تناول تحليل لصحيفة "جورزاليوم بوست" العبرية دلالات الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت جماعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في سوريا.
والثلاثاء، نفذ الجيش الأمريكي ضربة في دير الزور بسوريا استهدفت منشآت بنية تحتية تستخدمها جماعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، بأمر من الرئيس "جو بايدن"، وفق بيان عسكري أمريكي.
وقالت الصحيفة العبرية في تحليلها إن أهمية الغارة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في سوريا تكمن في أن واشنطن نادرا ما ردت على عشرات الهجمات التي نفذها الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه ضدها على مدى السنوات القليلة الماضية، ما قد يكشف عن سياسية جديدة للبيت الأبيض.
وبحسبها، زادت هذه الهجمات في عام 2019، وأسفرت عن إلحاق أضرار بالأمريكيين في العراق. وفي ظل إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب"، أدت التوترات المتصاعدة إلى قيام أمريكا بقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" وزعيم الميليشيات العراقية "أبومهدي المهندس".
ووصل الأمر إلى النقطة التي تنفذ فيها القوات الموالية لإيران هجمات لا تتسبب في وقوع إصابات، ويتم تجاهلها دون رد، بحسب الصحيفة، لكن الأمر تغير.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرد الأمريكي الذي جاء وسط محادثات الصفقة الإيرانية يظهر أن القيادة المركزية مستعدة للرد على من "يسبب المشاكل" في المنطقة.
وبحسب التحليل، ينتظر الآن أن تتم مراقبة الرد الأمريكي إن كان سيكون الأخير على وكلاء إيران أم أنه جزء من سياسة أمريكية أوسع.
يشار إلى أن القيادة المركزية للجيش قالت في بيان إن مثل هذه الضربات (بسوريا) تهدف إلى حماية القوات الأمريكية من هجمات الجماعات المدعومة من إيران.
واستشهدت بحادث من هذا القبيل وقع في 15 من أغسطس/آب الجاري، قالت وكالة "رويترز" إنه اشتمل على هجوم بطائرة مسيّرة على مجمع يديره التحالف ومقاتلو المعارضة السورية المدعومون من الولايات المتحدة، ولم يوقع إصابات.
وردا على القصف الأمريكي شددت إيران الأربعاء، على عدم وجود أي علاقة بينها وبين المجموعات التي استهدفتها الولايات المتحدة في شرقي سوريا، معربة عن إدانتها لهذه الضربات التي تشكل "انتهاكا" لسيادة دمشق.
وأتت الضربة الأمريكية في وقت تتركّز فيه الأنظار على واشنطن التي ينتظر بأن تقدّم ردّها الرسمي على تعديلات طلبت إيران إدخالها على مقترح أوروبي يهدف لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي.