باحث أكاديمي: السعودية تنزع للقيادة الإقليمية في عهد الملك «سلمان»

الاثنين 11 يناير 2016 02:01 ص

رأى باحث أكاديمي أردني أن النزوع نحو القيادة الإقليمية وتزايد طموحات ولي ولي العهد السعودي، «الأمير محمد بن سلمان»، يمثلان أبرز ملامح السياسة السعودية في عهد الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، الذي تولى الحكم في يناير/كانون الثاني من العام الماضي خلفا لشقيقه الملك «عبدالله» الذي وافته المنية.

وقال «وليد عبد الحي»، الباحث الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة اليرموك الأردنية، إن «السياسة السعودية أخذت منحى جديدا منذ غياب الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، تدور حول نقطتين مركزيتين، بالنزوع نحو القيادة الإقليمية من ناحية، وطموحات ولي ولي العهد محمد بن سلمان من ناحية ثانية مع الربط بين المسألتين».

وأضاف في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «السعي (السعودي) نحو القيادة الإقليمية يظهر في عدد وافر من المقالات من بينها مقال مارك لينش، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة واشنطن، في صحيفة واشنطن بوست، ومقال كريغ جونز، أستاذ التاريخ في جامعة روتجرز، في صحيفة نيويورك تايمز، ومقال برنهارد زاند، من (صحيفة) دير شبيغل الألمانية، حول قيام السعودية ببناء التحالفات لتثبيت المركز القيادي للسعودية في المنطقة».

وأشار إلى أن «الكتاب الغربيين يرون أن السعودية تسعى لتوظيف ثلاث سياسات لتضمن لنفسها مركز الدولة القائد للإقليم»، أولها  «إضعاف إيران من خلال: التحريض الطائفي عليها، والضغط الاقتصادي عبر أسعار النفط (وهذه نقطة خلافية بين بعض الكتاب)، والأمل بعرقلة تطور تنفيذ الاتفاق الإيراني الغربي الخاص بالبرنامج النووي، ومحاولة محاصرة قواعد الارتكاز الإيرانية في سوريا واليمن والعراق ولبنان».

أما ثاني سياسات السعودية، حسب «عبد الحي»، فتتمثل في «بناء تحالفات سنية تعزز فرص قيادتها للمنطقة، وذلك من خلال الجذب لمصر، وتخفيف التوتر (المصري) مع تركيا خاصة حول موضوع الإخوان المسلمين».

وتابع الباحث الأكاديمي الأردني موضحا أن السياسة السعودية الثالثة في عهد الملك «سلمان» تتمثل في «التغطية على التعثر في مشاريعها في سوريا واليمن والعراق».

أما النقطة الثانية التي تركز عليها وسائل الإعلام الغربية بخصوص سياسات المملكة خلال الفترة الراهنة، حسب «عبد الحي»، «فتتمثل في طموحات ولي ولي العهد محمد بن سلمان، وهو ما أشارت له (صحيفة) الإكونوميست حيث أشارت إلى أنه (تقصد بن سلمان) يقامر بالتدخل الخارجي والتغييرات الاقتصادية العميقة في الداخل ولا يولي أهمية للديمقراطية».

وتابع: «ترى الإكونوميست أن انخفاض أسعار النفط والنزوع الأمريكي لتخفيف انغماسها في الشرق الأوسط يثير قلق الأمير بن سلمان الذي ترسم له بعض الصحف الغربية صورة يغلب عليها بعض الصفات مثل الرعونة (صحيفة الإندبندنت البريطانية)، أو كما وصفه بيل لو  أو روبرت فيسك في الإندبندنت ذاتها بأنه متعجل ليكون رجل الشرق الأوسط الأقوى؛ بينما يصفه بيرنهارد زاند في (مجلة) ديرشبيغل (الألمانية) بأنه (مزاجي ومندفع)».

وأشار إلى أن «الصحف الغربية لا تخفي أن وراء هذه السياسات صراع داخلي تحديدا بين (ولي العهد الأمير) محمد بن نايف -56  سنة - وولي ولي العهد محمد بن سلمان»، موضحا أن «فريدرك ويهري من مركز كارنيجي (واشنطن) يرى أن التنافس بين (وزارة) الداخلية - التي بيد بن نايف - و(وزارة) الدفاع - بيد بن سلمان - يمكن استشعاره بوضوح في سلوكيات كل منهما».

وقال «عبدالحي»: «يرى الأستاذ ستيفان لاكروكس من معهد الدراسات السياسية في باريس، وهو المتخصص في شؤون السعودية، أن إبعاد الأمير مقرن (من ولاية العهد) بعد وفاة الملك عبدالله كان بمثابة الانقلاب لصالح جناح من العائلة، ويدعم ذلك وجود عدد من مساعدي بن سلمان لهم نفوذ يعرفه المتخصصون في الشأن السعودي».

وتابع: «أبرز هذه القوى المساندة (لـ بن سلمان) تتضح في أدوار بعض المساعدين له مثل محمد كيالي و فهد بن محمد العيسى، إلى جانب مسانده عائلة الزامل، ومؤسسة المباني التي يديرها لبنانيون، وأخوته فيصل وتركي...إلى آخره».

واختتم: «هذه الصورة الغربية تحتاج لتأمل وتدقيق لمعرفة مدى صحتها....فهل هي صحيحة؟ وهل تخفي الصورة تهيئة لسلوك غربي لاحق؟ وهل توحي بشيء ما؟ أسئلة تحتاج للتأمل».

  كلمات مفتاحية

السعودية محمد بن سلمان محمد بن نايف بناء التحالفات الإعلام الغربي الإندبندنت مجلة دير شبيغل الإكونوميست

رويترز: ولي ولي العهد السعودي يضع إصلاحات اقتصادية جديدة لـ«التحول الوطني»

شركة استشارية عالمية تنصح السعودية بالإسراع في إجراء إصلاحات اقتصادية

السعودية ونداء اليقظة .. هل يمكن أن تنجح خطط التغيير في المملكة؟

«الجارديان»: وثائق مسربة تظهر توجه الحكومة السعودية نحو تطبيق خطة تقشفية

«بروكينجز»: زيارة «محمد بن سلمان» لروسيا تعكس نفوذه المتزايد

«النعيمي»: السعودية تتمتع بدور اقتصادي وسياسي وعسكري مهم

عام على البيعة.. «بن سلمان» يصفه بعام الحزم و«بن نايف» يشيد بحكمة الملك

الملك «سلمان» يفتتح مركز الملك «عبد الله» للدراسات والبحوث البترولية

نشطاء «تويتر» يحتفون بمتابعة 5 ملايين لحساب الملك «سلمان»