خرج آلاف التونسيين الخميس إلى شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة لإحياء الذكرة الخامسة للثورة التي أطاحب بنظام الرئيس «زين العابدين بن علي»، والذي حكم البلاد مدة 23 عاما في الـ14 من يناير/كانون ثاني 2011.

وردد المتظاهرون شعارات «شغل، حرية، كرامة وطنية»، وهي نفس الشعارات التي رددوها خلال الثورة على «بن علي»، وهم اليوم يستحضرونها مشددين على أهمية ما تحقق من مكاسب سياسية.

وجرت الاحتفالات وسط إجراءات وتعزيزات أمنية مشددة، حيث انتشرت الوحدات الأمنية في كل الجهات والطرق المؤديّة إلى شارع بورقيبة.

وشملت هذه الاحتفالات تظاهرات ثقافية ومسيرات حزبية ممجدة للثورة، شدد خلالها البعض على «الوحدة الوطنية لأجل الانتصار على الإرهاب».

وموازاة مع الاحتفالات الشعبية، نظمت السلطات تظاهرات رسمية في قصر قرطاج قاطعتها معظم الأحزاب السياسية.

وبالقرب من تمثال العلاّمة ابن خلدون، بالشارع، اجتمع الآلاف من أنصار حركة «النهضة» الإسلامية، يرددون شعارات تنادي بالوحدة الوطنية والتوافق.

وقال القيادي بالنهضة، «حسين الجزيري»، لوكالة «الأناضول»: «نشهد اليوم احتفالات غير عادية احتفاء بالثورة ..هناك ثقة لدى التونسيين بمسار ثورتهم وطريقها نحو الديمقراطية».

الرئيس التونسي «الباجي قائد السبسي» قال خلال كلمة ألقاها على هامش الاحتفال بذكرى عيد الثورة والشباب في قصر قرطاج: «وتشير دراسات محلية أخرى إلى أن التونسيين متفائلون بنسبة 73.9 بالمئة، وهم يرون بأن الوضع في تحسن وأن أهم مكسب تحقق بعد الثورة هو الحرية».

صفعة قادت ثورة

ورسمت الصفعة التي وجهتها الشرطية التونسية «فادية حمدي» للشاب «محمد البوعزيزي»، من مدينة سيدي بوزيد، مصير أكثر من حاكم عربي.

وأضرم «البوعزيزي»، (26 عاما)، النار في نفسه احتجاجا، قبل أن يتوفى في المستشفى متأثرا بحروقه البالغة يوم الرابع من يناير/ كانون الثاني 2011، فيما برأت المحكمة الشرطية من تهمة الاعتداء.

وأطلقت وفاة «البوعزيزي» احتجاجات شعبية عارمة في تونس، توّجت بفرار الرئيس «زين العابدين بن علي»، على متن مروحية إلى السعودية، تاركا كرسي الرئاسة.