الإمارات تخصص 10 ملايين دولار لغسل سمعتها قبل كوب28

الخميس 17 نوفمبر 2022 06:13 ص

خصصت الإمارات نحو 10 ملايين دولار، لعقود منظمات الضغط، والعلاقات العامة، والشركات في الولايات المتحدة، بهدف تحسين التصورات عن أبوظبي في العلاقات السياسية والاقتصادية، قبيل انطلاق قمة المناخ "كوب28" المقررة العام المقبل.

وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن الإمارات تستخدم دورها كمضيف لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، العام المقبل، من أجل غسل سمعتها الدولية، حتى قبل وقت طويل من بدء المؤتمر.

وكشفت الصحيفة، أن الإمارات مستضيفة نسخة "كوب28" في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعاقدت مع وكالات للعلاقات العامة والضغط، من أجل الترويج لدورها كمضيف مستقبلي قبل بدء مؤتمر هذا العام الذي عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية.

ولفتت إلى أن ما قامت به الإمارات خطوة غير عادية، تجاوزت جهود الترويج للدول المستضيفة حاليا مصر، وتشير إلى زيادة في الدور الإماراتي بمؤتمر هذا العام.

وأشارت إلى أن إحدى شراكات العلاقات العامة الأمريكية، وتدعى "فليشمان هيلارد"، قامت بصياغة سلسلة رسائل لاقتراح حضور الوزراء الإماراتيين المؤتمرات والفعاليات في يوليو/تموز الماضي، وكان معظمها يحتوي على عبارة "الإمارات تستضيف كوب28، العام المقبل وستشارك في كوب27 بشرم الشيخ".

وقالت إن شركة أخرى تدعى "أكين جمب ستروس هوور آند فيلد"، اتصلت بالسياسيين الجمهوريين والديمقراطيين الأمريكيين، الذين كانوا إما يدفعون من أجل السياسات البيئية، أو لصالح الوقود الأحفوري، ونبهتهم إلى أن الإمارات ستستضيف "كوب28".

وأشارت الصحيفة إلى أن حرص الإمارات على المشاركة في قمة شرم الشيخ، واستضافة "كوب28"، قبل بدء أي من المؤتمرين، يتحدث عن تأثيرها السياسي على مصر، ورغبتها في تصوير نفسها، كشريك عالمي رائد في قضايا البيئة، رغم كونها دولة بترولية.

وقالت إن الإمارات أرسلت ألف مندوب عنها إلى "كوب27"، وطاقمها يبلغ ضعف ثاني أكبر وفد مشارك وهو البرازيل، ومن بين المبعوثين ممثلون عن العلاقات العامة، والذكاء الاصطناعي وشركات العقارات.

وتطرقت الصحيفة إلى كلمة رئيس الإمارات الشيخ "محمد بن زايد"، في مؤتمر شرم الشيخ، والذي تحدث عن أن "النفط والغاز الذي لدينا في الإمارات، هو من بين الأقل كثافة في الكربون في العالم.. ومع ذلك، فسنواصل العمل من أجل الحد من انبعاثات الكربون في هذا القطاع".

ويرى المراقبون للسياسات الإماراتية، أن تحولا سلسا من النفط والغاز إلى الطاقة النظيفة والمستدامة، لن يحدث في ظل الوضع الحالي.

وقال "ماثيو هيجز"، المحلل في الشؤون الإماراتية، ومؤلف كتاب حول نظام الحكم في الإمارات، وسُجن 6 أشهر في الدولة الخليجية أثناء إعداده رسالة الدكتوراه، إن عمليات الضغط  الإماراتية في "كوب27" وللمؤتمر المقبل "كوب28" هي محاولة "لحرف النقاش عن النتائج العملية إلى مجرد التواصل".

وكرئيس لشركة "أدنوك" ومبعوث للمناخ، قال "سلطان الجابر": "لسياسات الهادفة للتحول السريع من الهيدروكربون بدون خيارات قابلة للحياة، هي هزيمة للذات".

وعادة ما أطلق "الجابر" تصريحات حول التغيرات المناخية من أجل تقديم رؤية إيجابية، مثل: "نحن بحاجة إلى واقعية بشأن التحدي ومزيد من التفاؤل حول قدرتنا على حله"، حيث تحدث في مؤتمر قبل فترة، معلقا بأن الإمارات ترى نفسها أنها "صانعة للإجماع".

وأعلنت الإمارات عن عزمها على تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، على الرغم من أن الدولة الخليجية الصغيرة تواصل سحب ما لا يقل عن 30% من ناتجها المحلي الإجمالي مباشرةً من النفط والغاز.

بينما تأتي معظم الكمية المتبقية من الصناعات المرتبطة بشدة باستهلاك الوقود الأحفوري، مثل شركات الطيران أو السياحة أو البناء.

ويقول مراقبو السياسات الإماراتية منذ فترة طويلة إن احتمال الانتقال السلس بعيدًا عن الوقود الأحفوري "يبدو غير مرجح" في ظل الظروف الحالية.

واعتبرت الصحيفة أن التصريحات العامة المختلطة من الإمارات حول أفضل الطرق للتحول إلى الطاقة النظيفة، تعكس دور جماعات اللوبي وجهودها لاستهداف السياسيين قبل أيام من إعلان عقد مؤتمر "كوب28" في الإمارات.

وتظهر الملفات المقدمة لوزارة العدل الأمريكية، أن الإمارات اتصلت مع مؤسسات الإعلام لكي تعزز من مفهومها وتحركاتها بشأن التغيرات المناخية، لكنها اتصلت بأعضاء الكونجرس الذين صوتوا بطرق مختلفة حول قضايا البيئة والوقود الأحفوري.

وتكشف التسجيلات لدى وزارة العدل الأمريكية، أن الإمارات تواصلت مع المنظمات الإعلامية، من أجل تعزيز تصور عملها بشأن قضايا المناخ، مع التركيز أيضا على أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونجرس، الذين لديهم سجلات تصويت مختلفة إلى حد كبير بشأن التشريعات المتعلقة بأزمة المناخ والوقود الأحفوري.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات غسل سمعة المناخ قمة المناخ كوب 28 مصر

الإمارات تتقدم بطلب لاستضافة مؤتمر كوب 28 للمناخ عام 2023

ميدل إيست آي: هل يتحول مؤتمر المناخ بدبي إلى أداة للتغطية على القمع كما حدث بمصر؟

المبعوث الأمريكي للمناخ يشيد بعقد مؤتمر كوب28 في الإمارات

في كوب28.. الإمارات تدعو لمناقشة تحول عادل ومنصف للطاقة

الإمارات تعين رئيس "أدنوك" سلطان الجابر رئيسا لمؤتمر كوب 28