اعتبرت صحيفة "الجاريان" البريطانية أن الناخب الإسرائيلي -الميال بشكل متزايد للتيار اليميني- اختار حكومة تنتهج مسارا ديكتاتوريا متطرفا، ومن المرجح أن تدوس على حياة الفلسطينيين والضمانات الديمقراطية في الدولة العبرية على حد سواء.
جاء ذلك في تقرير سلطت فيه الصحيفة الضوء على نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) والتي أسفرت عن فوز اليمين بقيادة رئيس الوزراء الأسبق "بنيامين نتنياهو" على أغلبية واضحة في الكنيست (البرلمان) بـ 67 مقعدا.
وذكرت الصحيفة أن فوز اليمين المتطرف في إسرائيل، أمر مثير للقلق في حد ذاته، ولكنه قد يدمر كل الضوابط القانونية والقضائية على عمل السلطة.
ولفتت إلى أن الانتخابات جرت إلى حد ما حوّل "نتنياهو" وصلاحيته للقيادة، وخاصة أنه ملاحق قانونيا بالفساد، لكن بات من المرجح أن سيعود إلى السلطة وقد جلب معه 3 أحزاب يمينية متطرفة.
وأشارت الصحيفة إلى حصول حزب "القوة اليهودية" على المرتبة الثانية في الانتخابات، ويعد رئيسه "إيتمار بن غفير" العنصري الكاره للعرب والمحرض ضدهم، ومن أتباع جماعة كاخ (عصبة الدفاع اليهودية) الإرهابية المحظورة.
وظل "بن غفير" حتى ترشحه للكنيست عام 2019، يعلق في بيته صورة "باروخ جودلشتاين" الإرهابي الذي قتل 25 مصليا في الخليل.
وظل "بن غفير" لسنوات فوق المساءلة السياسية، والفضل يعود في ذلك لـ "نتنياهو"، وهو يهيمن الآن على ثالث قوة سياسية في إسرائيل، ومن المتوقع أن يصبح وزيرا بارزا في الحكومة المقبلة.
ورأت الصحيفة أن هذا التحالف المتطرف في الحكومة الإسرائيلية قد يكون نقطة تحول في ديمقراطية إسرائيل، خاصة القضاء.
وتشترك الصهيونية الدينية والليكود بمصلحة رئيسية، وهي كبح قوة المحكمة العليا والضمانات الديمقراطية الأخرى مثل سلطة النائب العام واستقلاله.
وخلصت الصحيفة إلى أن "نتنياهو" يريد أن تختفي مشاكله القانونية. وسيؤدي السماح للمشرعين باختيار قضاة المحكمة العليا، وتجاوز القضاء بطريقة يتم من خلالها تمرير قوانين غير دستورية تفتح المجال أمام أجندة جديدة للاستيلاء على الأراضي وتغيير قواعد الاشتباك للجنود وفتح المجال أمام انتهاكات جديدة.