السودان.. قبيلة الهوسا تشل الحياة في كسلا بعد نزاعات دامية

الاثنين 18 يوليو 2022 01:32 م

أقام الآلاف من أفراد قبيلة الهوسا، أحد أطراف النزاع القبلي الدامي المشتعل منذ أسبوع في الجنوب السوداني، المتاريس وأغلقوا طرقات وهاجموا منشآت عامة في مدن عدة في البلاد، بحسب ما أفاد شهود.

ومنذ أسبوع، قتل 60 شخصا وجرح 163، من بينهم قرابة عشرة إصاباتهم حرجة، في اشتباكات بسبب نزاع حول الأراضي في ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع إثيوبيا، وفق حصيلة رسمية.

واندلع النزاع بين أفراد قبيلة "الهوسا"، وهم مزارعون أفارقة موجودون في كل منطقة الساحل، وأفراد قبيلة "البرتي".

ويطالب أفراد "الهوسا" بتشكيل سلطة محلية، تشرف على استخدام الأراضي والمياه.

بدورها، تؤكد قبيلة "البرتي" بأنها تملك الأراضي وترفض عبور أي سكان لا ينتمون إلى القبيلة أو أي إشراف خارجي.

ونجحت القوات الحكومية التي تم نشرها في ولاية النيل الأزرق في إعادة الهدوء الحذر إلى المنطقة، بعد عدة أيام من الاشتباكات بالأسلحة النارية.

إلا أن الاضطرابات امتدت إلى مناطق أخرى.

ففي كسلا (شرق)، أحرق الآلاف من الهوسا "جزءا من مكاتب الحكومة المحلية إضافة إلى مكاتب إدارية ومحلات"، وفق شهود عيان.

وأوضح الشهود، أن "الهوسا أغلقوا الطرق وهم يرفعون العصي".

وأضافوا: "هناك حالة ذعر في وسط المدينة". وأكد شاهد ثالث بدوره أن المتاجر والمصارف أغلقت أبوابها".

وعلى إثر الاحتجاجات، أصدر والي كسلا المكلف، قرارًا  بحظر وتقيد التجمهر بأحياء المدينة وأسواقها المختلفة، لأجل غير مسمى.

وفي واد مدني، على بعد 200 كيلومتر جنوب الخرطوم، أقام "آلاف الهوسا متاريس من الحجارة واطارات السيارات المشتعلة على الطريق الرئيسية ومنعوا حركة السير"، وفق الشهود.

وسبق أن تسببت الخلافات على الأراضي وموارد المياه في نزاعات قبلية في السودان، حيث ينتشر السلاح بعد عقود من الحروب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه وفي دارفور.

واتسع نطاق الاشتباكات بسبب الفراغ الأمني الذي نشأ منذ انقلاب قائد الجيش السوداني الفريق أول "عبدالفتاح البرهان"، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية التي تشكلت عقب إسقاط "عمر البشير" في أبريل/نيسان 2019.

ويقول الناشطون المدافعون عن الديموقراطية، إن هذه النزاعات القبلية تخدم العسكريين وحلفاءهم من الحركات المسلحة السابقة في دارفور الذين يستخدمون حالة عدم الاستقرار الأمني للضغط من أجل الحصول على مكاسب سياسية.

وتعد "الهوسا" واحدة من أهم قبائل أفريقيا، وتضم عشرات الملايين من سكان مناطق تمتد من السنغال إلى السودان.

ويبلغ عدد أفرادها في السودان حوالى 3 ملايين، وهم مسلمون يتحدثون لغة خاصة بهم.

ويعتاشون بشكل رئيسي على الزراعة في دارفور، الإقليم المتاخم لتشاد، وكذلك في كسلا والقضارف وسنار والنيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وإريتريا.

واندلعت أعمال عنف متفرقة في عدة أنحاء من السودان، بما في ذلك المناطق الساحلية الشرقية وغرب دارفور، على الرغم من اتفاق سلام على مستوى البلاد وقعته بعض الجماعات المتمردة في جوبا في عام 2020.

واتهمت الحركة المناهضة للجيش، التي شنت حملة احتجاجات منذ الانقلاب في أكتوبر/تشرين الأول 2021، الجيش بإذكاء الصراع الداخلي وعدم حماية المدنيين.

وقال القادة العسكريون إن سيطرتهم على السلطة "كان ضروريا" للحفاظ على استقرار السودان وسط التناحر السياسي، وإنهم يعملون على البناء على اتفاق السلام في دارفور ومناطق أخرى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان كسلا اشتباكات صراع قبلي

السودان.. ارتفاع حصيلة الاشتباكات القبلية بولاية النيل الأزرق إلى 33 قتيلا

إعلان حظر التجول في بلدتين سودانيتين بعد اشتباكات قبلية دامية

آلاف القبليين يتظاهرون في السودان طلبا للقصاص لقتلاهم

مسؤول سوداني: نزوح نحو 140 ألف شخص بولاية النيل الأزرق

الأفارقة العرب في السعودية.. قصة 150 عاما لأبناء المهاجرين الهوسا