أتلانتك كاونسل: كيف ستؤثر عودة نتنياهو على علاقات إسرائيل بالعرب وروسيا وتركيا؟

الجمعة 4 نوفمبر 2022 09:07 ص

تشير الانتخابات الإسرائيلية في 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى احتمال عودة رئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو" إلى السلطة. وبعد التجربة التي استمرت عامًا لتحالف هجين ضم اليمين والوسط واليسار والعرب، تشير نتائج الانتخابات الآن إلى تحول واضح نحو اليمين في السياسة الإسرائيلية، مع تداعيات على علاقات إسرائيل في المنطقة، وتوتراتها المستمرة مع الفلسطينيين، والعلاقات بين اليهود والعرب في المجتمع الإسرائيلي.

ومع كونه مدعومًا من تحالف يميني متطرف يتوقع أن يحصد 65 من أصل 120 مقعدًا في الكنيست، سيؤثر تولي "نتنياهو" لرئاسة الوزراء بشكل كبير على السياسة الإسرائيلية في كل من هذه المجالات، حتى مع وجود المؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية.

وفي هذا المقال، يسرد خبراء مركز "أتلانتك كاونسل" البحثي توقعاتهم بشأن تأثير فوز "نتنياهو" على إسرائيل، وعلاقاتها مع الشركاء والخصوم الإقليميين.

العلاقات العربية الإسرائيلية

يرى "دانيال بي شابيرو" السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية لدى إسرائيل، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية لم تحل الانقسام الحاد بين الإسرائيليين حول "نتنياهو"، لكنها قدمت فرصة لـ"نتنياهو" لتشكيل ائتلاف معقول بسبب تماسك معسكره وزيادة الانقسام بين خصومه.

لكن هذا التماسك الذي ظهر خلال الانتخابات سيواجه تحديًا عند الحكم، ما يفرض تحديات محتملة على قدرة إسرائيل على توسيع علاقاتها المتنامية مع العالم العربي.

ووقع "نتنياهو" اتفاقيات إبراهيم مع الإمارات والبحرين عندما كان رئيسا للوزراء في عام 2020، وأضاف اتفاق تطبيع مع المغرب في وقت لاحق من ذلك العام. لكنه فعل ذلك كرئيس لتحالف ضم عناصر وسطية، مثل وزير الدفاع آنذاك "بيني جانتس" ووزير الخارجية "جابي أشكنازي".

وأضاف "شابيرو" أنهم وضعوا قيودًا حاسمة على السياسات المتطرفة - مثل الضم المقترح لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية - والذي كان من الممكن أن يعيق علاقات إسرائيل مع شركائها العرب الجدد، حيث أوضحت الإمارات قبل اتفاق التطبيع أنها لن تقبل ذلك.

ولن تكون هناك مثل هذه القيود في الائتلاف المحتمل ظهوره، إلا إذا جاءت من "نتنياهو" نفسه، إذ إن أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف (مثل "بتسلئيل سموتريتش" من حزب الصهيونية الدينية و"إيتمار بن غفير" والذين ارتفعت شعبيتهما بالتوازي مع موجة الهجمات الفلسطينية) لا يعطون الأولوية لتوسيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية، وسوف يطالبون بسياسات تجعل من المستحيل الحفاظ في المستقبل على حل الدولتين مع الفلسطينيين.

وبما أن "نتنياهو" يعتمد عليهم في ائتلافه وربما يعتمد أيضًا على تشريعاتهم لإيقاف محاكمته بالفساد، فسوف سيواجه تحديًا في التعامل مع مطالبهم ومع الرسائل التي سيتلقاها من أبوظبي والمنامة والرباط وواشنطن. وإذا اعتقدت الدول العربية أن العلاقات الوثيقة مع حكومة من هذا النوع تسبب لها حرجا، فسيصعب التقدم في تعميق "اتفاقيات إبراهيم" وتوسيعها إلى دول جديدة.

الاتفاق النووي الإيراني

ترى "باربارا سلافين"، مديرة مبادرة مستقبل إيران في مركز "أتلانتك كاونسل" أن فوز "نتنياهو" هو أكثر الأخبار سوءًا بالنسبة للاتفاقية النووية الإيرانية، التي كانت على حافة الهاوية بالفعل بسبب التعنت الإيراني والاضطرابات الداخلية في إيران.

وبالنظر إلى هوسه الطويل بإيران، من المتوقع أن يزيد "نتنياهو" الضغط على إدارة "بايدن" لتكثيف العقوبات والعمل مع إسرائيل لإعداد خيارات أكثر عنفًا لتقويض برنامج إيران النووي.

كما أن "نتنياهو" سيحبط أي آمال أمريكية في سياسة إسرائيلية أكثر اعتدالا تجاه الفلسطينيين بينما سيضغط على واشنطن للمساعدة في توسيع "اتفاقيات إبراهيم".

وأضافت الباحثة أن أصعب موضوع سيواجه "نتنياهو" هو غزو روسيا لأوكرانيا، بالنظر إلى ارتباطه الطويل بالرئيس "بوتين". وستبقى العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وثيقة، ولكن من المرجح أن تكون أكثر حساسية، خاصة إذا حاول "نتنياهو" التأثير على السياسة الأمريكية لدعم الجمهوريين كما فعل في الماضي.

العلاقات بين روسيا وإسرائيل

يقول "مارك.ن. كاتز" الزميل غير المقيم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن إن "نتنياهو" لن يكون قادرًا على إقامة علاقة جيدة مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" كما فعل من قبل.

وخلال الفترة الطويلة التي قضاها كرئيس للوزراء، التقى "نتنياهو" بشكل متكرر بـ"بوتين" وتحدث معه عبر الهاتف. وكانت العلاقات الروسية الإسرائيلية جيدة بشكل عام، بالرغم من العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران.

ونتيجة لاتفاق تفادي التضارب بين القوات الروسية والإسرائيلية في سوريا، غضت موسكو الطرف عن استهداف إسرائيل لـ"حزب الله" وحتى المواقع الإيرانية هناك. لكن بينما كان على طهران في السابق أن تتحمل هذا الأمر، فإن اعتماد "بوتين" على إيران في استخدام طائرات مسيرة مسلحة في أوكرانيا قد يضع طهران في وضع يمكنها من مطالبة موسكو بأن تكون أقل تسامحًا مع مثل هذه الهجمات الإسرائيلية في سوريا.

وأضاف الباحث أن "نتنياهو" قد يتحجج أمام الجماهير الأمريكية بأنه لا يستطيع فعل الكثير لمساعدة أوكرانيا خوفًا من رد موسكو تجاه "السكان اليهود الضعفاء في روسيا". لكن في الوقت نفسه، لن يرغب "نتنياهو" في استعداء واشنطن كما فعلت السعودية والإمارات من خلال التعاون الوثيق مع موسكو.

وبعد أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى توثيق العلاقات الروسية الإيرانية، وتدهور العلاقات الروسية الأمريكية للأسوأ بكثير، قد يكون "نتنياهو" أقل قدرة على المناورة بنجاح بين واشنطن وموسكو.

العلاقات التركية الإسرائيلية

يرى "علي بكير"، الزميل غير المقيم في برامج الشرق الأوسط التابعة لـ"أتلانتك كاونسل"، إن فوز "نتنياهو" المحتمل لن يكون تطوراً جيدًا بالنسبة للعلاقات التركية الإسرائيلية. فخلال معظم فترة حكمه، تدهورت العلاقات التركية الإسرائيلية بشكل كبير.

ويعد أحد الأسباب الرئيسية هو سياسات "نتنياهو" العدوانية تجاه الفلسطينيين ومشاركته في كتلة مناهضة لتركيا في شرق البحر المتوسط ​​والشرق الأوسط، ويضاف إلى ذلك غياب التوافق بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" و"نتنياهو"، وغالبًا ما يخوض الزعيمان حروبًا كلامية، ما يزيد العلاقات بين بلديهما تعقيدًا.

ويضيف الباحث أن هزيمة "نتنياهو" في الانتخابات العامة السابقة أزالت عقبة كبيرة أمام عملية التطبيع بين أنقرة وتل أبيب وسرعت الجهود الدبلوماسية. وبالإضافة إلى ذلك، عزز التطبيع الأخير بين البلدين التعاون الأمني ​​والتنسيق حول الأمور الإقليمية الملحة، لا سيما المتعلقة بإيران.

وفي حين أنه لا يزال من المبكر الحكم على ما إذا كان "نتنياهو" سيختار اتباع نفس السياسات القديمة وبالتالي يقوض التقدم الذي تم إحرازه بالفعل في العلاقات التركية الإسرائيلية، أو ما إذا كان سيختار التكيف مع الوضع الحالي وأن يبني على التقدم الحالي، فمن المرجح أن يستمر التعاون الاقتصادي والاستخباراتي بين تركيا وإسرائيل بنفس الوتيرة.

ومع ذلك، فعندما يتعلق الأمر بالعلاقات السياسية والدبلوماسية، فإن تصرفات "نتنياهو" تجاه تركيا والفلسطينيين وبعض القضايا الإقليمية الساخنة، مثل قضية شرق البحر المتوسط​​، ستقرر الاتجاهات التي ستسير فيها العلاقات بعد صعوده إلى السلطة.

وقد يتبنى "نتنياهو" أيضًا استراتيجية "الانتظار والترقب" تجاه أنقرة حتى تتضح نتيجة الانتخابات الرئاسية في تركيا في يونيو/حزيران 2023.

المصدر | أتلانتك كاونسل - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عودة نتنياهو انتخابات إسرائيل يمين متطرف التطبيع اتفاقيات أبراهام الاتفاقية النووية حرب أوكرانيا بوتين العلاقات الإسرائيلية الأمريكية العلاقات الإسرائيلية الروسية العلاقات الإسرائيلية التركية

نتنياهو عن القائمة العربية: لا نريد الإخوان المسلمين في الحكومة الإسرائيلية

نتائج الانتخابات الإسرائيلية ترسخ صعود اليمين المتطرف

نتنياهو يبدأ مفاوضات مع حلفائه لتشكيل حكومة

لامبالاة فلسطينية أمام عودة نتانياهو إلى الحكومة الإسرائيلية

في اتصال هاتفي.. أردوغان يبحث مع نتنياهو تعزيز العلاقات

تحليل: أوكرانيا ستنهي أمال الخليج بالحصول على دعم روسيا ضد إيران

إيكونوميست: حكومة نتنياهو تواجه امتحانا صعبا في التعامل مع العرب