نظم العشرات من أنصار «حزب الله» اللبناني السبت، إعتصاما أمام مقر السفارة النيجيرية في العاصمة اللبنانية بيروت، تنديدا بـ«إعتداء الجيش النيجيري على الشيخ الشيعي إبراهيم الزكزكي وأنصاره الأسبوع الماضي»، مطالبين بإطلاق سراحه.
وقال المعتصمون، الذين حضروا بدعوة من حزب الله، رافعين خريطة القارة الأفريقية وفي وسطها صورة «الزكزكي»، إضافة للأعلام اللبنانية، إن تحركهم «من أجل استنكار الاعتداء، الذي طال الزكزكي وأنصاره، خلال هجوم نفذته وحدات من الجيش النيجيري على حسينية بقية الله في مدينة زاريا، في نيجيريا الأسبوع الماضي».
وشدد المشاركون في الاعتصام على ضرورة «إطلاق سراح الزكزكي فورا، ومباشرة عملية تحقيق لمعرفة أسباب الهجوم».
وقال إحدى المعتصمات، وهي تحمل صورة «الزكزكي» إن «المجيء إلى هنا هو من أجل التضامن مع الأخوة النيجيريين والشهداء هناك»، مضيفة أنه «من المفترض أن تتضامن كل الشعوب معهم، وكذلك أن تكون كل الدول العربية يدا واحدة معهم».
وأضافت أن «لكل شعب حقوق وحريات، يجب احترامها»، محملة «مسؤولية الاعتداء للسلطات في نيجيريا».
وكان العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، قد أجرى الخميس، اتصالا هاتفيا بالرئيس النيجيري، «محمد بخاري» أعرب فيه عن «تضامن المملكة مع حكومة نيجيريا في مواجهة الإرهاب».
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك أكد خلال الاتصال الهاتفي، أيضا، «وقوف المملكة إلى جانب نيجيريا إثر العمليات الإرهابية التي استهدفتها مؤخرا»، مشددا على أن هذه الأعمال الإجرامية يدينها الإسلام، ورفض المملكة التدخل الأجنبي الذي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار نيجيريا.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مدير مستشفى محلي إن 60 مواطنا شيعيا على الأقل قتلوا مطلع هذا الأسبوع؛ حين أغار الجيش النيجيري على مقرات حركة شيعية، واعتقل زعيمها في مدينة زاريا بشمال البلاد.
وقال الجيش إن «الحركة الإسلامية» حاولت اغتيال رئيس الأركان، الجنرال «توكور بوراتاي»؛ حين قطع أعضاؤها طريق موكبه في زاريا يوم السبت الماضي.
ويوم الأحد، داهم الجيش مباني عدة على صلة بالحركة الشيعية، ومنزل زعيمها «إبراهيم الزكزكي»، واعتقلت القوات «الزكزكي»، وقتلت أعضاء بارزين بالحركة، بينهم الرجل الثاني، والمتحدث باسمها.
وغالبية مسلمي نيجيريا البالغ عددهم عشرات الملايين من السنة، لكن يوجد أيضا شيعة، وهم بالآلاف، ومعظمهم من أتباع «زكزكي»، الذي استلهمت حركته فكرها من الثورة الإسلامية في إيران.
وأدانت إيران الهجوم، يوم الإثنين الماضي، واستدعت ممثل نيجيريا لديها وفقا لما ذكرته وكالة أنباء إيرانية محلية.
وطالب وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف»، الحكومة النيجيرية باتخاذ إجراء «فوري وجاد».