ربيع عربي سينمائي.. الهند تدعم السعودية مركزا إقليميا لصناعة الأفلام

الأحد 18 ديسمبر 2022 09:16 ص

سلطت مجلة "ذا ويك" الأمريكية الضوء على ما اعتبرتها "ثورة" بالسعودية تدعمها الهند، لتكون المملكة مركزا لصناعة أفلام السينما بالمنطقة، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" يراهن على هذا المشروع بقوة.

وذكرت المجلة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن وزير الثقافة السعودي، الأمير "بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان"، طار إلى مومباي للانضمام إلى بوليوود، إذ يريد السعوديون من الممثلين الهنود أن يكونوا "فرسان ربيع عربي سينمائي" تقوده المملكة.

والتقى الوزير السعودي بنجوم بوليوود "شاروخان"و "أكشاي كومار" و"سيف علي خان"، كما التقى المخرجين "كبير خان" و"راجو هيراني" و"أشوتوش جواريكار".

وقال الوزير السعودي خلال اللقاء، إن صناعة السينما الهندية واحدة من أكبر الصناعات وأكثرها شهرة في العالم، مؤكدا أن "السعودية تهدف إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للأفلام بمساهمة متوقعة تبلغ 6.9 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2030".

وأضاف: "هناك فرص عديدة لصناعة السينما في كلا البلدين. هناك الكثير من المجالات لكلا البلدين للتعاون وإنشاء محتوى مناسب ليس فقط لجمهور البلدين، ولكن أيضًا للجمهور العالمي ".

وأشار التقرير إلى أن السعودية تخطط لتصبح أكبر مركز للسينما في المنطقة، حيث رفعت الحظر عن الأفلام منذ عام 2018، وتحركت بوتيرة سريعة في إطار رؤية ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان" المعروفة باسم "السعودية 2030".

وتتضمن الرؤية تغييرًا كاملاً لصورة المملكة كواحدة من أكثر دول العالم محافظة، وكان السماح للمرأة بقيادة السيارة خطوة بداية فيها، مثلت قفزة عملاقة للبلد.

وفي عام 2021، افتتحت المملكة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وهو أول مهرجان حكومي رسمي من نوعه، ومن المتوقع أن تضم 2600 دار للعرض السينمائي بحلول عام 2030.

أثبت مهرجان البحر الأحمر حضوره في روزنامة فعاليات السينما، وشهد عرض أول فيلم هندي العام الماضي.

ومع حقيقة أن 70% من السعوديين دون سن الثلاثين ولديهم أموالا يمكن إنفاقها بمجال الترفيه، يأمل "بن سلمان" في توجيه القلق المحتمل من مطالب هذ الفئة العمرية إلى نشاط الترفيه، خاصة السينما، حسبما يرى "هارش بانت"، من مؤسسة أوبزرفر للأبحاث.

لكن "بن سلمان" يستهدف ما هو أكثر من مجرد فتح دور لعرض السينما، ويأمل في جعل المملكة مركزًا عالميًا لإنتاج الأفلام، إذ تريد الرياض استثمار 64 مليار دولار بمجال الترفيه. ويشير تقرير صادر عن PriceWaterhouseCooper إلى أن عائدات هكذا نشاط قد تصل إلى 950 مليون دولار بحلول عام 2030.

وتعد الهند الداعم الرئيس للمخطط السعودي، فهي ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، كما أن السعودية تقدم خصما بنسبة 40% للأفلام التي يتم تصويرها جزئيًا أو كليًا في المملكة، بينما تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة 30% والأردن بين 10 و 15%.

ووفق هكذا منافسة، تبدو السعودية رابحة في جذب صناعة أفلام بوليوود إليها، خاصة بعد تصوير أفلام شهيرة بالمملكة، مثل فيلم "قندهار" المثير، من بطولة "جيرارد بتلر"، الذي تم تصويره في محافظة العلا.

وفي السياق، أعلن "براديب دويفيدي"، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إيروس ميديا وورلد بي إل سي" الهندية عن شراكة مع مجموعة "أرابيا بيكتشرز"، باعتبار أن "السينما الهندية هي جسر بين الهند والعالم"، حسبما صرح سفير الهند السابق بالمملكة "أوصاف سعيد".

وكان لـ "سعيد" دور أساسي في تنظيم مهرجان الفيلم الهندي الأول في السعودية عام 2005، وظل شاهدا على التحول الاجتماعي الحادث في المملكة، وهو ما علق عليه بقوله: "لقد تغيرت الأمور كثيرا".

مهرجان 2005 تم تنظيمه بطلب من نادي Counsul Generals Club الآسيوي، وكان فكرة راديكالية وقتها، وجاءت تعليمات تنفيذه واضحة، وعلى رأسها أن لا تتم دعوة أي سعودي لحضوره.

لكن وزير الثقافة السعودي آنذاك افتتح المهرجان، في إشارة إلى النفوذ الذي تمتلكه المملكة والدول الآسيوية وإمكانية التغيير، ومنذ هذا التاريخ والعجلة تسير إلى الأمام فيما يخص صناعة السينما في السعودية.

المصدر | ذا ويك - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الهند بوليوود السينما محمد بن سلمان

من مهرجان كان.. مشاهد لتنامي القوة الناعمة السينمائية في السعودية