"بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ.. كلهم سادة"، هذه العبارات وردت على لسان الداعية المصري "مبروك عطية"، وأحدثت جدلا واسعا بعد اتهامه بـ"السخرية من المسيح" و"ازدراء الدين المسيحي"، قبل أن يتراجع عن وصفه ويقدم اعتذارا.
وخلال مقطع فيديو، اختلف "عطية"، مع أحد آراء الكاتب المصري المثير للجدل "إبراهيم عيسى"، قبل أن يتطرق إلى "السيد المسيح"، وهو ما أثار ردود فعل سلبية بحقه.
وظهر "عطية"، وهو يقول: "والله أتحدى إبراهيم عيسى لو قال ربع اللي قاله في القرآن الكريم.. لا إله إلا الله.. كل كلمة في موعظة الجبل لسيدنا عيسى.. بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ.. كلهم سادة".
و"عظة الجبل" أو "شريعة العهد الجديد"، تمثل دستور المسيحية، إذ طرح فيها "المسيح" 21 قضية تنظيمية تشكل لب الإنجيل والعهد الجديد، أوضح خلالها نقاطاً في شريعة "موسى"، وألقى عدداً من الإرشادات التي ينبغي أن يلتزمها المسيحيون.
وكان "عيسى"، قد أشاد بـ"روعة وعظمة عظة الجبل"، قائلاً إنها "واحدة من أعظم ما يمكن أن تسمعه في حياتك" كـ"خلاصة وتعاليم إلهية نبوية كاشفة لعمق النفس الإنسانية، وهادية مرشدة إلى كيف يمكن أن نحيا ونعيش"، وذلك خلال تهنئته بالأعياد القبطية في حلقة تلفزيونية عام 2016.
حديث "عطية" ليس حديثا، بل كان مجتزأ من محاضرة له نشرها في مقطع فيديو عبر قناته على "يوتيوب" في مايو/أيار 2022، وليس واضحاً السبب الذي أعادها إلى الساحة من جديد.
لثاني مرة علي التوالي
— سوزان انور (@NsGwnSO68rQ92I5) July 28, 2022
مبروك عطيه يفتعل مشاكل
اي طفل في ابتدائي هيقول ان السيد المسيح ذكر في القرآن ونؤمن به وله معجزات واي نبي نقول له سيد ولا نسمح باي تجاوز
ولازم تتحاسب علي اهانة المسيح
ولازم ولادك يسحبوا منك الموبايل وكفاااااا pic.twitter.com/lmQDoMbHdP
وتداول عدد واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر هذا الجزء من مقطع الفيديو، وهو بدوره ما أجج مشاعر كثيرين، باعتبار أن العالم الأزهري قد سخر من النبي "عيسى" عليه السلام.
ومع تداول المقطع، أعرب الكثير من المسيحيين عن غضبهم مما وصفوه بـ"الاستهزاء بالسيد المسيح" و"ازدراء الدين المسيحي" و"بث الكراهية والانقسام بين أبناء الوطن"، عبر "محاولة إحداث فتنة طائفية" بتوجيه مثل هذه "الإهانة الفجّة" لرمز ديني بحجم "السيد المسيح".
فقال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان "نجيب جبرائيل"، إنه سيقيم دعوى قضائية ضد "عطية"، بتهمة ازدراء الأديان والسخرية من "السيد المسيح".
واتهم "عطية"، بإثارة فتنة طائفية في مصر، وتهديد الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.
كما تقدم المحامي "سمير صبري"، ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا، ضد "عطية"، يتهمه فيه بالسخرية من "المسيح" عليه السلام.
وأضاف البلاغ أن "عطية" أنكر اسم "المسيح" ولقبه، وتداول هذا الفيديو بالصوت والصورة، وظهر فيه قائلا: "بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ"، وأن هذه التصريحات من "عطية" تشكل "جريمة ازدراء الأديان وتهديدا للوحدة الوطنية".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، شن ناشطون هجوما حادا على "عطية"، وطالبوا بمحاكمته.
فكرة ان الشيخ مبروك عطية موجه من الدولة لإلهاء الناس عن الغلاء والتضخم العالمي مش منطقية.
— Oufa (@Bisaol) July 28, 2022
من فكرة القفة للسيد المريخ انا شايفاها عدم انضباط للألفاظ من شخص اعتمد في شهرته على انه صاحب نكتة ومهزار وطبيعي ان المسائل تفلت منه أحيانا.
غلطان طبعا لكن موجه بشكل ممنهج؟ لا اعتقد.
مبروك عطيه خلاص كفايه عليه كده.. السيد المسيح يحترم ولابد من المحاسبه
— ENTESAR NASSAR🇪🇬 (@EntsarNassar) July 28, 2022
كفايه هطل بقي
للأسف
— Khaled Hanfy (@KhaledH31279129) July 28, 2022
خرجت علينا ناس تسمى بالشيوخ .ويدسون السم فى كلامهم
استغفر الله العظيم
سيدنا عيسي وسيدنا موسي
أنبياء أختارهم الله لنشر الرسالات
استقيموا يرحمكم الله
محاسبة مبروك عطية أصبحت ضرورة ... انتقل برعونته وجهله وتطرفه من صناعة الفتن الاجتماعية الى اشعال الفتن الطائفية.
— محمد الباز (@elbaz_press) July 28, 2022
اساءة عطية للسيد المسيح لا يجب أن تمر دون حساب... وأعلن تضامنى مع أى تحرك قانونى لمحاسبته.
هل سمعت أن ثعبان تاب عن اللدغ؟ قد يفعلها الثعبان ولكن الشيخ المتطرف لا يفعلها
— Magdi Khalil مجدى خليل (@magdi_khalil) July 27, 2022
لم يتحمل غيابه عن اليوتيوب عدة أيام،فنكس وعده وعاد مبروك عطية يبث سمومه وتطرفه وتحريضه
هذه المرة تهجم على السيد المسيح قائلا بلا سيدنا المسيح بلا سيدنا المريخ،وهاجم الموعظة على الجبل درة السمو الانسانى! pic.twitter.com/jygdGVgo2h
#مبروك_عطية_ارهابي pic.twitter.com/55cIIC9tDh
— سحر الجعارة (@saharelgaara) July 28, 2022
وأمام الهجوم، خرج الداعية في مقطع فيديو جديد، مؤكدا أنه لا يمكن أن يسخر من نبي، معقبًا: "شيء من البيان، أ.ب، في الإسلام لا نفرق بين أحد من رسله ومعاذ الله أن يسخر مثلي من نبي من الأنبياء، سيدنا عيسى وموسى عليهما السلام أو أي نبي ذكره الله أو بلغة سورة النساء قصه الله علينا أو لم يقصصه".
واستشهد بآية من القرآن الكريم قائلًا: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير".
وأضاف "عطية": "أنا لا أذكر أنني سخرت من السيد المسيح، من يسخر من السيد المسيح يسخر من السيد محمد عليه الصلاة والسلام باللغة لأنهم كلهم سادة".
وللشيخ "عطية" تاريخ طويل من التصريحات المثيرة للجدل، وكثيراً ما اعتبره منتقدوه مثالاً سيئاً للداعية الإسلامي، بسبب مفرداته غير المنضبطة أحياناً.
وذلك في إشارة إلى الغضب الذي تسبب فيه "عطية"، قبل أسابيع بتصريحه أن على كل سيدة وفتاة تخشى على حياتها وتخاف من مصير القتل والذبح مثل طالبة جامعة المنصورة المغدورة "نيرة أشرف"، أن تخرج من بيتها وهي مرتدية "القفة"، أي تغطي كامل جسدها.
وهو ما اعتُبر "تحريضاً على قتل النساء غير المحجبات"، واضطر الشيخ للخروج موضحاً أنه لم يقصد ما فُهم من كلامه ملمحاً إلى اعتزاله الحديث علناً.