الفول والفلافل والكشري.. الأزمة الاقتصادية تحرم المصريين من وجباتهم الشعبية

الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 07:20 م

سلّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على تعمق الأزمة الاقتصادية في مصر، مشيرة إلى أنه حتى الوجبات الشعبية رخيصة الثمن؛ مثل الفول والفلافل والكشري، أصبح من الصعب على المصريين العاديين شراؤها.

وذكرت الصحيفة أن مصر تواجه في الوقت الحالي أسوأ معدلات التضخم. فيما وزادت أسعار المشروبات والطعام بمعدل 30.9% منذ العام الماضي.

وفي بداية العام الحالي، كان معدل سعر صرف الجنيه هو 15.6 للدولار، ولكنه زاد اليوم وأصبح 24.7 للدولار. وبالسوق السوداء يمكن صرف الدولار الواحد بـ33 جنيها مصريا. فيما قللت المصارف من سحب الدولار للحفاظ على العملة الصعبة في البلد.

بغضون ذلك، تخلى المصريون عن المُتع، مثل تناول الطعام في الخارج، وتم تأجيل حفلات الزفاف، على أمل أن تنخفض الأسعار.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن الوجبات الشعبية كالكشري والفول والفلافل أصبحت تكلفتها عالية سواء على الزبائن أو أصحاب المحالات؛ بسبب ارتفاع مكونات إعدادها.

وفي هذا الصدد، قال صاحب "مطعم أبو طارق"؛ وهو واحد من أشهر مطاعم الكشري (تتكون من المكرونة والأرز والعدس والبصل المقلي والطماطم)، إن إعداد تلك الوجبة بات يؤثر على جيبه وجيب المشترين الذين يعتمدون على الطبق البديل عن الوجبات الأخرى.

ولتجنب زيادة سعر وجباته، قرر مطعم "أبو طارق" جعل الحصص أصغر، وحتى مع هذا الحل، فقد تراجع عدد زبائنه.  

وأدت الحرب الروسية إلي سلسلة من التداعيات غير المتوقعة في المنطقة، كانت مصر المتأثر الأكبر منها

وفي غضون أسابيع من الغزو، سحب المستثمرون الأجانب أموالهم من مصر، بشكل زاد من اضطراب الاقتصاد.

وتستورد مصر القمح أكثر من أي بلد آخر، ومعظمه من أوكرانيا وروسيا، وزادت أسعاره مع زيت الطبخ، في وقت تراجعت أعداد السياح نظرا لاعتماد السياحة المصرية الطويل على القادمين من البلدين المتصارعين.

وقال الاقتصادي المصري "وائل جمال"، إن تحميل الحرب في أوكرانيا المسؤولية بالكاد صحيح، مشيرا إلى أن سنوات من المشاريع الضخمة والاقتراض على قاعدة واسعة، عرّضت مصر للمخاطر، حيث دعمها وتحمس لها الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، الجنرال السابق الذي قاد انقلابا عام 2013، وجعل تطوير البنى التحتية شعارا لرئاسته.

وفي ديسمبر/كانون الأول، وبعد أشهر من المفاوضات، أعلنت مصر تلقيها 3 مليارات دولار كقرض من صندوق النقد الدولي، بما فيها 347 مليون دولار ستوزع حالا.

وهذه هي المرة الرابعة التي تلجأ فيها مصر إلى الصندوق خلال الأعوام الستة الماضية. وعلق "جمال" بالقول إن مشاكل مصر الاقتصادية "تصبح أعمق كلما لجأت إلى صندوق النقد الدولي للاقتراض من جديد لتغطية القروض القديمة بجديدة".

وفي حي "العجوزة"، وقف "مدحت محمد" (47 عاما) خلف سدة مطعم على الطريق الذي يبيع فيه ساندويشات الطعمية والفول، وقال إن الحرب في أوكرانيا كانت سببا في ارتفاع سعر الطحين والزيت.

وبالعام الماضي، كان سعر ساندويش الطعمية 3.50 جنيه، أما اليوم فقد أصبح 4.50 جنيه.

واليوم يشتري الزبائن الفلافل بالحبة، ويتناولونه مع الخبز المدعم بدلا من شراء ساندويشات.

وحتى مع زيادة أسعار الساندويشات، إلا أن مدير المحل "سيد الأمير"، يقول إنهم لا يحققون الربح.

وقال إن أصحاب المحلات الأخرى أغلقوها، لكنه سيعمل المستحيل لتجنب هذا الخيار، فالعمال عنده من أصحاب العائلات ولديهم أطفال، ومعظمهم يعملون في أكثر من مكان، في التوصيلات وفي مطاعم أخرى.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر كشري فول وفلافل أزمة اقتصادية

مصر صدرت 8 ملايين طن من الغاز الطبيعي في 2022

فايننشال تايمز: أزمة العملات الأجنبية تضرب الاقتصاد المصري

أزمة معيشية متفاقمة.. مصر تبدأ العام ببيئة اقتصادية تنذر بتوتر اجتماعي