالتوقف عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية.
وبالتوازي مع الحملة التي يقوم بها الأزهر ووزارة الأوقاف للتصدي إلى نشر التشيع، تكثف ائتلافات وجمعيات غير رسمية في مصر من فعالياتها الثقافية ضد الشيعة، ويقول منسق ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت، «وليد إسماعيل»، إن «هناك نشاطا ملحوظا للشيعة ومرصودا من قبل جميع التيارات التي تعرف حقيقة وجود مخططات دولية لتمويل وتقوية مجموعات شيعية تعمل على نشر التشيع بين الشباب وتعمل على استقطابهم في القاهرة والمحافظات».
ولا يوجد حصر دقيق لأعداد الشيعة في مصر؛ لكن «محمد الدريني»، أحد أبرز الشخصيات الشيعية، يزعم أن عددهم يبلغ 3 ملايين. أما المصادر غير الرسمية في مصر فتشير إلى أن أعدادهم لا تزيد على 18 ألفا فقط.
وقبل 12 عاما تقدم بعض الشيعة بطلب إلى السلطات المصرية للاعتراف بالشيعة كطائفة دينية رسمية بموجب القانون؛ إلا أن الحكومة لم تقم بالرد على طلبهم، ويقول رئيس التيار المصري الشيعي (تحت التأسيس)، «محمد غنيم»، إن «الشيعة مصريون أولا وأخيرا.. وأعدادهم قليلة ولا يمثلون خطرا».
وظلت العلاقة المتوترة بين الشيعة والمتشددين تحت سطح الأحداث حتى 2013 حين وقعت أحداث مؤسفة في عزبة «أبو مسلم» بمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة (جنوب غرب القاهرة)، وأدت إلى مقتل 4 أشخاص من الشيعة، بينهم الشيخ «حسن شحاتة» زعيم الشيعة في مصر، بعد أن قام المئات من أهالي العزبة بضربهم حتى الموت خلال احتفالهم بليلة النصف من شعبان، وعاقبت محكمة مصرية منتصف يونيو/حزيران الحالي، 23 متهما بالسجن لمدة 14 عاما بعد إدانتهم بقتلهم.