طالب ناشطون وحقوقيون في الكويت وخارجها، سلطات البلد الخليجي بالسماح بدخول الشاعرة والأكاديمية والناشطة الأمريكية من "البدون"، "منى كريم" إلى البلاد، حيث تحتجزها السلطات في المطار، حتى كتابة هذه السطور، مساء الثلاثاء، وترفض دخولها لرؤية أسرتها.
ووفق تغريدات على حسابها في "تويتر"، قالت "منى"، التي حصلت على الجنسية الأمريكية قبل سنوات قليلة، إنه جرى احتجازها في مطار الكويت، وأن السلطات تستعد لترحليها مجددا عبر طائرة متجهة إلى بيروت، وهو ما رفضته، وسط تهديدات باعتقالها.
انا الان في مطار الكويت ويتم ابعادي
— Dr. Mona Kareem (@monakareem) January 3, 2023
I am at Kuwait airport to see my family and I am being Deported
Please help@USEmbassyQ8
I am Kuwait airport I am refusing deportation please help me pic.twitter.com/eTfJIyJYZP
— Dr. Mona Kareem (@monakareem) January 3, 2023
ارجوكم اكتبوا في هذا الهاشتاق. انا لازلت عالقة في المطار بنية ترحيلي او اعتقالي ان رفضت الرحيل.
— Dr. Mona Kareem (@monakareem) January 3, 2023
Still at the airport. Either leave on 10pm flight or get detained
#منى_كريم
وبحسب ما ذكرته لوكالة "أسوشيتدبرس"، فإن "منى"، صاحبة الـ35 عاماً، "منفيّة" من الكويت منذ عام 2011 حين غادرت البلاد في منحة دراسية للخارج بوثائق سفر مؤقتة.
وفي وقتٍ لاحق، حصلت الكاتبة الشابة على الجنسية الأمريكية أثناء دراستها للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة ولاية نيويورك.
والصيف الماضي، وكمواطنة أمريكية، تمكنت "منى" من دخول الكويت وزيارة أشقائها الستة ووالديها الذين ما زالوا يعيشون في البلد الخليجي الغني بالنفط.
لكنها تفاجأت هذه المرة لدى وصولها مطار الكويت الدولي برفض منحها تأشيرة الدخول وتعرضها للاستجواب لدى وصولها على متن رحلة جوية قادمة من بيروت.
ويحصل المواطنون الأمريكيون على تأشيرة دخول الكويت لدى الوصول. وقالت لـ"أسوشيتدبرس" إنها ترفض الترحيل وتتشبث بالجلوس على الأرض في المطار.
اللافت أن "منى" قالت إنها تعهدت في وقت سابق بعدم الانخراط في أي مناقشات سياسية بعد مواجهة أسئلة حول نشاطها المتعلق بالمطالبة بحقوق الإنسان للمواطنين البدون في الكويت، بعد أن كانت تدير موقعاً إلكترونياً ينشط في مناصرة قضايا البدون.
كما تحدثت علناً مراراً وتكراراً على معاناتهم.
ووصفت "منى" ما تتعرض له بأنه "إجراء متطرف للغاية لا يحدث لمواطني الولايات المتحدة" عادةً.
وزادت بأن السلطات الكويتية طالبتها بالصعود على متن رحلة جوية متجهة إلى بيروت، مساء الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني الجاري، وإلا قد تواجه السجن.
وعبر وسمي "منى كريم" و"ترحيل منى كريم"، نشط العشرات من المغردين العرب للتعبير عن رفضهم تعنت السلطات الكويتية ضد الأكاديمية الشابة، واصفين ما تتعرض له بأنه "سياسات عنصرية".
#منى_كريم كويتية بدون استطاعت أن تقاوم الظروف وتهاجر لتصبح دكتورة في الأدب وتحصل على الجواز الأمريكي .. لا تطلب من الكويت اليوم شيئا إلا الزيارة لرؤية والديها العاجزين عن السفر لرؤيتها .. واللذين لم تلتق بهما منذ سنوات طويلة .. هي حاليا في المطار ممنوعة من دخول البلاد - يتبع
— علي العريان (@alaryan110) January 3, 2023
الصديقة الشاعرة #منى_كريم محتجزة في مطار الكويت، هذه الممارسات والإجراءات المزاجية التعسفية في المطارات وعلى المعابر الحدودية العربية لا ينبغي أن يستمر التعامل معها كأمر واقع، منى سافرت لزيارة أسرتها وكثر منا عاجزون عن الالتقاء بأسرهم بسبب هذه الإجراءات وما خلفها من سياسات عنصرية https://t.co/DGCVyvuSkT
— Rasha Abbas (@rashaAbbas) January 3, 2023
Don't the Kuwaiti authorities have better things to do than harass a writer just trying to visit their undocumented family? https://t.co/7x83oZi5Qx
— Dana El Kurd دانا الكرد (@danaelkurd) January 3, 2023
البدون في الكويت
وتقدر أعداد "البدون" في الكويت بأقل من 100 ألف شخص بحسب التقارير الرسمية، إلا أنهم يقولون إنهم أكثر من ذلك بكثير ويُصرون على أنهم كويتيو الأصل.
وسبق أن لجأ "البدون"، الذين يشكو كثير منهم التمييز ضدهم وصعوبة تمتعهم بخدمات الدولة الأساسية من تعليم وسكن وعمل ورعاية صحية وغيرها، إلى تنظيم احتجاجات لتسليط الضوء على قضيتهم، فيما اختار البعض منهم إنهاء حياته كوسيلة احتجاج.
وفي فبراير/شباط 2022، كشف الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، وهو جهاز حكومي تم تأسيسه عام 2010، أن أكثر من 18 ألف شخص من "البدون" تم تعديل أوضاعهم خلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2021.
ويعني تعديل الوضع أنه تم الكشف عن جنسيتهم الأصلية للجهاز مقابل الحصول على إقامة مستمرة ومزايا أخرى مشابهة لما يتمتع به المواطنون الكويتيون.