نتنياهو يعود إلى السلطة في إسرائيل.. دول ترحب وأخرى تعبر عن قلقها

الخميس 3 نوفمبر 2022 05:51 ص

في سبتمبر/أيلول 2020 دشنت إسرائيل مع دول عربية اتفاقيات تطبيع للعلاقات عرفت باسم "اتفاقات إبراهيم"، قبل أن يكشف رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها "بنيامين نتنياهو"، في يناير/كانون الثاني 2021، أنه زار الفترة الأخيرة بشكل سري، دولا عربية لا تقيم علاقات مع إسرائيل.

وستؤدي عودة "نتنياهو" المرجحة إلى السلطة في إسرائيل، إلى إثارة المخاوف من تفاقم التوتر مع جيرانها العرب، لكن دول الخليج التي أقامت علاقات مع إسرائيل خلال قيادته ستراه عامل "توازن إقليمي" في مواجهة إيران.

والتزم القادة العرب الصمت إلى حد بعيد الأربعاء، بشأن فوز "نتنياهو" في الانتخابات الإسرائيلية.

وتوقع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان "نجيب ميقاتي" أن يصمد اتفاق جديد لترسيم الحدود البحرية، رغم رفض "نتنياهو" للاتفاق، بينما توقع خبراء فلسطينيون وأردنيون توترات جديدة.

وفي منطقة الخليج، حيث يهيمن قلق الدول العربية إزاء تنامي القوة الإقليمية لإيران على الاستراتيجية الأمنية للمنطقة، ساعد نهج "نتنياهو" المتشدد في معارضة الجمهورية الإسلامية التي يهيمن عليها الشيعة في إقامة علاقات بينه وبين زعماء عرب سنة.

وفي عهد حكومة "نتنياهو"، أبرمت إسرائيل اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين في عام 2020، وبعد بضعة أشهر مع المغرب، ثم السودان.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن المحلل السياسي الإماراتي البارز "عبدالخالق عبدالله"، قوله إن إيران مصدر قلق رئيسي لدول الخليج، ومن بينها الإمارات.

ولفت إلى أن "إسرائيل بغض النظر عن الحكومة التي تتولى السلطة فيها، تتخذ دائما موقفا قويا ضد إيران، واتفاقها النووي مع القوى العالمية".

وأضاف: "نتنياهو كان طرفا في اتفاقات إبراهيم ووقعها، لذلك ليس هناك تغيير في مسار التطبيع".

ومضى قائلا إن الخليجيين سيعتبرون عودة "نتنياهو" شأنا داخليا إسرائيليا لا علاقة لهم به، وسيكونون سعداء بالتعامل مع من يختاره الشعب الإسرائيلي زعيما له.

وقال "عبدالله" إن انتصار من وصفهم "بأسوأ السيئين في المشهد السياسي الإسرائيلي" سيؤثر في الأساس على الفلسطينيين، وسيقضي على أي حديث عن حل الدولتين.

ولم تطبع السعودية العلاقات مع إسرائيل بعد، على الرغم من أنها اتخذت بعض الخطوات نحو التقارب.

فيما قال الأكاديمي السعودي "عبدالعزيز الغشيان"، إنه لا ينبغي توقع تحركات أخرى من جانب الرياض.

وأضاف "الغشيان" أنه لكي تطرأ أي تغييرات مهمة، يجب أن تكون هناك عملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا غير مرجح الآن في ظل الحكومة الجديدة.

فيما يتعلق بلبنان، سبق أن هدد "نتنياهو" بتحييد اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، رغم أن لبنان لا يزال يعتبر نفسه في حالة حرب مع إسرائيل.

لكن بيروت قالت إنها تلقت تأكيدات من واشنطن بأن الاتفاق لن يتم تدميره. وقال "ميقاتي": "نحن لا نخشى تغيير السلطات في إسرائيل، إن فاز نتنياهو أو غيره فلا أحد باستطاعته أن يقف في وجه هذا الموضوع".

وأضاف أن الضمانات الأمريكية ستكفل تنفيذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل على الرغم من معارضة "نتنياهو" الذي قال إنه ربما يفيد جماعة "حزب الله" المسلحة التي حاربت إسرائيل.

وقالت "لينا الخطيب" مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث ومقره لندن: "لا يمكن لإسرائيل أن تتمادى في معارضة رغبات الولايات المتحدة لأنها بحاجة إلى الحماية الأمريكية".

وأضفت: "بالتالي فمن غير المرجح أن تمزق حكومة يقودها نتنياهو اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة… على الرغم من تصريحات نتنياهو القوية".

وتجاوز الزعماء في قمة بالجزائر خلافاتهم حول العلاقات مع إسرائيل وجددوا تأييدهم لقيام دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي عارضه "نتنياهو" بشدة، لكنهم لم يتطرقوا إلى الانتخابات.

وتعهد "نتنياهو"، الذي أغضبت سياساته الكثيرين في العالم العربي منذ وصوله إلى السلطة للمرة الأولى قبل نحو 26 عاما، بأن حكومة برئاسته ستتصرف بمسؤولية وتتجنب "المغامرات غير الضرورية" و"توسع دائرة السلام".

لكن في الأردن، الذي يسكنه ملايين اللاجئين الفلسطينيين وأسرهم، قوبل فوزه المتوقع بالقلق.

وتدهورت العلاقات بين البلدين في زمن آخر حكومة رأسها "نتنياهو" لدرجة أن العاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني" أنهى العمل بجزء من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المبرمة عام 1994، كان يسمح لإسرائيل باستخدام منطقتين من الأراضي الأردنية على الحدود.

وقال "حمادة فراعنة" العضو السابق في البرلمان الأردني، الذي طالب أغلبية أعضائه في أبريل/نيسان الماضي بإلغاء معاهدة السلام، إن السياسة الإسرائيلية في عهد "نتنياهو" كانت تصادمية مع السياسة الرسمية الأردنية.

وأضاف "فراعنة"، أن الأردن يخشى أن يتسبب المزيد من التوتر والعنف في الأراضي الفلسطينية في دفع المزيد من الفلسطينيين إلى النزوح والهجرة إلى المملكة.

وطالبت المعارضة الإسلامية الأردنية الدول العربية بتبني موقف قوي.

وقال "مراد العضايلة" الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الأردنية، إن اليمين الإسرائيلي يتحدث اليوم عن طرد الفلسطينيين ويقول إنه لن يكون هناك وجود لدولة فلسطينية.

وأضاف أن المطلوب من الدول العربية أن تعتمد على شعوبها وتدعم مقاومة الفلسطينيين.

وقال "إتش إيه هيلير" الباحث بمركز "كارنيجي" للسلام الدولي، إن من المرجح أن تجد مصر، التي كانت أول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع إسرائيل والتي تتوسط في إنهاء الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية، سبيلا للعمل مع "نتنياهو" مرة أخرى.

وقال إن "نتنياهو" كان يرفض حتى أي مظهر لعملية سلام والتي تؤيدها مصر رسميا "لكنهم تعاملوا معه وسيتعاملون معه من جديد".

من جانبه، قال رئيس الحكومة الفلسطينية "محمد اشتية"، إن "فوز نتنياهو ما هو إلا تعزيز للتطرف والعنصرية تجاه الفلسطينيين"، مشددا على أن "نتائج التصويت في الانتخابات الإسرائيلية، تظهر تنامي التطرف والعنصرية".

وأضاف "اشتية" أن "نتائج الانتخابات أكدت أنه لا شريك في إسرائيل للسلام"، مشيرا إلى أن "صعود اليمين المتطرف في انتخابات الكنيست، نتيجة طبيعية لتنامي التطرف والعنصرية ضد الفلسطينيين".

و"نتنياهو"، البالغ من العمر 73 عاما، هو أحد أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل في إسرائيل، ويكرهه كثيرون في الوسط واليسار، لكن أنصار الليكود على مستوى القاعدة يعشقونه.

ويشير فوز تحالف "نتنياهو"، الذي أطيح به العام الماضي بعد 12 عاما متتالية في السلطة، إلى "عودة درامية"، بعد أن كشفت النتائج شبه الرسمية أنه في طريقها للفوز بـ65 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعدا.

وهو من أشد المؤيدين لبناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة منذ حرب عام 1967. وهذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، على الرغم من أن إسرائيل تعارض ذلك.

ويعارض "نتنياهو" إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حلا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي صيغة يدعمها معظم المجتمع الدولي، بما في ذلك إدارة "جو بايدن" في الولايات المتحدة.

ويحاكم "نتنياهو" حاليا بتهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي تهم ينفيها هو بشدة، وقال شركاؤه المحتملون في حكومة ائتلافية بقيادة الليكود، إنهم سيعدلون القانون من أجل إيقاف محاكمته.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

التطبيع إسرائيل نتنياهو انتخابات إسرائيل دول الخليج فلسطين الأردن

نتائج أولية.. فوز نتنياهو بـ67 مقعدا في انتخابات الكنيست الإسرائيلي

نتنياهو يستعد للعودة إلى السلطة ولابيد يدعو لانتظار النتائج النهائية

في إشارة إلى تجميده.. نتنياهو يتعهد بالتعامل مع اتفاق الترسيم اللبناني مثل أوسلو

جولة انتخابات إسرائيل الخامسة.. معركة نتنياهو للعودة للحكم

هل يعود نتنياهو مجددا إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية؟

نتنياهو: السعودية تسير نحو التطبيع.. وآمل أن يحدث ذلك خلال أسابيع

هرتسوج يقود وفد إسرائيل إلى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ المصرية

أتلانتك كاونسل: كيف ستؤثر عودة نتنياهو على علاقات إسرائيل بالعرب وروسيا وتركيا؟

نتنياهو يبدأ مفاوضات مع حلفائه لتشكيل حكومة

عباس يدعو الفلسطينيين إلى الاستعداد لإفشال مخططات ضم أراض بالضفة

لماذا تثير حكومة نتنياهو اليمينية قلقا أمريكيا؟.. الجارديان تجيب