فيما يبدو تحركا إيجابيا لافتا تجاه "البدون"، أعلنت الحكومة الكويتية بدء حملة لتعيينهم بدلا من الوافدين في القطاع الخاص، بينما قررت وزارة التعليم إعفاء جميع الطلبة "البدون" من سداد رسوم فرق الشريحة في المدارس الخاصة الأهلية العربية والنموذجية.
وقال مدير عام الهيئة العامة للقوى العاملة في الكويت "أحمد الموسى"، الثلاثاء، إنه سيتم إطلاق منصة "تيسير" لتعيين "البدون" بدلاً من العمالة الوافدة في القطاع الخاص.
وأضاف "الموسى"، حسب ما نشرته وسائل إعلام محلية، أن إطلاق المنصة لتسجيل الباحثين عن عمل بالقطاع الخاص لفئة المقيمين بصورة غير قانونية يأتي بالتنسيق مع الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية.
وأضاف المسؤول الكويتي أن المنصة تهدف إلى إحلال الفئة المعنية محل العمالة الوافدة للحفاظ على التركيبة السكانية وحفظ حقوقهم تحت مظلة القانون، عن طريق تقديم الاستفادة الكافية لهم من خلال هذه الفرص، بما يتوافق مع مؤهلاتهم وميولهم.
فيما أفادت وسائل إعلام أن المنصة تعتبر آلية مؤسسية لتنظيم مشاركة المقيمين بصفة غير قانونية بسوق العمل بصورة أكثر إيجابية وفعالية لخلق مزيد من فرص العمل لهم.
من ناحيته، أعلن الوكيل المساعد للتعليم الخاص والنوعي "عبدالمحسن الحويلة" عن إعفاء جميع الطلبة "البدون" من سداد رسوم فرق الشريحة في المدارس الخاصة الأهلية العربية والنموذجية بجميع مراحلها التعليمية المختلفة، والبالغ عددهم 9318 طالباً وطالبة في مختلف المراحل التعليمية.
وأكد "الحويلة"، في تصريح صحفي، تحمل وزارة التربية بالتعاون مع بيت الزكاة الكويتي سداد كافة مبالغ فرق الشريحة لجميع الطلاب والطالبات المشمولين برعاية الصندوق الخيري للعام الدراسي الحالي 2021/2022 للطلبة "البدون".
وقال "الحويلة" إنه "في إطار حرص الكويت ممثلة في وزارة التربية - قطاع التعليم الخاص والنوعي - على التخفيف من معاناة أبنائها الطلاب من المقيمين بصورة غير قانونية، قامت اللجنة المختصة بالإشراف على أعمال الصندوق الخيري بتوفير الدعم المالي بالتنسيق مع بيت الزكاة بموجب اتفاقية التعاون بشأن سداد فرق الشريحة لطلاب المدارس العربية الأهلية (شريحة أ) والنموذجية المشمولين برعاية الصندوق الخيري والبالغ عددهم 9318 طالباً وطالبة في مختلف المراحل التعليمية".
وبينما ثمن "الحويلة" الدور المجتمعي الذي يقوم به بيت الزكاة ودعمه في سداد رسوم فرق الشريحة لعدد 7138 طالباً من "البدون"، أشار إلى أن الوزارة تحملت من ميزانية الصندوق الخيري سداد رسوم فرق الشريحة لباقي المتعلمين الآخرين من ذات الفئة، والبالغ عددهم "2180" طالباً، تحقيقاً لمبدأ المساواة بين جميع الطلبة.
ومصطلح "البدون" يطلق على من لم يحصلوا على جنسية الكويت منذ استقلالها عام 1961، ويتم وصفهم وفقا لمواد القانون الكويتي بـ"غير محددي الجنسية".
وتعود مشكلتهم إلى عدم تطبيق مواد قانون الجنسية الكويتي بعد الاستقلال، وإهمال البعض التقدم بطلب الحصول على الجنسية الكويتية قديما.
وتتعرض الكويت لانتقادات دولية بسبب فقدان هذه الفئة لكثير من الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الكويتيون، وحتى المقيمين من غير المواطنين.
ووفقاً لتقرير صادر عام 2018، عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، يبلغ عدد البدون في الكويت حوالي 100 ألف شخص، لكن الناشطين يقولون إن العدد قد يصل إلى 200 ألف.
ونظرا لعدم حصولهم على جنسية فإنهم "يعانون من الحرمان من الحقوق التي يتمتع بها المواطن الكويتي من الوثائق المدنية والخدمات الاجتماعية"، حسب مؤسسات حقوقية محلية ودولية.
