حرائق تونس.. شبهات بأنها مفتعلة ورجال الأعمال في قفص الاتهام

الأحد 31 يوليو 2022 05:56 م

توقع خبراء تونسيون في مجال البيئة، أن تكون الحرائق المندلعة في مرتفعات عدد من محافظات تونس، مفتعلة وتقف خلفها دوافع "إجرامية"، فيما أشار أحدهم إلى أن رجال أعمال سعوا بالسنوات الأخيرة للتخلص من الغابات بغرض كسب مساحات عقارية.

وشهدت تونس خلال شهر يوليو/ تموز الجاري، عشرات الحرائق تسببت في إتلاف آلاف الهكتارات من الغطاء الغابوي على امتداد غابات برقو وعين بوسعدية وجبل البياض وجبل بوقرنين ودار فاطمة وببّوش وغيرها من المناطق الجبلية.

وأكد الدفاع المدني أن المساحات المُحترقة قدرت بنحو 3 آلاف هكتار، وذلك في الفترة الممتدة بين غرة يونيو/ حزيران و26 يوليو/تموز الجاري، فيما تسببت الحرائق في الفترة نفسها من العام الماضي في إتلاف 690 هكتارا.

وقال المدير الجهوي للدفاع المدني بمحافظة زغوان "حمدي الوصيف"، إن "التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كانت بعض الحرائق حدثت بفعل عمل إجرامي أو بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونوعية الغابات".

وأضاف في تصريحات صحفية أن "السلطات الأمنية تتعهد بالتحقيق لكشف الأسباب، فيما يعمل الدفاع المدني على وقف نزيف حرائق الغابات التي امتدت على آلاف الهكتارات من المناطق الغابية والمرتفعات".

استبعاد فرضية التغيرات المناخية

ونقل موقع "سكاي نيوز عربية"، عن الناشط البيئي "عبدالمجيد دبار"، قوله: إن "العشرية الماضية في تونس شهدت ارتفاعا لوتيرة الحرائق، والغريب أن اندلاع أكثرها يتزامن مع أيام الأعياد والعطل وفي الساعات المتأخرة من الليل، مما يسمح باستبعاد فرضيات وقوف التغيرات المناخية والأسباب الطبيعية وراء هذه الحرائق".

وأضاف الناشط البيئي أنهم لاحظوا أن "معدلات الحرائق تتضاعف كلما اشتدت التجاذبات السياسية، مما يعني أننا لسنا بمنأى عن وجود فاعل متعمد وراء هذه الجرائم تجاه الطبيعة والبلاد".

بينما قال الخبير في البيئة والتغيرات المناخية "حمدي حشاد"، إن "اشتعال أكثر من 2000 هكتار من الغابات في نفس المنطقة وفي ظرف وجيز يبدو غريبا".

ويرى "الحشاد" أن الأسباب الطبيعية "لا يمكن أن تمثل علميا سوى 4% فقط من أسباب الحرائق، وتتعلق بالتغيرات المناخية التي تساعد على اشتعال النيران مثل الصاعقة والبركان أو تسرب الغازات إلى قلب الأرض طبيعيا، أما بقية الأسباب فتتعلق بالسلوك البشري سواء كان متعمدا أو غير مقصود".

تورط رجال أعمال

وأوضح أن عددا من حرائق الغابات التي نشبت في تونس خلال السنوات الأخيرة "تورط فيها باعثون عقاريون سعوا للتخلص من الغابات من أجل كسب مساحات عقارية لإقامة الفنادق والمنتجعات السياحية ورجال أعمال متاجرين في الخشب استفادوا من أشجار الغابات المشتعلة".

ودعا الخبير التونسي، لمحاسبتهم بتهمة الإرهاب الإيكولوجي ضد الغابات والإضرار بالطبيعة.

وأضاف "الحشاد" أن "مسؤولين سياسيين سابقين ثبت تورطهم في حرائق الغابات من أجل بناء عقارات مطلة على البحر، كما تجري التحقيقات حاليا مع ثلاثة أشقاء تبين أنهم تسببوا في حريق جبل بوقرنين الأخير".

وذكر أن "الدوافع الإجرامية والجنائية لإحراق الغابات والجرائم الإيكولوجية ثبتت في تونس كما في فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة وفق تقارير إعلامية".

ومنذ أسابيع، تكافح عدة دول في حوض البحر المتوسط حرائق غابات في البرتغال وإسبانيا وفرنسا والمغرب، وسط موجة غير مسبوقة من الحر الشديد.

المصدر | الخليج الجديد + سكاي نيوز عربية

  كلمات مفتاحية

تونس حرائق تونس خبراء بيئة تغيرات مناخية

تونس.. مخاوف من امتداد حريق غابات جبلية إلى مناطق سكنية

تونس.. التضخم يرتفع في يوليو إلى 8.2% وسط تصاعد الأزمة السياسية

الحرائق تطال 10 آلاف هكتار من محمية فريدة بالجزائر وتلتهم غابات بالمغرب