يبدأ الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الجمعة، زيارة مهمة إلى المملكة العربية السعودية، تستمر يومين، ينتظر أن تشمل قضايا حساسة، أبرزها حرب اليمن وإمدادات النفط وملف حقوق الإنسان.

وأصبحت رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج أكثر إلحاحا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي. 

إذ سلطت حرب أوكرانيا الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين، في وقت يواجه فيه "بايدن" صعوبات في مكافحة ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وبناء جبهة دولية موحدة لعزل روسيا.

وتنهي زيارة "بايدن" للمملكة، التي من المقرر أن يحضر فيها قمة مع زعماء عرب، تعهده في حملته بجعل السعودية منبوذة، ورفضه لقاء ولي العهد "محمد بن سلمان".

ودعا "بايدن" المملكة والمنتجين الخليجيين الآخرين إلى زيادة إنتاج النفط للمساعدة في استقرار الأسعار، التي قفزت نتيجة انتعاش قوي في الاستهلاك من أدنى مستوياته التي بلغها بسبب جائحة كورونا والعقوبات على روسيا في الوقت الراهن.

لكن "بايدن" قال الشهر الماضي، إنه لن يضغط بشكل مباشر على السعودية لزيادة إنتاج النفط خلال زيارته.

دعم التطبيع

استبقت السعودية زيارة "بايدن" بإعلان فتح الأجواء أمام جميع الناقلات، بما يشمل إسرائيل، وهو ما يؤكد أنباء تركيز الزيارة على تشجيع المملكة على إقامة علاقات مع دولة الاحتلال.

وبذلك، تواصل الولايات المتحدة ضغطها من أجل تشكيل تكتل عربي إسرائيلي يمكن أن يرجح كفة ميزان القوى في الشرق الأوسط بعيدا عن إيران، وفي النتيجة مزيدا من التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج الأخرى.

ورغم دعمها سرا لتطبيع الإمارات والبحرين، اشترطت السعودية إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، قبل إقامة علاقات مع دولة الاحتلال.

وسبق أن أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "نفتالي بينيت"، في يونيو/حزيران، إن "بايدن" سيساعد إسرائيل على تعزيز علاقاتها الإقليمية والارتقاء بتحالفها الأمريكي إلى آفاق جديدة خلال زيارته للشرق الأوسط.

الملف الحقوقي

تعرض "بايدن" لانتقادات بسبب تجاهله ملف حقوق الإنسان الذي تعهد بوضعه في صدارة سياسته الخارجية، حيث تتهم السعودية بتجاوزات كبيرة أبرزها مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في قنصليتها بإسطنبول (2018)، رغم توعده بإعادة تقييم علاقته مع المملكة.

وتقول وكالة "رويترز"، إن "بايدن" قد يؤكد مجددا دعوة الولايات المتحدة لزعماء السعودية بمراجعة قضايا "سجناء الضمير" ورفع حظر السفر وقيود أخرى مفروضة على مدافعين عن حقوق المرأة أُطلق سراحهم من السجن في وقت سابق. 

وكانت السلطات السعودية ألقت القبض على أفراد بارزين من العائلة الحاكمة ونشطاء ومثقفين ورجال دين، وينفي مسؤولون سعوديون وجود أي سجناء سياسيين في المملكة.

حرب اليمن

من المرجح أن يطلب "بايدن" من الرياض الإبقاء على دعمها لهدنة اليمن المستمرة منذ أبريل/نيسان الماضي برعاية الأمم المتحدة.

واتخذ البيت الأبيض خطوة نادرة من نوعها، في يونيو/حزيران، بالاعتراف بالدور الذي لعبه الأمير "محمد بن سلمان" في تمديد وقف إطلاق النار في اليمن.

وتستمر أول هدنة شاملة يتم الاتفاق عليها منذ بدء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا مجاعة.

النووي الإيراني

تسببت جهود الرئيس الأمريكي في إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي خفف العقوبات المفروضة على طهران في مقابل وضع قيود على برنامجها النووي، في قلق سعودي من أن الاتفاق قد يدعم أنشطة الدولة الفارسية في المنطقة، إلا أن الزيارة تأتي تزامنا مع تعثر جهود إحياء الاتفاق منذ شهور.

وسبق أن انتقدت الرياض، التي انخرطت في عدة حروب بالوكالة مع إيران في المنطقة منها حرب اليمن، الاتفاق النووي وقالت إنه معيب؛ لأنه لا يعالج برامج طهران الصاروخية أو شبكة حلفائها في المنطقة، والتي تعتبر مبعث قلق لبعض دول الخليج.