كشف المحامي الحقوقي المصري "مكاريوس لحظي"، عن مغادرة الناشط البيئي الهندي الجنسية "آجيت راجاجوبال"، القاهرة، متجها إلى بلاده، وعدم حضور مؤتمر قمة المناخ، التي انطلقت فاعلياتها الأحد، في مدينة شرم الشيخ.

إلا أنه طرح في تدوينة له عبر حسابه بموقع "تويتر"، تساؤلات عدة دون إجابة، حول ما جرى له ولصديقه "آجيت" خلال الأسبوع الماضي، واحتجازهما ليوم كامل، قبل إطلاق سراحهما لاحقا.

وفي الوقت الذي عبر عن سعادته لسفر صديقه "آجيت" إلى بلاده، إلا أن "لحظي" عبر عن خوفه مما جرى وقد يجري مستقبلا.

وقال المحامي في تدوينته: "لماذا استوقف ضابط المرور أچيت راچاجوبال ناشط المناخ الهندي في كمين مروري؟، ولماذا قام بالاتصال بالمباحث والأمن الوطني؟، ولماذا حضروا؟، ولماذا لم يدعوه يرحل بعد مطالعة أوراقه؟، ولماذا استدعوني؟، ولماذا كشفوا على بطاقتي الشخصية فور حضوري؟، ولماذا وجد ضابط الأمن الوطني بجوار اسمي علامة تنبهه مني؟، ولماذا أشار لي بيده من عليائه أن أقترب منه؟".

وتابع: "لماذا طلب هاتفي؟، ولماذا فتحه؟، ولماذا تفحصه؟، ولماذا استجوبني؟، ولماذا أمر باحضار سيارة لاقتيادنا إلى حيث لا ندري؟، ولماذا سحبوا منا هواتفنا؟، ولماذا انتهروني عندما احتجيت؟، ولماذا حققوا معنا؟، ولماذا سجلوا لنا مقاطع مصورة؟، ولماذا فصلونا كلٍ في مكان؟، ولماذا رفضوا أن أتصل وأُطمئن أمي المريضة ولو لدقيقة وأفديها العذاب؟".

وزاد "لماذا لم يخبرونا بسبب احتجازنا؟، ولماذا لم يطلعونا بما سيحدث لاحقًا؟، ولماذا لم يحضروا لنا ماءً أو طعامًا طوال ٢٧ ساعة؟، ولماذا فتشوني قبل إدخالي لمرة أخيرة إلى ضابط الأمن الوطني؟، ولماذا أوقفني ضابط الأمن الوطني أمامه كأنه يملكني؟، ولماذا تجاهل وجودي؟".

وزاد المحامي الحقوقي: "لماذا طلب مني إبلاغه بكل زائر أجنبي؟، ولماذا افترض أني مخبر خسيس؟، ولماذا طلب مني أمين الشرطة كل أرقامي وعنواني وإن كنتُ مالكًا أم مستأجرًا ومدة حيازتي للمنزل قبل تسليمي هاتفي وبطاقة هويتي؟، ولماذا أطلقوا سراحنا منفصلين؟، ولماذا خانني صوتي عندما سمعت صوت أمي فور خروجي؟".

وختم "لحظي" تديونته بالقول: "لماذا أنا خائف الآن؟".

والإثنين الماضي، أفرجت قوات الأمن المصرية، عن الناشط البيئي "آجيت"، وصديقه "لحظي"، عقب يوم من إلقاء القبض عليهما.

وكان الناشط الهندي، الذي وصل إلى مصر، منذ أسبوع، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 27)، والمقرر انعقاده في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في مدينة شرم الشيخ جنوبي سيناء، قد بدأ مسيرة على الأقدام من مدينة القاهرة باتجاه مدينة السويس شرقا، لمسافة 260 كيلومتراً للتوعية بمخاطر الانبعاثات على البيئة، إلا أن كمينا أمنيا استوقفه في العاصمة القاهرة.

واستغاث الناشط الهندي، بصديقه المحامي الحقوقي، الذي توجه فورا لتقديم الدعم القانوني له، غير أن أخبارهما انقطعت وفشل حقوقيون في التواصل معهما بعد اختفائهما.

وعقب انتشار وسم "مكاريوس فين"، تبين إلقاء القبض عليه هو والناشط الهندي، قبل أن يتم الإفراج عنهما دون توضيح من السلطات عما جرى لهما.

و"آجيت راجاجوبال" ناشط بيئي هندي، وصل إلى مصر بعد رحلة مشي طويلة في عدة بلاد أفريقية للتوعية بقضايا المناخ والبيئة.

ويعد "آجيت" عضواً في حركة عالمية بعنوان "مسيرة للكوكب".

وتشن قوات الأمن المصرية، حملة اعتقالات موسعة، بدأت منذ نحو أسبوعين، تزامنًا مع انتشار دعوات لتظاهرات اتخذت من تاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل انطلاقة لها.

ورصد محامون ومنظمات حقوقية مصرية عدة، إلقاء قوات الأمن المصرية القبض على العشرات من عدة محافظات مصرية، تزامنًا مع دعوات التظاهر.