أمريكا تعود للصومال خشية ترك أفريقيا لروسيا والصين

الخميس 19 مايو 2022 10:20 ص

فتحت موافقة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الإثنين الماضي، على إعادة نشر أقل من 500 جندي في الصومال، الباب أمام التساؤلات عن الأسباب الأمريكية الفعلية في أهم بلدان القرن الأفريقي، المتصلة بشكل وثيق مع حركة المرور في مضيق باب المندب في البحر الأحمر.

ويُعدّ تنامي الدور الصيني في القرن الأفريقي من محفّزات التدخل الأمريكي في الصومال، إذ نجح الصينيون في التمركز في جيبوتي، وعيّنوا مندوباً للقرن الأفريقي للمرة الأولى في تاريخهم، وسعوا إلى إنهاء الحرب في إثيوبيا بين الحكومة بقيادة "آبي أحمد" و"جبهة تحرير شعب تيجراي".

وفي موازاة التغلغل الروسي في مالي وبعض دول الوسط والساحل الأفريقي، عبر مجموعة "فاجنر"، وتراجع الدور الفرنسي، طرق الأمريكيون باب الصومال مجدداً، لأهميته الاستراتيجية نفطياً وجغرافياً، ولعدم ترك القارة الأفريقية ساحة روسية ـ صينية.

وتأتي عملية نشر الجنود الأمريكيين في الصومال، في وقتٍ عسكري بامتياز للولايات المتحدة، التي نشرت، وأعادت نشر آلاف الجنود في أوروبا، خصوصاً في دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (لاتفيا، إستونيا، ليتوانيا، بولندا)، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

توقيت العودة الأمريكية العسكرية إلى الصومال

ولا يمكن فصل توقيت العودة العسكرية إلى الصومال عن تكثيف حركة الشباب هجماتها في الأشهر الأخيرة. وأسفر تفجيران انتحاريان في مارس/ آذار الماضي عن مقتل 48 شخصاً في وسط الصومال، بينهم نائبان محليان.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أدّى هجوم على قاعدة تابعة للاتحاد الأفريقي إلى مقتل 10 عناصر من قوات حفظ السلام البوروندية، وفق جيش بوروندي. وهذا أعنف هجوم على قوات الاتحاد الأفريقي في البلاد منذ 2015.

ويُمكن القول إن أداء القوات الأفريقية في الصومال ضد حركة "الشباب" تراجع في السنوات الأخيرة.

ولم تنجح القوات الأفريقية في ملء الفجوة التي أحدثتها خلافات القادة في مقديشو، لتنتهي مهمة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال "أميصوم" في 31 مارس/آذار الماضي، التي دامت 15 عاماً بدءاً من عام 2007، بنجاح نسبي.

في المقابل، حلّت مكان "أميصوم" بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال "أتميس"، التي بدأت مهمتها في 1 أبريل/نيسان الماضي، على أن تنتهي مبدئياً في 31 ديسمبر/كانون أول 2024.

غير أن التحديات الأمنية لا تزال تلقي بظلالها على مهمة الأفارقة، مع مهاجمة حركة الشباب قاعدة لـ"أتميس" في البرف، في منطقة شابيل، في 3 مايو/ أيار الحالي، موقعة 30 قتيلاً و22 جريحاً، ينتمون إلى الجيش البوروندي.

المعركة ضد حركة "الشباب"

بدوره، ذكر مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة "رويترز"، أن "بايدن" وافق على طلب من وزير الدفاع "لويد أوستن" "لإعادة تأسيس وجود عسكري أمريكي  مستمر في الصومال، لتكون المعركة ضد حركة الشباب أكثر فاعلية".

كما أكدت وزارة الدفاع "البنتاجون" أن القوات الجديدة "لن تشارك بشكل مباشر في العمليات القتالية، لكنها ستعمل على تدريب القوات الصومالية وتجهيزها وتقديم المشورة لها".

وحول ذلك، اعتبر المتحدث باسم البنتاجون "جون كيربي"، في حديثٍ للصحفيين، الإثنين الماضي، أن "وجهة نظر الوزير (أوستن) هي أن نموذج المشاركة العرضية كان غير فعّال وغير مستدام على نحو متزايد".

وكان الرئيس السابق "دونالد ترامب"، قد أمر في ديسمبر/كانون الأول 2020، قبيل انتهاء ولايته بأسابيع قليلة، بسحب القوات الأمريكية من الصومال، التي كان يبلغ عددها 700 جندي، وأذن لها فقط بإنجاز مهام بالتناوب.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، الإثنين الماضي، أن "بايدن" وافق أيضاً على طلب من "البنتاجون" بمنحه صلاحية دائمة لاستهداف عدد ممن يشتبه في أنهم قادة لحركة "الشباب"، المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، على حد قول 3 من هؤلاء المسؤولين الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، للصحيفة.

وأشارت إلى أنه منذ أن تولى "بايدن" منصبه، في 20 يناير/كانون الثاني 2021، اقتصرت الضربات الجوية الأمريكية داخل الصومال إلى حد كبير على تلك التي تهدف إلى الدفاع عن قوات شريكة تواجه تهديداً مباشراً.

وستعمل قرارات "بايدن" على إعادة إحياء عملية مكافحة الإرهاب الأمريكية، وتتناقض هذه الخطوة مع قراره العام الماضي بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، قائلاً: "حان الوقت لإنهاء الحرب الأبدية"، بحسب "نيويورك تايمز".

ترحيب صومالي

ولقي القرار الأمريكي ترحيباً على المستويين الأمني والسياسي الصومالي، فاعتبر القائد السابق لوحدة القوات الخاصة الصومالية (داناب) العقيد "أحمد شيخ"، في حديثٍ لوكالة "رويترز": "إنه لأمر جيد أن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض بما يمكن من استئناف جهود مكافحة الإرهاب". 

وأضاف: "ستكون هذه دفعة كبيرة للرئيس الجديد (حسن شيخ محمود) وهناك مهمة كبيرة في انتظاره".

بدوره، رحّب "شيخ محمود"، المُنتخب يوم الأحد الماضي رئيسا للصومال، بانتشار الجنود الأمريكيين. وذكر الثلاثاء، في تغريدة على صفحة الرئاسة الصومالية على "تويتر": "لطالما كانت الولايات المتحدة شريكاً موثوقاً به في سعينا لتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وأشكر الرئيس بايدن على هذه الخطوة".

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الدور الأمريكي في الصومال القوات الأمريكية في الصومال القرن الأفريقي

أمريكا تقرر إعادة تواجدها العسكري بالصومال.. والرئيس الجديد يرحب

صندوق النقد الدولي يمدّد برنامج مساعدات للصومال

بخلاف الحرب.. 3 استراتيجيات روسية لتعزيز نفوذ موسكو أمام الغرب

قائد الجيش الأمريكي محذرا روسيا والصين: نحن الأقوى منذ 70 عاما

افتتاح جسر عبر الحدود بين روسيا والصين