قال وزير الأوقاف المصري «محمد مختار جمعة»، في خطبة الجمعة يوم أمس، إن الدعوات لتنظيم مظاهرات في هذه الأيام تعد جريمة.

وأضاف في الخطبة التي ألقاها من مسجد «محمد مبروك سعد»، في أحد مساجد محافظة البحيرة، شمال العاصمة المصرية: «هناك دعوات هدامة ومشبوهة وعميلة ومأجورة تدعو إلى القتل وتتعالى من بعض العملاء والمأجورين في هذه الأيام للتطاول على الوطن وعلى مؤسساته وعلى أهله وتدعو إلى القتل والاعتداء والتخريب، وكما أصدرت وزارة الافتاء بيانا واضحا بأن الدعوة للقتل أو الحرق أو الاعتداء على المؤسسات أو الإفساد في الأرض والتخريب جريمة مكتملة الأركان».

وتابع: «عندما تصدر دار الإفتاء بيانا فإنها تعني أنها جريمة شرعية مخالفة لمنهج الله ودين الله لأن الإسلام لا يعرف إلا الرحمة وإلا الأمن وإلا السلام للناس جميعا».

وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد وزعت، الإثنين الماضي، منشورا بموضوع خطبة الجمعة الذي حددته بـعنوان «حرمة التظاهر يوم 25 يناير»، استنادًا إلى فتوى من لدار الإفتاء المصرية حرمت فيها القتل والتخريب.

وطالبت الوزارة بالنظر في أحوال البلاد المجاورة، التي سقطت في براثن الفوضى «حتى لا ننسى النعم العظيمة التي نعيشها، ومنها نعمة الأمن والأمان والاستقرار».

تأتي خطبة وزير الاوقاف المصري قبل أكثر من أسبوعين من حول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، والتي أطاحت بالرئيس المخلوع «حسني مبارك»، وسط دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد الحكومة والنظام الحالي الذي انقلب قائده «عبد الفتاح السيسي» عندما كان وزيرا للدفاع على أول رئيس مدني منتخب «محمد مرسي».

ودعت جماعة الإخوان المسلمين وأسر معتقلين ونشطاء لتنظيم احتجاجات يوم 25 يناير/ كانون ثاني الذي اندلعت في مثله عام 2011 انتفاضة استمرت 18 يوما وأسقطت «مبارك».

والشهر الماضي، حذر الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» من تنظيم احتجاجات يوم 25 يناير/ كانون ثاني، وقال «السيسي» في خطاب في احتفال بذكرى المولد النبوي «بسمع دعوات بعمل ثورة جديدة ليه؟ أنت عايز تضيعها (مصر) ليه؟ أنا جيت (الحكم) بإرادتكم وباختياركم مش غصب عنكم أبدا».

وأضاف: «انظروا حولكم إلى دول قريبة منا لا أحب أن أذكر اسمها إنها تعانى منذ 30 عاما ولا تستطيع أن ترجع والدول التى تدمر لا تعود».

ونفذ «السيسي» عندما كان وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدا عاما للقوات المسلحة في منتصف 2013 انقلابا ضد «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب.

وتبع ذلك إلقاء القبض على قادة جماعة الإخوان التي ينتمي إليها «مرسي» وآلاف من أعضائها ومؤيديها وتقديمهم للمحاكمة وحظر الجماعة وإعلانها جماعة إرهابية.

كما فرض «السيسي» قيودا على الحريات التي نالها المصريون في ثورة 2011، فضلا عن انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان خاصة داخل المعتقلات.

يسار إلى أنه في سبتمبر/أيلول الماضي، طالب الوزير ذاته جميع مديريات الوزارة بالمحافظات بدعوة الأئمة لتنظيم مظاهرات ووقفات تحت شعار «ابق فأنت الأمل»، تطالب ببقائه في منصبه بالحكومة الجديدة المزمع تشكيله .آنذاك حتى لا يطاح به من الوزارة