فرضت الولايات المتحدة، الأربعاء، عقوبات على مسؤولين إيرانيين متورطين في قمع الاحتجاجات المستمرة في البلاد، وهي الاحتجاجات التي تصاعدت في اليوم الأربعين من وفاة أيقونة تلك التظاهرات، الشابة "مهسا أميني".

واستهدفت عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، والتي أعلن عنها الأربعاء، قائد جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني ونائب قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى 2 من المسؤولين بإقليم سيستان وبلوشستان، والذي شهد بعض أسوأ أعمال العنف في الجولة الأخيرة من الاحتجاجات، حسبما قالت الوزارة في عقوبة منفصلة.

كما فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على العديد من مسؤولي السجون الإيرانيين، بمن فيهم "هدايت فرزادي"، مأمور سجن إيفين سيء السمعة بطهران.

بالإضافة إلى العقوبات المتعلقة بقمع المتظاهرين، قامت وزارة الخزانة أيضًا بتصنيف اثنين من الإيرانيين والمدرسة التي أسسوها - أكاديمية رافين - التي "تدرب الأفراد على الأمن السيبراني والقرصنة"، وكذلك شركة Samane Gostar Sahab Pardaz الخاصة المحدودة، قالت وزارة الخزانة إنها "أحد المشغلين الرئيسيين لخدمات تصفية وسائل التواصل الاجتماعي في إيران".

بدورها، عاقبت الخارجية الأمريكية القائد الإيراني ورئيس الشرطة في محافظة أصفهان، "محمد رضا مرهيداري" لتورطه في "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة للمتظاهرين السلميين خلال احتجاجات نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 في أصفهان"، بحسب بيان للوزارة.

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، "أنتوني بلينكن": "لقد مر 40 يومًا على وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، في حجز ما يسمى بشرطة الآداب في إيران، ونحن ننضم إلى عائلتها والشعب الإيراني في يوم حداد وتفكير".

وأضاف "بلينكن": "الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الشعب الإيراني وضمان محاسبة المسؤولين عن القمع الوحشي للاحتجاجات المستمرة في جميع أنحاء البلاد في إيران".

وتابع: "اليوم نعلن عن عمل مشترك بين وزارتي الخارجية والخزانة لتحديد 14 فردًا و3 كيانات باستخدام 5 سلطات مختلفة، مما يدل على التزامنا باستخدام جميع الأدوات المناسبة لمحاسبة الحكومة الإيرانية على جميع المستويات".

كما أعلن "بلينكن" أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات "على شخصين وكيان واحد متورط في عمليات قتل خارج نطاق القضاء أو تعذيب أو انتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان المعترف بها دوليًا ضد أفراد في إيران" 

والأربعاء، تجمع إيرانيون في مقبرة بمحافظة كردستان الايرانية التي دفنت فيها "مهسا أميني"، في الذكرى الأربعين لوفاتها لتكريمها مع انتهاء فترة الحداد، متحدين الاجراءات الأمنية المشددة المفروضة.

وقدرت وكالة أنباء "إسنا" الإيرانية شبه الرسمية المشاركين في إحياء ذكرى "مهسا أميني" بمسقط رأسها بـ 10 آلاف.

وردد آلاف النساء والرجال الذين تجمعوا في المقبرة، "امرأة، حياة، حرية" و"الموت للديكتاتور"، بحسب أشرطة فيديو بثت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب ناشطين حقوقيين، فإن أجهزة الأمن حذرت عائلة "أميني" من إقامة مراسم في ذكرى وفاتها والطلب من الناس زيارة قبرها الأربعاء في محافظة كردستان وإلا "عليهم أن يقلقوا على حياة أبنائهم".

ميدانيا، توسعت التظاهرات في عدد من المدن الإيرانية، تزامنا مع مرور أربعين يوما على وفاة "مهسا أميني"، حيث بدأت الاحتجاجات من العاصمة طهران وضواحيها، فيما استمرت قوات الأمن في قمعها بالهراوات والغاز والاعتقالات.