تعتزم قطر، زيادة إنتاجها من الغاز بنحو الثلثين بحلول 2027، وذلك في ظل الطلب المتزايد على الغاز بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة "سعد الكعبي"، قوله: "نعتقد أن نصف هذه الكمية ستذهب الى أوروبا"، مشيراً إلى "ارتفاع الطلب بشكل كبير على واردات الغاز إلى أوروبا منذ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي".
وحول المطالب الأوروبية، أضاف "الكعبي"، أن "نسبة 85% من الإنتاج الحالي تحكمها عقود طويلة الأمد، خاصة مع دول آسيا، وهذه عقود ملزمة ولا أستطيع عمل أي شيء معها".
وتابع أن "حزمة العقود وسمعتنا مهمتان جداً، ولا يمكنني الاتصال مع زبون والقول له: آسف أريد مساعدة الأوروبيين".
وأشار "الكعبي"، إلى أنه "قبل سنوات من غزو أوكرانيا، بدأت قطر مشروعاً بتكلفة تقدر بنحو 45 مليار دولار، لبناء محطتين جديدتين للغاز وزيادة الطاقة الإنتاجية السنوية بنسبة 64%".
“The #Qataris have gotten way more influence than anybody would have imagined,” @jimkrane, who researches #energy politics at the @BakerInstitute, tells @NYTBen. “They have parlayed #naturalgas into all sorts of soft power.”https://t.co/mNYit11ia4 #Qatar #gas #Russia #Europe
— Rice University News (@RiceUNews) May 16, 2022
وأوضح أن "الغاز الناتج عن هاتين المحطتين سيبدأ بالوصول إلى الأسواق بحلول عام 2026، وسيتم تقسيمه بين آسيا وأوروبا".
ووفق "نيويورك تايمز"، فإنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وأوربا لحرمان روسيا من دخلها من النفط والغاز، يأمل قادتهم أن تساعد قطر على ملء الفراغ، مما سيزيد من أهميتها الجيوسياسية.
كاتب الخبر، وهو "بن هوبارد" مدير مكتب الصحيفة في لبنان، قال إنه زار منطقة راس لفان الصناعية التي تبعد 80 كيلومترًا عن العاصمة القطرية الدوحة.
وقال "بن هوبارد"، إن قطر أرسلت كميات متزايدة من الغاز الطبيعي إلى قائمة متنامية من العملاء في العالم، وجنت ثروة كبيرة واكتسبت أهمية جيوسياسية نتيجة لذلك.
وتوقع "هوبارد"، أن ينمو نفوذ قطر بشكل أكبر في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى حرمان روسيا من دخلها من النفط والغاز، إذ ينظر الغرب إلى قطر على أنها مصدر بديل للوقود لتدفئة المنازل وطهي الطعام وتوليد الكهرباء في أوربا.
ورغم أن قطر لا تستطيع على الفور شحن الكثير من الغاز الإضافي إلى أوربا لأنها تعاقدت على بيع غالبية إنتاجها بالفعل لأماكن أخرى، فإنها تستثمر عشرات المليارات من الدولارات لزيادة الإنتاج بنحو الثلثين بحلول عام 2027.
ويمثل تنامي الاهتمام بالغاز القطري تحولًا حادًّا بالنسبة لبلد اعتاد في السنوات الأخيرة قيام القادة الغربيين بمهاجمة الوقود الأحفوري لمساهمته في تغير المناخ.
وأتى هذا التحول مدفوعًا بقرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، شن حرب على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وفجأة أصبحت الدول الأوربية تتدافع للعثور على مصادر وقود أخرى من أجل وقف تمويل آلة بوتين الحربية، بعدما كانت تتلقى ما يقرب من نصف وارداتها من الغاز من روسيا العام الماضي.
وقد منح ذلك قطر شعبية كبيرة رغم تنافسها مع الولايات المتحدة وأستراليا على صدارة قائمة أفضل لاعب في العالم.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، ومع تزايد المخاوف من غزو روسي، أعلن الرئيس الأمريكي "جورج بايدن"، قطر "حليفًا رئيسيًّا من خارج الناتو"، واستضاف أميرها الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" في البيت الأبيض.
وبعد بدء الحرب، اتصل رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون"، بالشيخ "تميم"، لمناقشة "ضمان إمدادات الغاز المستدامة" وقضايا أخرى.
كما توجه كبار القادة الأوربيين إلى قطر لمناقشة الطاقة، بما في ذلك "جوزيف بوريل فونتيل" كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوربي، و"روبرت هابيك" وزير الاقتصاد والتغير المناخي الألماني، لإبرام صفقة غاز مع قطر.
غير أن قدرة قطر على تخفيف مشاكل الغاز في أوربا على المدى القريب محدودة، فحوالي 85% من إنتاجها الحالي مرتبط باتفاقيات طويلة الأجل معظمها في آسيا، حسب وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة.