إيران .. المتشددون يخشون على مستقبلهم السياسي

الاثنين 28 ديسمبر 2015 01:12 ص

بعد التوقيع الناجح على اتفاق نووي مع المجتمع الدولي، سجل الرئيس الإيراني الاصلاحي حسن روحاني انتصارات على الصعيدين الدولي والمحلي على السواء.

وتقريبا في نفس موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في إيران في السادس والعشرين من شباط/فبراير المقبل من المقرر، كجزء من الاتفاق، أن يتم إلغاء العقوبات الدولية على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل .

ويقول أستاذ في العلوم السياسية في طهران «سيكون ذلك بمثابة نهاية ليس فقط للأزمة الاقتصادية المستمرة منذ عشرة أعوام، ولكن أيضا لنصف المعركة من أجل فوز الإصلاحيين في الانتخابات».

ووصف روحاني الانتخابات البرلمانية بأنها ملحمة سياسية ولذلك ما يبرره. ففي حال فوز الإصلاحيين بالانتخابات وتمكن روحاني من تأمين إعادة انتخابه، فإن ذلك سيمنحهم فرصة للتحرر من نفوذ المتشددين حتى عام 2021 على الأقل.

ويقول الخبير السياسي «إن وجودهم (المتشددين) على المحك، ويجب أن يفعلوا شيئا الآن فليس لديهم الكثير من الوقت».

وفي الواقع يتحرك المتشددون ، ولكنهم لا يتصرفون دائما بصورة نزيهة. ففي خلال الأسابيع الأخيرة منعوا وبصورة عنيفة أحيانا العديد من الفعاليات السياسية للإصلاحيين في أنحاء البلاد. علاوة على ذلك يتم استخدام وسائل الإعلام الممولة من المتشددين في المعركة ضد الإصلاحيين.

وإحدى تلك الوسائل الإعلامية ؛ محطة (آي.أر.آي.بي) التلفزيونية التي تمولها الدولة، والتي يديرها مديرون محافظون. وهذه المحطة إما أنها تتجاهل الإصلاحيين أو لا تبث سوى تقارير تنتقدهم .

ويشكو محمد رضا عارف مرشح المعارضة الرئيسي، من أن محطة آي.أر.آي.بي لا يمكن أن تكون أكثر تحيزا مما هي عليه الآن واصفا تقارير المحطة بأنها تمثل «أعلى مستوى من التمييز السياسي».

ولأول مرة في تاريخها البالغ 36 عاما، حظرت المحطة بث مقابلة مع وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف.

وأجرى مقدم برنامج عن كرة القدم، يحمل اسم (90)، مقابلة مع ظريف، باعتباره أحد مشجعي كرة القدم. وعلى الرغم من عدم إدلاء ظريف بأي تصريحات مثيرة للجدل وعلى الرغم من أن البرنامج يذاع مساء الاثنين ويتمتع بنسبة مشاهدة كبيرة، إلا أن المقابلة تم حذفها من البرنامج. وقالت ادارة القناة إن المقابلة يمكن أن تعتبر «جزءا من الحملة الانتخابية» للإصلاحيين.

وتسببت هذه الخطوة في إثارة ردود فعل ساخنة على وسائل الاعلام الاجتماعية والصحف الإيرانية الإصلاحية. وأبرزت صحيفة «شرق» على صدر صفحتها الأولى عنوان «بطاقة حمراء لظريف». بينما كتبت صحيفة «اعتماد» اليومية في صفحتها الأولى :«لقد أصبح ظريف من المحرمات». ووصفت الصحف أن ما قامت به القناة غير مقبول.

ومما زاد الطين بلة، قامت (آي.أر.آي.بي) ببث مقابلة مع مرشح الحزب المحافظ حداد عادل في مساء نفس اليوم تم بطريقة أو بأخرى ولم يعتبر ذلك «جزءا من الحملة الانتخابية».

ولم يعبأ ظريف، مهندس البرنامج الإصلاحي مع العالم الخارجي، بشأن الحادث، قائلا إن قرار عدم البث ليس مهما، مشيرا إلى أنه كان أكثر قلقا بشأن تعرض المذيع التلفزيوني للضغط.

ويرى مراقبون أن الحظر ما هو إلا هدف سجله المتشددون في «مرماهم». ويقول صحفي إيراني إن الناس لم تتحدث عن فحوى المقابلة في اليوم التالي، ولكن البلد بأكملها لم تتوقف عن الحديث عن الحظر المحرج على مدى أيام.

  كلمات مفتاحية

المحافظون الإيرانيون إيران الإصلاحيون الإيرانيون الاتفاق النووي حسن روحاني الانتخابات الإيرانية

«حفيد الخميني» يترشح لعضوية «مجلس الخبراء» المنوط باختيار زعيم إيران الأعلى

«خامنئي»: الاتفاق النووي لن يسمح بأي نفوذ أمريكي في إيران مطلقا

اتفاق النووي وصراع الإصلاحيين والمحافظين في إيران

«فاينانشال تايمز»: بعد أعوام من القمع الوحشي.. أمل جديد للإصلاحيين في إيران

«ناشيونال إنترست»: المتشددون في الولايات المتحدة وإيران يسعون إلى تخريب الاتفاق النووي

ماذا يعرف العالم عن إيران؟

«أميركان إنترست»: لماذا لا يمكن أن نشهد إيران أكثر اعتدالا؟