تحفظ أمن الشرق الأوسط.. تقدّم كبير لتأسيس أول قوة مسيّرات بحرية في العالم

السبت 27 أغسطس 2022 05:58 م

كشف قائد القوات البحرية في القيادة المركزية الأمريكية والأسطول الخامس الأدميرال "براد كوبر"، عن إحراز تقدّم كبير لتأسيس أول قوة مسيّرات بحرية في العالم، مؤكداً عقد محادثات متفاوتة المستوى مع جميع الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط.

وفي حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، قال "كوبر" إنه يراهن على الشراكة والتقنية والابتكار لتعزيز الأمن البحري في المنطقة.

وقال متحدّثاً من غرفة اجتماعات الأسطول الخامس في القاعدة العسكرية بالبحرين: "تعتمد مهمّتنا على ركيزتين أساسيتين؛ هما تعزيز الشراكات الإقليمية، وتسريع الابتكار والتكنولوجيا".

ليست هذه مجرّد وعود وفق "كوبر"، بل "حقائق مدعومة بأفعال"،  مضيفا بأن أسطول المسيّرات البحرية "سيكون الأول من نوعه في العالم".

وأوضح: "تُستخدم الطائرات دون طيار منذ 20 عاماً، والمسيّرات تحت سطح الماء منذ 10 سنوات، أما المركبات المسيّرة فوق سطح الماء فلم يبدأ العمل بها إلا قبل نحو سنة واحدة".

وعن طريقة عملها، قال "كوبر" إن هذه المركبات مزوّدة برادارات، وذكاء صناعي يمكّنها من رصد أي حركة غير اعتيادية أو نشاط مشكوك، وكاميرات 360 درجة قادرة على التقاط صورة في كل ثانية.

وتابع: "ترسل هذه المركبات البيانات عبر الأقمار الصناعية لمراكز قيادة الدول لتنبيهها، والسماح لها باتّخاذ القرار المناسب".

وأوضح أن أسطول المسيّرات البحرية الجديد، الذي سيشمل 100 منصة بحلول صيف 2023، يعتمد على تقنية تم طرحها قبل سنة واحدة فقط، وسيسهم في تعزيز أمن مياه الخليج بشكل غير مسبوق، عبر زيادة مدى ودقّة رصد التهديدات فوق سطح البحر وتحته.

واستعرض "كوبر" نوعين من المسيّرات البحرية، "يتميّز الأول بالقدرة على البقاء فوق سطح البحر لمدة 200 يوم على التوالي، والثاني باستجابة عالية السرعة تناهز 100 عقدة".

وعن مدى إقبال دول المنطقة على هذه التقنية الجديدة، قال "كوبر": "نعقد محادثات متفاوتة المستوى مع جميع شركائنا في المنطقة"، ملمّحاً إلى أن "الجميع مهتم بها".

كما أكّد مشاركة هذه المنصات المسيّرة في مناورات ثنائية وجماعية في المنطقة. وقال: "أحرزنا تقدماً كبيراً عبر العمل عن كثب مع شركائنا".

وتحلّ هذه المركبات، حسب "كوبر"، التحدي الذي تطرحه مساحات البحار الشاسعة في المنطقة وحركة الشحن الكثيفة.

وزاد: "عادةً، يمكن لأي دولة أن تستطلع بشكل فعال على بُعد 30 كيلومتراً من سواحلها، باستخدام أجهزة الاستشعار المتاحة. أما اليوم، وبفضل المركبات البحرية المسيّرة، امتدّ مدى الرؤية إلى 60 أو 90 كيلومتراً".

ولفت "كوبر" إلى أهمّية التعاون بين دول المنطقة في هذا المجال، وقال إنه يمكن تعزيز مسافة الاستطلاع عدة أضعاف، إذا ما نسّقت عدة دول تنشر هذه المسيّرات جهودها.

وأكد "كوبر" التزام الولايات المتحدة بأمن الشرق الأوسط، لافتاً إلى تنظيم 50 مناورة عسكرية مشتركة حتى أغسطس/آب من هذا العام، في ارتفاع ملحوظ عن العام الماضي، في ارتفاع ملحوظ عن العام الماضي الذي شهد تنظيم 33 تمريناً مشتركاً.

وكانت أبرز هذه المناورات، التمرين البحري الدولي المشترك الأضخم في الشرق الأوسط، والذي شاركت فيه 60 دولة في فبراير/شباط من هذا العام، وشهد استخدام 80 مركبة مسيّرة.

وفي الوقت الذي توجّه فيه الولايات المتحدة تركيزها نحو التهديدات التي تطرحها كل من الصين وروسيا على النظام العالمي الذي ساهمت في تأسيسه، يرى كثيرون أن التزامها بمنطقة الشرق الأوسط بدأ في التراجع.

يرفض "كوبر" هذا الطرح، مستحضراً تأكيد الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، التزام بلاده بأمن المنطقة واستقرارها خلال قمة جدة للأمن والتنمية في يوليو/تموز الماضي.

وعلى الصعيد الإقليمي، قال "كوبر" إن "المئات من شركائنا من نحو 29 دولة يزوروننا في القاعدة كل يوم ويمكّنون عملياتنا المشتركة".

كما أشاد المسؤول الأمريكي بـ"الدور المحوري" الذي تلعبه البحرين في تمكين هذه الشراكات الكبيرة ومتعددة الأطراف.

وأشاد كذلك بقيادة السعودية لقوة الواجب المشتركة 150، معتبراً هذه الخطوة تكريساً "لعلاقاتنا الثنائية والتزامنا المشترك بعمل الردع والأمن البحري".

وتولت القوات البحرية الملكية السعودية، قيادة قوة الواجب المشتركة 150 (CTF150) للمرة الثالثة في يوليو/تموز الماضي.

وتسلم العميد البحري الركن "عبدالله المطيري"، قيادة القوة بشكل رسميا من العميد البحري الباكستاني "فاقار محمد"، في حفل خاص بالقاعدة البحرية الأمريكية بالبحرين.

وعدّ "كوبر" هذه الخطوة انعكاساً طبيعياً لقوة الشراكة بين واشنطن والرياض.

وقال: "لدينا علاقة عمل وثيقة للغاية مع القوات البحرية الملكية السعودية. وأنا متفائل تماماً بأن العميد البحري الركن المطيري سيساعدنا في تعزيز جهودنا في مجال الأمن البحري والاعتراض (لمحاولات التهريب)".

وأضاف "كوبر" أن قيادة السعودية لقوة CTF 150 تسهم في تعزيز جهود الردع وأمن دول المنطقة في وجه التهديدات.

وقال إنها "انعكاس ملموس لكل من علاقتنا الثنائية والتزامنا المشترك بعمل الردع والأمن البحري بشكل عام".

إلى ذلك، لفت "كوبر" إلى أن التعاون البحري بين البلدين يشمل عدة جوانب، أبرزها المناورات المشتركة، وتبادل العناصر على مستوى العملياتي والاستخباراتي، وتنسيق الدوريات البحرية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قوة مسيرات مسيرات أمن الشرق الأوسط تعاون بحري منصة مسيرات الأسطول الأمريكي

البنتاجون: إيران تهدد الملاحة بالخليج وطائراتها المسيرة تزداد دقة وفتكا

بمشاركة 40 دولة.. انطلاق أكبر مناورة بحرية في الشرق الأوسط