منعت السلطات المصرية، الخميس، عضو اللجنة التنفيذية للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان "جورجيو كاراتشيولو"، من دخول البلاد لحضور فعاليات على هامش قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ، قبل أن تقوم بترحيله مرة أخرى إلى فرنسا.
وقال "كاراتشيولو" الذي يشغل كذلك منصب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة DIGNITY لمناهضة التعذيب، عبر حسابه على "تويتر: "في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل (ليل الأربعاء- الخميس) أبلغه ضابط مصري بأنه غير مرحب به في البلاد، ولن يسمح له بالدخول".
(1/7) It is 2.30 am at #Cairo airport and I was just informed by an Egyptian officer that I am not welcome in the country and they will not let me in.#COP27 is taking place, the Egyptian Regime opened its doors to the world, but kept some closed.#FreeAlaa
— Giorgio Caracciolo (@GioCaracciolo) November 10, 2022
وأضاف: "في الوقت الذي تفتح فيه مصر أبوابها أمام العالم لحضور قمة المناخ، فإن بعض تلك الأبواب لا يزال مغلقا"، في إشارة إلى الملف الحقوقي "الذي يقود وحده إلى احترام حقوق الإنسان، والذي يمثل الركيزة لأية عدالة، بما في ذلك العدالة المناخية"، حسب قوله.
(2/7) The one door that is close, sealed, is the door that would lead to respect for human rights, that is the only and fundamental entry point to any type of justice - including #climatejustice.
— Giorgio Caracciolo (@GioCaracciolo) November 10, 2022
من جانبها، قالت منظمة "يورو ميد" الحقوقية، إن السلطات المصرية رحلت "كاراتشيولو"، بالرغم من حصوله على إذن حضور (Green Pass) لقمة المناخ (كوب27).
وأدانت المنظمة الإجراء، واعتبرته مثالا للقمع الذي تتعرض له المؤسسات الدولية والمحلية، لافتة إلى أن "كاراتشيولو" قاتل لسنوات ضد ممارسات مصر المنهجية للتعذيب وسوء المعالجة.
داعية الدول المشاركة في مؤتمر المناخ إلى التعبير عن استيائها العميق في رفض دخول الناشط الإيطالي، وحث السلطات المصرية على معالجة المخاوف العاجلة المتعلقة بحقوق الإنسان.
وأشارت إلى أن رفض دخوله، يؤكد المخاوف من القيود التي تواجه المجتمع المدني في مؤتمر المناخ، وعزز وجود حملة تقودها الدولة على حقوق حرية التعبير والجمعية السلمية والجمعيات، لافتا إلى أن الحكومة فرغت المجتمع المدني المستقل على الهامش وفرض عليه الصمت.
Mr Caracciolo’s denial of entry confirms earlier concerns about restrictions facing civil society at #COP27 amidst a systematic crackdown on the rights to freedom of expression, peaceful assembly & association. Read the full press release: https://t.co/bARIJpRI8j @copcivicspace
— EuroMed Rights (@EuroMedRights) November 10, 2022
وحسب "ميدل إيست آي"، كان من المقرر أن يلتقي "كاراتشيولو" نشطاء حقوق الإنسان في القمة المنعقدة بشرم الشيخ، وسافر إلى مصر حاملاً تأشيرة دخول سارية مع اعتمادٍ لحضور المؤتمر كممثلٍ عن منظمةٍ أهلية.
فيما قال "كاراتشيولو" في تصريحٍ له من مطارٍ بباريس: "حصلت على ختم الدخول في جواز سفري.. لكنهم استدعوني مرةً أخرى قبل أن أخطو خطوتين إلى داخل البلاد.. ومن الواضح أن شيئاً ما قد ظهر على شاشة الكمبيوتر".
وأردف المواطن الإيطالي أنه لم يحصل على سببٍ للرفض، كما لم يصدر عن السلطات المصرية أية تعليق حول الواقعة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توقيف "كاراتشيولو" عقب وصوله إلى مصر، حيث سبق أن تعرّض للاحتجاز التعسفي لمدة 3 ساعات داخل مطار القاهرة، مع مصادرة هاتفه وحاسوبه المحمول، وفقاً للمنظمة، لكن السلطات سمحت له بدخول البلاد لاحقاً في تلك المرة.
فيما تساءل "كاراتشيولو": "لماذا لم يتركوني كبقيَّة نشطاء حقوق الإنسان الذين سُمح لهم بدخول البلاد هذه الأيام (وهذه الأيام فقط)؟، هل السبب هو أن المنظمة التي أمثِّلها تركز على أكثر الأدوات التي يستخدمها النظام ترهيباً، وهي أداة التعذيب والعنف؟ أم هل السبب هو قولنا إن التعذيب في البلاد ليس منهجياً فقط، بل نظامي أيضاً؟ أي أن رجل الشرطة يتحمل مسؤولية التعذيب بقدر النظام القضائي، والمدعين العامين، وأعلى مستويات الأجهزة الحاكمة".
وتابع: "أم هل السبب هو كوني إيطاليّاً؟ وربما يشعرون بالقلق من أن أحاول تسليم إخطارات المحاكمة لأربعة من الضباط ذوي الرتب العالية، الذين تجري محاكمتهم في إيطاليا بتهمة قتل الباحث جوليو ريجيني".
و"ريجيني" كان طالب دكتوراه إيطاليّاً في جامعة كامبريدج، وكان يُجري بحثاً حول النقابات المستقلة بمصر، قبل أن تكتشف جثته في يناير/كانون الثاني عام 2016، بعد تركه شبه عارٍ على جانب طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي.
وظهرت على جثته آثار تعرضه للضرب، والحرق، والطعن قبل كسر عنقه نتيجة ضربه من الخلف بأداة ثقيلة وغير حادة، وسط اتهامات للشرطة المصرية باغتياله عقب الشك في كونه جاسوسا.