أعلن زعيم حركة «بوكو حرام» النيجيرية، «أبو بكر شيكاو»، أمس السبت في تسجيل صوتي تم بثه على حساب «بوكو حرام» على موقع «تويتر» مبايعته تنظيم «الدولة الإسلامية» وقائده «أبو بكر البغدادي».

وفي التسجيل الذي نسب إلى «شيكاو» قال: «نعلن مبايعتنا لخليفة المسلمين»، «أبو بكر البغدادي» زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية».

ولم يظهر التسجيل هذه المرة في صورة مقطع فيديو كما هو معتاد، ولكن بتسجيل صوتي بسيط مترافق مع صورة، مع العلم أن «شيكاو» كان يظهر في الرسائل التي يوجهها مسبقا.

وتأسست حركة «بوكو حرام» في عام 2002م كجماعة محلية، ويعني اسم «بوكو حرام» بلغة الهوسا -القبائل الشمالية- «التعليم الغربي حرام»، و(بوكو) اسم لنمطٍ من التعليم العلماني والمناهج الدراسية الجديدة التي أرادت السلطات الحكومية إدخالها إلى المناطق الإسلامية في نيجيريا بديلاً عن التعليم الديني المتوارث في تلك الأنحاء، وتأسست الحركة على يد شاب يدعى «محمد يوسف»، ويطلق عليها «طالبان نيجيريا» لأنها مؤلفة خصوصًا من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية «كاناما» بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.

وبدأت الحركة تنشر أفكارها منذ عام 2004، وكان عددهم حينئذ حوالي 200 فرد بينهم نساء يرفضون جميعًا التعليم الغربي والنمط الغربي في المعيشة؛ الذي ينتشر في المدن الكبرى، ويطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية في كل الولايات النيجيرية الـ36 وألا يكون تطبيقها قاصرًا على 12 ولاية في شمال نيجيريا فقط كما هو معلن منذ عام2000.

واستمرت الحركة في نشر أفكارها بصورة سلمية بين أفراد المجتمع, خاصة الشباب حتى يوليو 2009؛ حيث تحولت إلى استخدام القوة المفرطة، وذلك بعدما تم القبض على عدد من قادة الجماعة في باوتشي، مما أدى إلى اشتعال اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن النيجيري وقُدِّر عدد الضحايا بحوالي 150 قتيلاً.

كما بدأت الحركة منذ هذا الوقت في تنفيذ سلسلة من الهجمات المسلحة على مراكز الشرطة وبعض المباني الحكومية، مما دفع الأمن النيجيري إلى استخدام العنف معها، وانتهت المعارك بين قوات الأمن وعناصر الجماعة بعد مقتل أكثر من700 شخص، وقيام قوات الأمن بإعدام زعيم الحركة «محمد يوسف» دون محاكمة، لتُعلِن السلطات النيجيرية أنها تمكنت من القضاء على جماعة بوكو حرام تمامًا، وأن الأمن قد استتب.

بيد أن ما أعلنته الحكومة لم يكن صحيحًا تمامًا؛ حيث نُسِب للحركة بعدها عددٌ من التفجيرات والهجمات التي شهدتها المناطق الشمالية الشرقية من نيجيريا في الفترة من 2010 إلى الآن سبق الحديث عن أبرزها، والجدير بالذكر أن الحركة قد أعلنت رسميًّا في وقت سابق انضمامها لتنظيم القاعدة، قبل أن تغير وجهتها وتعلن مبايعتها لتنظيم «البغدادي».