اشتباكات طرابلس تسقط 23 قتيلا.. والمنفي يقطع زيارته إلى تونس

السبت 27 أغسطس 2022 04:59 م

قطع رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا "محمد المنفي"، زيارة العمل التي يقوم بها إلى تونس، عائدا للعاصمة طرابلس، التي تشهد مواجهات مسلحة بين قوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية "عبدالحميد الدبيبة"، وأخرى لرئيس الحكومة المكلف "فتحي باشاغا".

ودعا بيان صادرعن الرئاسي الليبي إلى وقف الاشتباكات المسلحة، وتسريع إجراء انتخابات توحد مؤسسات الدولة وتعزز الشرعية.

كما دعا إلى التوقف فورا عن العنف في العاصمة، محملا المسؤولية المباشرة على من أطلق الرصاصة الأولى فيها.

وأدان الاشتباكات المسلحة التي تجري في طرابلس وأدت إلى سقوط ضحايا وتدمير ممتلكات عامة وروعت الآمنين.

وأسفرت الاشتباكات، عن مقتل 23 شخصا وجرح 140 على الأقل، بعضهم في حالة حرجة، حسب وزارة الصحة الليبية.

كما قال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي إنهم يتلقون بلاغات عديدة لعائلات محاصرة داخل مناطق الاشتباكات في طرابلس، موضحا أنهم يتوقعون وجود عشرات الإصابات في هذه المناطق.

وناشد الناطق باسم مركز طب الطوارئ، أطراف الاشتباكات وقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة من أجل إسعاف وإجلاء الجرحى.

وقال إن فرق الإسعاف تمكنت من إجلاء بعض الجرحى العالقين منذ الفجر في مناطق الاشتباكات بالعاصمة الليبية.

في حين قال عميد بلدية العاصمة الليبية، إن الاشتباكات ما تزال مستمرة حتى اللحظة، مشيرا إلى أن الوضع مأساوي في مناطق عدة بطرابلس.

وما زالت أصوات الرصاص بين الفريقين تسمع في أغلب أرجاء طرابلس، فيما تتركز الاشتباكات في أحياء باب بن غشير، وشارع الزاوية، ونواحي من وسط المدينة المكتظة بالسكان المدنيين، في الوقت الذي يسمع فيه صوت طائرة مسيرة تحوم في الأجواء.

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل، استمرار تبادل إطلاق النار بين الفريقين بمختلف أنواع الأسلحة.

وبينت مقاطع أخرى اشتعال النيران في عدة مباني حكومية وبيوت وسيارات واقعة في خطوط النار.

وقالت وسائل إعلام ليبية، إن أرتالا عسكرية موالية لحكومة "باشاغا" تتحرك من مصراتة نحو العاصمة طرابلس.

وبدأت القوات الموالية لـ"باشاغا" هجومها من محاور الزاوية ومصراتة وجنزور بقيادة "أسامة جويلي"، في حين بدأت قوات "هيثم التاجوري" استعادة تمركزاتها في شارع الزاوية وسط تأكيدات عن توجه قوات "باشاغا" إلى مقر حكومة "الدبيبة" في طريق السكة.

من جانبها، أعلنت رئاسة جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات بسبب الاشتباكات.

كما نقل تلفزيون "ليبيا الأحرار"، أن شركة "الأجنحة الليبية" للطيران، ألغت رحلاتها المقررة السبت، من وإلى مطار معيتيقة، جراء الاشتباكات في العاصمة طرابلس.

وحمّلت بلدية طرابلس المركز، كلا من البرلمان والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي وحكومتي "الدبيبة" و"باشاغا "مسؤولية تردي الأوضاع.

من جانبها، دانت حكومة الوحدة الوطنية ما يشهده وسط طرابلس من اشتباكات عنيفة في أحياء مكتظة بالسكان والمدنيين، قائلة إن ما يحدث هو مشهد يعيد للأذهان الحروب السابقة وما خلفته من المآسي.

وأضافت حكومة الوحدة: "نستهجن ما حدث من غدر وخيانة بعد أن كنا نخوض مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء".

كما كشفت عن أن "الطرف الممثل لفتحي باشاغا قد تهرب في آخر لحظة بعد وجود مؤشرات إيجابية نحو الحل السلمي".

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية " نجلاء المنقوش"، إن الجهات المتناحرة تحاول هدم خطوات إرساء الاستقرار والسلام، وأكدت أن ترهيب العائلات وسط منازلهم أمر مرفوض شكلا ومضمونا.

فيما نفت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب ما جاء في بيان حكومة الوحدة الوطنية بخصوص رفض أي مفاوضات معها، قائلة إن "باشاغا" رحب بكل المبادرات المحلية والدولية لحل الأزمة.

وتابعت: "محاولات حل أزمة انتقال السلطة لم تلق استجابة من الحكومة منتهية الولاية"، قبل أن تضيف "اتضح جليا للجميع تعنت وتشبث الحكومة منتهية الولاية ورئيسها بالسلطة".

وفي صعيد ردود الأفعال، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات، ودعت إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتذكر جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية".

وشددت على ضرورة "امتناع كافة الأطراف عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف".

من جانبها، أعلنت السفارة الأمريكية في طرابلس، أنها تشعر "بقلق بالغ إزاء الاشتباكات العنيفة في طرابلس مع ورود أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير للممتلكات".

وعبّرت السفارة في تغريدة عبر "تويتر"، عن الوقوف "إلى جانب الشعب الليبي في الدعوة إلى الحوار السلمي".

بدورها، دعت قطر إلى دعم المسار السياسي الليبي وقرارات مجلس الأمن وكل الحلول السلمية التي تحافظ على وحدة ليبيا واستقرارها.

وشددت في بيان عبر خارجيتها، على ضرورة أن تعمل الأطراف الليبية على ضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية واعتبار ذلك أولوية قصوى.

وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.

وأثارت هذه الخلافات مخاوف من تحولها إلى حرب في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس من قبل قوات مؤيدة للحكومتين، ففي 16 مايو/أيار الماضي، وقعت اشتباكات مسلحة بينها عقب دخول "باشاغا"، للعاصمة آنذاك قبل الانسحاب منها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ليبيا طرابلس اشتباكات الدبيبة باشاغا

مقدمة الغيث.. أولى شحنات حبوب أوكرانيا تصل إلى مرفأ طرابلس اللبناني الأحد

قطر تدعو أطراف الصراع في ليبيا إلى تجنب التصعيد وحقن الدماء

الدبيبة يتفقد قواته بطرابلس: العدوان مخطط له من الداخل والخارج

طرابلس.. هدوء حذر وسيطرة لقوات الدبيبة ودعوات متصاعدة لوقف إطلاق النار

اشتباكات طرابلس.. خارطة المواجهات بين الدبيبة وباشاغا