أقام الآلاف من أفراد قبيلة الهوسا، أحد أطراف النزاع القبلي الدامي المشتعل منذ أسبوع في الجنوب السوداني، المتاريس وأغلقوا طرقات وهاجموا منشآت عامة في مدن عدة في البلاد، بحسب ما أفاد شهود.
ومنذ أسبوع، قتل 60 شخصا وجرح 163، من بينهم قرابة عشرة إصاباتهم حرجة، في اشتباكات بسبب نزاع حول الأراضي في ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع إثيوبيا، وفق حصيلة رسمية.
واندلع النزاع بين أفراد قبيلة "الهوسا"، وهم مزارعون أفارقة موجودون في كل منطقة الساحل، وأفراد قبيلة "البرتي".
ويطالب أفراد "الهوسا" بتشكيل سلطة محلية، تشرف على استخدام الأراضي والمياه.
بدورها، تؤكد قبيلة "البرتي" بأنها تملك الأراضي وترفض عبور أي سكان لا ينتمون إلى القبيلة أو أي إشراف خارجي.
ونجحت القوات الحكومية التي تم نشرها في ولاية النيل الأزرق في إعادة الهدوء الحذر إلى المنطقة، بعد عدة أيام من الاشتباكات بالأسلحة النارية.
إلا أن الاضطرابات امتدت إلى مناطق أخرى.
إحراق جزئي لمباني أمانة حكومة ولاية كسلا وإتلاف محول كهرباء المحطة الرئيسية لمياه مدينة كسلا وحرق مكاتب محلية كسلا ومكاتب تتبع لديوان الضرائب والغرفة التجارية.#السودان pic.twitter.com/e2GPEmeUv3
— Sudan News (@Sudan_tweet) July 18, 2022
#بالفيديو
— وكالة يونيوز للأخبار (@uunionnews) July 18, 2022
حرق مقار حكومية بولاية #كسلا شرق #السودان من قبل قبيلة الهوسا وسط اشتباكات مع قوات الشرطة والوالي المكلف يمنع التجمعات والتجمهر تمهيداً لإعلان حالة الطوارئ#يونيوز pic.twitter.com/YfWW40PP19
ففي كسلا (شرق)، أحرق الآلاف من الهوسا "جزءا من مكاتب الحكومة المحلية إضافة إلى مكاتب إدارية ومحلات"، وفق شهود عيان.
وأوضح الشهود، أن "الهوسا أغلقوا الطرق وهم يرفعون العصي".
وأضافوا: "هناك حالة ذعر في وسط المدينة". وأكد شاهد ثالث بدوره أن المتاجر والمصارف أغلقت أبوابها".
وعلى إثر الاحتجاجات، أصدر والي كسلا المكلف، قرارًا بحظر وتقيد التجمهر بأحياء المدينة وأسواقها المختلفة، لأجل غير مسمى.
وفي واد مدني، على بعد 200 كيلومتر جنوب الخرطوم، أقام "آلاف الهوسا متاريس من الحجارة واطارات السيارات المشتعلة على الطريق الرئيسية ومنعوا حركة السير"، وفق الشهود.
وسبق أن تسببت الخلافات على الأراضي وموارد المياه في نزاعات قبلية في السودان، حيث ينتشر السلاح بعد عقود من الحروب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه وفي دارفور.
#عاجــــــــــــــــل
— #لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية (@AbbasMo77873890) July 18, 2022
🛑🛑🛑
فوضي عارمه في #كسلا وحرق الممتلكات الحكوميه من قبل مجموعة من قبيله #الهوسا.#السودان pic.twitter.com/tDDwSmGwov
واتسع نطاق الاشتباكات بسبب الفراغ الأمني الذي نشأ منذ انقلاب قائد الجيش السوداني الفريق أول "عبدالفتاح البرهان"، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية التي تشكلت عقب إسقاط "عمر البشير" في أبريل/نيسان 2019.
ويقول الناشطون المدافعون عن الديموقراطية، إن هذه النزاعات القبلية تخدم العسكريين وحلفاءهم من الحركات المسلحة السابقة في دارفور الذين يستخدمون حالة عدم الاستقرار الأمني للضغط من أجل الحصول على مكاسب سياسية.
وتعد "الهوسا" واحدة من أهم قبائل أفريقيا، وتضم عشرات الملايين من سكان مناطق تمتد من السنغال إلى السودان.
ويبلغ عدد أفرادها في السودان حوالى 3 ملايين، وهم مسلمون يتحدثون لغة خاصة بهم.
ويعتاشون بشكل رئيسي على الزراعة في دارفور، الإقليم المتاخم لتشاد، وكذلك في كسلا والقضارف وسنار والنيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وإريتريا.
واندلعت أعمال عنف متفرقة في عدة أنحاء من السودان، بما في ذلك المناطق الساحلية الشرقية وغرب دارفور، على الرغم من اتفاق سلام على مستوى البلاد وقعته بعض الجماعات المتمردة في جوبا في عام 2020.
واتهمت الحركة المناهضة للجيش، التي شنت حملة احتجاجات منذ الانقلاب في أكتوبر/تشرين الأول 2021، الجيش بإذكاء الصراع الداخلي وعدم حماية المدنيين.
وقال القادة العسكريون إن سيطرتهم على السلطة "كان ضروريا" للحفاظ على استقرار السودان وسط التناحر السياسي، وإنهم يعملون على البناء على اتفاق السلام في دارفور ومناطق أخرى.