ارتفع معدل التضخم في تركيا إلى أعلى مستوى له منذ 24 عاما متخطيا 83% في سبتمبر/أيلول الماضي، وفق ما أظهرته أرقام رسمية، وذلك بعد أسبوع على إعلان البنك المركزي التركي خفض معدلات الفائدة.
وذكرت الوكالة التركية الرسمية للإحصاء أن أسعار الاستهلاك ارتفعت بنسبة 83.5% في سبتمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وسجلت العملة التركية مزيدا من التراجع لتبلغ 18.56 ليرة أمام الدولار في أعقاب الإعلان.
لكن دراسة شهرية نشرها خبراء اقتصاد مستقلون من معهد "إي أن إيه جي" التركي للأبحاث، أوردت أن الأسعار ارتفعت بنسبة أعلى مقارنة بأرقام وكالة الإحصاء.
وقال المعهد إن المعدلات السنوية الرسمية لارتفاع أسعار الاستهلاك وصلت إلى 186.27% في سبتمبر مقارنة بـ 181.37 في المئة في أغسطس/آب.
وفي سياق متصل، ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية في إسطنبول بأكثر من الضعف مقارنة بما كانت عليه قبل عام، مدفوعة بالسياسات الاقتصادية للبلاد، وفق ما ذكرته وكالة "بلومبرج"، الأحد.
وقالت الوكالة الأمريكية إن نسبة التضخم السنوي في قطاع التجزئة في إسطنبول، المدينة الأكثر ازدحاما في تركيا ارتفعت إلى 107.4% في سبتمبر/أيلول من 99.9% في الشهر السابق، وهذه النسبة هي الأعلى منذ بيانات تعود إلى 1996.
وارتفعت تكلفة كل شيء من الإيجارات إلى الغذاء بشكل حاد الشهر الماضي، كما يظهر تحليل بيانات الأسعار الشهرية.
ويعارض المسؤولون عن السياسات النقدية في تركيا النهج الدولي المتمثل برفع البنك المركزي معدلات الفائدة لمحاربة التضخم.
ويؤكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الذي يركز على النمو قبل انتخابات عامة في يونيو/حزيران المقبل، باستمرار أن نسب الفوائد المرتفعة تشجع التضخم واعتبرها "عدوه الأكبر". واتبع البنك المركزي نظريته وخفض الفائدة من 13 إلى 12% الشهر الماضي.
كما دعا "أردوغان" إلى خفض جديد لمعدلات الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المتعلق بالسياسات النقدية في 20 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.