وصفت صحيفة "الجارديان" استمرار اعتقال الناشط السياسي المصري "علاء عبدالفتاح" بأنه "مهزلة ترمز لصورة نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي الوحشية".

وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، أن "النظام المصري وحده من يعرف عن مصير علاء عبد الفتاح، ويريد أن يظل الأمر كذلك"، مشيرة إلى أن الناشط البريطاني- المصري، المدافع عن الديمقراطية وأحد رموز ثورة عام 2011، أضرب عن شرب الماء يوم الأحد الماضي، بعد 6 أشهر من إعلانه  إضرابا عن الطعام.

وأضافت أن والدة "علاء" انتظرت عبثا أمام السجن، يوم الإثنين، في زيارتها الأسبوعية، ومع حلول مساء الثلاثاء، كانت عائلته تواصل مطالبها للحكومة لتقديم إثباتات عن وضعه، وإن كان لا يزال حيا، معربة عن خشيتها من موته قبل نهاية مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ، والذي دفع بقضيته إلى المستوى الدولي.

وأشارت الصحيفة إلى مخاوف من تعرض "علاء" للتعذيب وإجباره على تناول الطعام، منوهة إلى أن "الحكومة البريطانية منحت قضيته الاهتمام الذي تستحقه، وإن بشكل متأخر".

 ونوه التقرير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني "ريشي سوناك" كتب، في نهاية الأسبوع، لعائلة "علاء"، البالغ من العمر 40 عاما، رسالة عبر فيها عن "التزامه الكامل" بحلّ القضية التي اعتبرها أولوية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه سيؤكد وبقوة على ضرورة التوصل لحل سريع في لقائه مع الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي".

وطرح "سوناك" الموضوع مع "السيسي"، لكن الأخير لا يزال يعتقل "علاء"، ما يعني أنه "لا يتعامل مع بريطانيا بشكل جدي في القضية، أو أن سوناك تخلى عن الكثير (من تعهداته) وسريعا" بحسب التقرير.

ولفتت "الجارديان" إلى أن "علاء" قضى معظم العقد الماضي في السجن، كما سُجن لمدة 5  أعوام أخرى لأنه شارك منشورا على منصات التواصل الاجتماعي حول التعذيب، وحُرم من زيارة الطاقم القنصلي البريطاني، وهو ما حفّزه للإضراب عن الطعام، واعتبرت أن "تهمته الحقيقية هي تحوله لرمز دولي نيابة عن بقية المصريين".

وتمثل قضية "علاء" رمزا لقسوة نظام "السيسي" وظلمه، بحسب التقرير، الذي ذكر أن الرئيس المصري كان وزيرا للدفاع، ووصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 2013، وتمسك بالسلطة عبر انتخابات مزورة وتعديلات غير منصفة للدستور.

وأضاف أن "السيسي سجن آلاف الناشطين السياسيين، وجاء سجن علاء وسط موجة من الإدانات أمام محاكم خاصة في العام الماضي، إلى جانب زيادة حالات الإعدام عام 2021".

وعلقت الصحيفة بأن "النظام المصري لا يظهر احتراما حتى للسجناء المعروفين، فقد مات الرئيس السابق محمد مرسي في قاعة المحكمة أثناء محاكمته عام 2019. ولا يتوقع أيضا السجناء الأجانب أي رحمة".

وأضافت: "ما تهتم به مصر، هو الحفاظ على الوضع كما هو، ومحاولة الحصول على حس من الاحترام. ولهذا السبب، استضافت قمة المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة".

واختتمت "الجارديان" تقريرها بمناشدة الحكومة البريطانية ضرورة الوفاء بما التزمت به لعائلة "علاء عبدالفتاح"، والقيام بفرض أقصى الضغوط على النظام المصري، عبر القنوات العسكرية والاستخباراتية، والتأكيد أن عدم تسهيل وصول المسؤولين البريطانيين لـ "علاء" سيكلف القاهرة الكثير في العلاقات الهامة.