انتخابات تركيا.. منافسو أردوغان في أزمة بسبب كليتشدار أوغلو

السبت 24 سبتمبر 2022 10:41 ص

بات من الواضح أن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض في تركيا، المنافس الأبرز لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم والرئيس الحالي "رجب طيب أردوغان" قد استقر على الدفع برئيسه "كمال كليتشدار أوغلو" لمنافسة الأخير في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2023، لكن ذلك الأمر لا يبدو أنه بنفس ذات الوضوح بالنسبة لتكتل المعارضة الذي يريد الإطاحة بـ"أردوغان" من السلطة.

وبحسب مراقبين، فإن الأمر يتعلق هنا بمدى التوافق بين تكتل المعارضة على شخص "كليتشدار أوغلو"، حيث كانت تقارير تشير إلى رغبة بعض تلك الأحزاب في التوحد خلف شخصيات أخرى، ترى أنها قد تكون قادرة على منافسة "أردوغان" بشكل حقيقي، وأبرزها عمدة أنقرة "منصور يافاش".

وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع لأعضاء حزبه بإزمير، الخميس الماضي، قال "كليتشدار أوغلو": "الآن علي أن أعرف. هل أنتم حقا معي؟ قرروا الآن هل سنهزم أعداء الشعب معا أم لا". وهي كلمات سرعان ما تبعتها مواقف داعمة من جانب عمدتي أنقرة وإسطنبول، "منصور يافاش" و"أكرم إمام أوغلو".

ولطالما أكد "كليتشدار أوغلو" رغبته في منافسة "رجب طيب أردوغان" بانتخابات الرئاسة المنتظرة، لكن التوافق على اسمه بقي مثار جدل وشابه الكثير من التباين، ولاسيما من جانب بقية زعماء المعارضة، الذين يجتمعون معه ضمن "طاولة الستة"، منذ شهر فبراير/شباط الماضي.

وفي الوقت الذي بقيت فيه هذه الحالة من الجدل قائمة دون حسم اسم "منافس أردوغان" برز عمدة أنقرة "منصور يافاش" كمرشح محتمل، وقبله "أكرم إمام أوغلو" الذي حظي برئاسة بلدية إسطنبول، في 2019.

لكن وردا على سؤاله الواحد غرّد عمدة أنقرة، "منصور يافاش" عبر "تويتر" بالقول الجمعة: "سنكون دائما إلى جانبكم من أجل غد عادل ومستقبل سعيد لتركيا"، وكذلك الأمر بالنسبة لـ"إمام أوغلو"، إذ كتب: "بكل الأحوال. أنا مع رئيسنا السيد كليتشدار أوغلو"، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال: "أنت اليوم على رأس المعارضة، وغدا ستكون على رأس الدولة".

ومن المقرر أن يجتمع زعيم "حزب الشعب" مع بقية الأحزاب المشكّلة للطاولة السداسية، بعد 10 أيام، ومن بينها "حزب الجيد" ذو الجذور القومية وحزبا "علي باباجان" و"أحمد داود أوغلو".

ويأتي هذا اللقاء بعد 6 اجتماعات سابقة عقدها زعماء المعارضة، من أجل التنسيق والتخطيط للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي توصف بـ"المصيرية"، ويتصدرها "أردوغان" كمرشح رئاسي عن تحالف حزبه "العدالة والتنمية" مع "حزب الحركة القومية".

ويكمن التحدي الأكبر أمام تكتل المعارضة التركية الآن في التوافق على مرشحهم أمام "أردوغان"، وبات من الواضح الآن أن حزب "الشعب الجمهوري" استقر على الدفع بـ"كليتشدار أوغلو"، لكن تبقى المهمة الأصعب هي إقناع الشركاء الآخرين في تحالف المعارضة به، بحسب ما نقله موقع "الحرة" الأمريكي عن الباحث في الشأن التركي، "محمود علوش".

ويوضح الباحث أن "كليتشدار أوغلو شخصية استقطابية على نحو كبير وتعتقد أحزاب المعارضة الأخرى أنّه غير قادر على تحدي أردوغان. هذا ما يُفسّر ميل زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار إلى ترشيح منصور يافاش".

ولا يعرف بالتحديد حتى الآن من سيكون له "الحظ الأكبر" للفوز في انتخابات الرئاسة في البلاد، مع تضارب نتائج استطلاعات الرأي، التي يرى مراقبون أنها لا تعبّر عن نتائج واضحة.

وبينما يتوقع البعض أن تحسم الانتخابات من الجولة الأولى، يرى آخرون أن هذا الأمر مستبعدا، إذ ستشهد "جولتين" (أولى وثانية).

لكن المعارضة تسعى إلى حسم الأمر في الجولة الأولى، لأنها تعلم أن حظوط "أردوغان" ستكون أكبر في جولة الإعادة.

ويعتبر "علوش" أن "عامل الوقت لم يعد مساعدا للمعارضة في مسألة التوافق على مرشح مشترك"، إذ بقي قرابة 9 أشهر على موعد الانتخابات.

ويقول: "يُمكن لأحزاب المعارضة أن تمضي قدما نحو الانتخابات دون مرشح موحّد واختيار كل منها مرشحها بشكل غير تصادمي، كوسيلة تضمن أولا عدم انهيار التحالف، وترك الدعم الجماعي للمرشح الذي يجتاز الجولة الأولى في الانتخابات إذا ما عجز أردوغان عن حسمها لصالحها".

لكن، ورغم ذلك "قد يجد تكتل المعارضة نفسه في مأزق أكبر حتى لو نجح في فرض جولة ثانية من الانتخابات. قد يُلحق التنافس بين أحزاب المعارضة في الجولة الأولى الضرر بينها، ويجعلها أكثر هشاشة في جولة الإعادة"، وفق الباحث.

بدورها توضح كاتبة العمود في موقع "خبر تورك"، "ناجيهان ألتشي" أنه "وبغض النظر عما يقوله أي شخص، فمن الواضح أن تركيا تتجه نحو مباراة أردوغان وكليتشدار أوغلو".

واعتبرت أنه "من الصعب الجزم بمن سيفوز في مباراة أردوغان-كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، ولكن إذا انتقلت الانتخابات إلى الدور الثاني (يوليو/تموز 2023)، فمن المرجح أن يفوز أردوغان".

وسبق أن اعتبر "أردوغان" أن انتخابات 2023 "ستكون نقطة تحول في تاريخ البلاد والشعب"، وهذا ما أشارت إليه أيضا أحزاب المعارضة، وفي مقدمتها "حزب الشعب الجمهوري".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الرئاسية التركية حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو رجب طيب أردوغان

التطبيع الدولي مع الخصوم.. هل تنجح سياسة أردوغان الانتخابية؟

استطلاع يتوقع فوز أردوغان على زعيم حزب الشعب برئاسيات تركيا 2023

بلومبرج: أردوغان يتجه بقوة إلى فترة رئاسية ثالثة في ظل معارضة منقسمة

انتخابات الرئاسة التركية.. 2023 عام محوري لفرص أردوغان بالمنافسة

تركيا.. تحالف جديد من 4 أحزاب استعدادا للانتخابات البرلمانية

أردوغان: ترشحي للرئاسة في 2023 سيكون الأخير

الحزب الحاكم بتركيا يبحث تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية

كليتشدار أوغلو.. زعيم المعارضة التركية الطامح لإنهاء حكم أردوغان