«الإسلامي السوري»: الحكم على المشاركين في مؤتمر الرياض بالكفر «مجازفة»

الخميس 24 ديسمبر 2015 12:12 ص

اعتبر «المجلس الإسلامي السوري»، اليوم الخميس، الحكم على المشاركين في مؤتمر المعارضة السورية بالرياض بالكفر «مجازفة».

وفي بيان له اليوم نشره على موقعه الرسمي، قال المجلس: «بعد انعقاد مؤتمر الرياض لقوى المعارضة ظهرت أصوات مغالية تحكم بالكفر على كل من شارك في هذا اللقاء، والمجلس الإسلامي السوري يرى أن هذا العمل اجتهادي تحكمه المصلحة الراجحة للشعب السوري والتي يقدّرها أهل الاختصاص من أهل العلم والسياسيين، وعلى كل الأحوال فالتقدير متردّد بين الصواب والخطأ والمصلحة والمفسدة».

وأضاف: «أما الحكم بالكفر فهذا من المجازفة ومن منهج الخوارج الذين كفّروا الصحابة الكرام بشأن سياسي اجتهادي وهو قبول التحكيم، وغاب عن هؤلاء أن الرسول عليه الصلاة والسلام فاوض وصالح وجالس وحاور من هو لا يشك في كفره وشركه وعدوانه كقريش، وسمعنا المزاودات من البعض على الفصائل الجهادية المشهود لها بحسن البلاء وصدق التوجه  ممّن شاركوا في المؤتمر وكان لهم دور إيجابي في الحفاظ على حقوق الشعب السوري في أي مفاوضات محتملة، وكذلك هدف هؤلاء المغالون بهذه الأحكام التكفيرية إغراء عناصر هذه الفصائل بقادتهم الشرفاء».

وتابع: «تكرّرت في الآونة الأخيرة ظاهرة السطو على بعض الفصائل الأخرى واحتلال مقراتها وسلب مقدراتها واعتقال أفرادها بدعاوى واهية كالحكم بالعمالة أو الردة أو ما شابه ذلك، وأخيراً بدأت عمليات تصفية الدعاة واختطافهم بسبب مخالفتهم بالرأي في بعض المسائل، ولو كانت جمعتهم بهم الخنادق في وقت من الأوقات فلم يراعوا جهادهم ولا بلاءهم ولا الدور العظيم الذي يقومون به في تعليم الناس وتوجيههم وتثبيتهم».

وأشار المجلس إلى أنه «بعد اطّلاعه منذ زمن على أمثال هذه التصرفات آثر التريّث لعل الله يصلح الأحوال ويرعوي هؤلاء إن كان عندهم أثارة من دين أو علم مع حرص المجلس على وحدة الصفوف واجتماع الكلمة، لكن تبين لنا أنّ هؤلاء يعملون وفق مخطط مبرمج لابتلاع الآخرين وشيطنتهم قبل ذلك».

وقال إنه «في حالة الخلاف المحتمل ينبغي التحكيم المحايد العادل ولا يمكن أن يكون الخصم حكماً في الوقت نفسه ولو ادعى هذا الخصم أمام الملأ استقلالية قضائه، ونحن نعلم أن الشرع فوق الجميع وعند الاختلاف والتنازع في الرأي فلا بدّ من الردّ إلى الله ورسوله».

ويعرف المجلس نفسه بأنه هيئة مرجعية شرعية وسطية سورية، تسعى إلى جمع كلمة العلماء والدعاة وممثلي الكيانات الشرعية، وتوجيه الشعب السوري، وإيجاد الحلول الشرعية لمشكلاته وقضاياه، والحفاظ على هويته ومسار ثورته.

وكان زعيم «جبهة النصرة"، «أبو محمد ‏الجولاني»، قال إن مقاتلي الفصائل المشاركة في مؤتمر ‏الرياض «لن يتبعوا أوامر قادتهم».

وأضاف «الجولاني» أن «مؤتمر الرياض هو خطوة تنفيذية لما حصل في فيينا وهو مرفوض جملةً وتفصيلاً»، مشيرا إلى أن «معظم الفصائل التي ذهبت للمؤتمر لا تملك السيطرة على عناصرها في الميدان».

وأثمر مؤتمر الرياض الذي ضم لأول مرة تشكيلات عسكرية بارزة على رأسها «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام» الإسلامية، عن «الهيئة العليا للتفاوض»، وهي الجهة التي من المقرر أن تمثل المعارضة السورية في مفاوضات فيينا المزمعة مطلع العام المقبل برعاية أممية.

وما تزال الأنباء غير مؤكدة حول انسحاب حركة «أحرار الشام» الإسلامية، أحد أكثر الفصائل السورية حجما وأثرا على الأرض، وأكثرها تنظيما، وهي قوة ضاربة ضد النظام السوري وتنظيم «الدولة الإسلامية» على السواء، والتي أعلنت انسحابها في بيان رسمي، ثم تبعتها أنباء غير مؤكدة تقول إنها وقعت على البيان الختامي للمؤتمر.

ويعد انسحاب «أحرار الشام» ضربة للمؤتمر ومخرجاته، إذ سعت الرياض لكي يضم مؤتمرها «الجميع»، وبانسحاب الأحرار يفقد هذا الجميع ركناً كبيراً فيه.

  كلمات مفتاحية

مؤتمر الرياض المعارضة السورية السعودية المجلس الإسلامي السوري

مؤتمر المعارضة السورية في الرياض بين الآمال والصعوبات

«إخوان سوريا» تعلن دعمها لمخرجات مؤتمر المعارضة في الرياض

«الجولاني» مهاجما مؤتمر الرياض: مقاتلو الفصائل لن يمتثلوا لأوامر قادتهم

كيف نفهم مؤتمر الرياض السوري؟

«الجامعة العربية» ترحب بالنتائج «الإيجابية» لاجتماع المعارضة السورية في الرياض