حجاج بيت الله الحرام يرمون جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى

السبت 9 يوليو 2022 07:10 ص

منذ ساعات الصباح الأولى ليوم السبت، أول أيام عيد الأضحى 10 ذي الحجة لعام 1443، تدفّق حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر مِنى، بعد أن جمعوا الجمرات لأداء نُسك رمي الجمرات الثلاث.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، بتوافد الحجاج إلى مشعر مِنى مهللين مكبرين، مع بزوغ فجر السبت، قادمين من مزدلفة، حيث باتوا ليلتهم بعد أداء الركن الأعظم، الجمعة (9 ذي الحجة) بالوقوف على صعيد جبل عرفات.

وإثر وصولهم إلى مشعر مِنى، شرع الحجاج برمي جمرة "العقبة الكبرى"، أقرب الجمرات إلى مكة، بـ7 حصوات واحدة تلو الأخرى، مع التكبير أثناء الرمي، اتباعا لسنة النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم.


ويبدأ وقت رمي الجمرات، في يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة من زوال الشمس وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس، فيما أجازت بعض الفتاوى الرمي قبل الزوال والاستمرار بالرمي حال الزحام حتى آخر الليل.

ومن النسك أن يرمي الحجاج الجمرة الكبرى، وهم يرتدون ملابس الإحرام في يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى)، إذ إنه من واجبات الحج.

وأيام رمي الجمرات أربعة، أوّلها يوم النحر، يليها التحلّل من الإحرام (التحلّل الأصغر)، ثم يكون الرمي في أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 ذي الحجة) من دون ثياب الإحرام، بعد زوال الشمس.

ويعقب رمي الجمرة الكبرى، ذبح الهَدي (الأضاحي) للحاج المقرن والمتمتع، وتكون من الإبل أو البقر أو الغنم.

بعد ذلك يتحلل الحجّاج من الرجال بحلق الشعر أو تقصيره، وهو التحلّل الأول (الأصغر)، ليلبس بعده المخيط، ثم يتوجّه إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة والسعي أو يؤخّرهما مع طواف الوداع.

والحج على 3 أوجه، إما "حج إفراد" وفيه ينوي الحاج نية الحج فقط، أو "حج قِران" وفيه ينوي أداء الحج والعمرة معا، أو "حج تمتع" وفيه يؤدي العمرة بأشهر الحج (شوال، ذي القعدة وأول 8 أيام من شهر ذي الحجة) بنية أداء الحج في وقته وميقاته.

ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبيّ الله "إبراهيم" وابنه "إسماعيل" في أماكن العقبات الثلاث، فيعرفون بذلك عداوته ويحذّرون من وساوسه.

ويقع مشعر مِنى داخل حدود الحرم بين مكة المكرمة ومزدلفة على بُعد 7 كيلومترات شمال شرقيّ المسجد الحرام، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.


 

مليون حاج

والأربعاء، أدّى نحو مليون حاج طواف القدوم بالمسجد الحرام في مكة المكرمة، وذلك للمرة الأولى منذ جائحة "كورونا"، حيث اقتصر الحج خلال العامين الماضيين على أعداد محدودة من داخل السعودية فقط.

وأعلنت السلطات السعودية، في وقت سابق، أن نحو مليون مسلم يؤدون مناسك الحج هذا العام، منهم 850 ألفا من خارج المملكة.

ويقضي الحجّاج في مِنى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى).

ويمكن للمتعجل منهم اختصار النسك إلى يومين على أن يغادر مِنى قبل غروب شمس الثاني، ليتوجّه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.

والحجّ عادةً ما يكون أحد أكبر التجمّعات الدينيّة السنويّة في العالم، وهو من بين أركان الإسلام الخمسة ويتوجّب على كلّ مسلم قادر على تأديته، أن يقوم به مرّةً واحدة على الأقلّ.

وفي عام 2019، شارك به حوالى 2.5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم. لكنّ هذا العدد انخفض إلى بضعة آلاف عام 2020 وإلى 60 ألفًا عام 2021 مع محاولة المملكة التخفيف من آثار الجائحة. وبلغ عدد المشاركين هذا العام مليون شخص، بينهم 850 ألفًا من الخارج، للمرّة الأولى منذ 2019.

وتُعدّ مسألة استضافة الحجّ مصدر هيبة ونفوذ للحكّام السعوديّين. وقد تسبّب منع الحجّاج في الخارج خلال العامين الماضيين من أداء المناسك في خيبة أمل كبيرة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم والذين يدّخرون عادةً لسنوات من أجل المشاركة.

ويُعتبر الحجّ الذي يكلّف ما لا يقل عن 5000 دولار للشخص الواحد، إلى جانب العمرة، محرّكًا رئيسيًا لقطاع السياحة في المملكة. وفي الأوقات العاديّة، تدرّ المناسبات الدينيّة حوالى 12 مليار دولار سنويًا.

وقفة عرفات

والجمعة، أمضى الحجّاج يومهم بالصلاة والدعاء على جبل عرفات، في ذروة مناسك الحجّ.

وحملت مجموعات من المصلّين مظلات للوقاية من أشعّة الشمس، وقامت بتلاوة آيات من القرآن عند صعيد عرفات، حيث ألقى النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم خطبته الأخيرة. وبعد غروب الشمس، توجّهوا إلى مزدلفة حيث باتوا في الهواء الطلق قبل بدء "رجم الشيطان".

ويُقام موسم الحجّ هذا العام في وقتٍ عاود فيروس "كورونا" الانتشار في المنطقة، فيما تُشدّد بعض دول الخليج قيودها منعًا لتفشّيه.

وطُلب من جميع الحجّاج الوافدين من الخارج أن يكونوا قد تلقّوا تطعيمهم بالكامل، وأن يُبرزوا نتيجة سلبيّة لاختبار فيروس كورونا. ولدى وصولهم إلى منى الخميس، سُلّموا أكياسًا تحوي أقنعة ومعقّمات.

وقد يكون الحجّ مرهقًا جسديًا، حتّى في الظروف المثاليّة. لكنّ الحجّاج واجهوا هذا العام تحدّيًا إضافيًا مع اشتداد درجات الحرارة، فأدّوا المناسك تحت شمس حارقة في ظلّ حرارة بلغت 42 درجة مئويّة.

ولا يمكن للرجال وضع قبّعات منذ لحظة الإحرام ونيّة الحجّ. وشوهِد كثيرون في المسجد الحرام هذا الأسبوع يحمون أنفسهم بالمظلات وسجّادات الصلاة وحتّى في إحدى الحالات بدلو صغير، فيما تُغطّي النساء رؤوسهنّ بالحجاب.

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

حجاج بيت الله الحرام مشعر منى رمي الجمرات العقبة الكبرى

الحجاج يقضون يوم التروية في منى قبل الصعود إلى عرفات (بالصور)

تحدوا عراقيل الاحتلال.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة العيد في المسجد الإبراهيمي

أول أيام التشريق.. حجاج بيت الله يواصلون رمي الجمرات في منى (فيديو وصور)

السعودية تعلن نجاح المرحلة الأولى من خطة الحج

ثاني أيام التشريق.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات والمتعجلون يؤدون طواف الوداع