الخليج وإسرائيل في 2022.. الإمارات والبحرين تعززان التطبيع

الجمعة 30 ديسمبر 2022 09:57 ص

عام جديد يمر على توقيع الإمارات والبحرين في واشنطن اتفاقا لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، رعاه وحضره الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" في سبتمبر/ أيلول 2020.

وتعتبر الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع الدولة العبرية، وتلتها البحرين، ثم السودان وأخيرا المغرب، بعد اعتراف الأردن (1994) ومصر (1979) بإسرائيل.

وندد الفلسطينيون بالاتفاقات الأخيرة بين دول عربية وإسرائيل ووصفوها بأنها "طعنة في الظهر" وخرجت عن الإجماع العربي الذي جعل حل القضية الفلسطينية شرطا للسلام بين إسرائيل والدول العربية.

ورغم ذلك، تصاعد التقارب بين إسرائيل من ناحية والدولتين الخليجيتين من ناحية أخرى، على عدة أصعدة، ليكلل عام 2022 تعزيز التقارب إلى مستوى غير مسبوق.

الإمارات

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي اتخذ خلال العام مستويات عدة سياسية واقتصادية وتجارية واستخباراتية وأخيرا فنية.

ولعل أحد الدلائل على عمق العلاقات بين البلدين، هو قيام رئيس إسرائيل "إسحاق هرتسوج" بزيارة الإمارات، 3 مرات خلال العام الجاري، بدأها في نهاية يناير/كانون الثاني.

أما ثاني هذه الزيارات، فكانت في مايو/أيار، لتقديم العزاء بوفاة الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ "خليفة بن زايد".

وفي ديسمبر/كانون الأول، زار الرئيس الإسرائيلي الإمارات للمرة الثالثة خلال العام، وشارك في النسخة الأولى من حوار أبوظبي للفضاء، قبل أن يلتقي الرئيس الإماراتي "محمد بن زايد"، ويبحثا العلاقات الثنائية.

كما التقى رئيسا الإمارات وإسرائيل، للمرة الرابعة خلال العام في نوفمبر/تشرين الثاني، على هامش مشاركتهما في قمة المناخ "كوب 27" التي عقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية.

وخلال قمة النقب بإسرائيل، في مارس/آذار، بحثا وزيرا خارجية البلدين العلاقات الثنائية.

وفي مايو/أيار، أقامت السفارة الإسرائيلية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، احتفالا هو الأول من نوعه عربيا، بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والسبعين لقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحروب التي خاضها ضد دول عربية.

جاء ذلك، بعدما شاركت الإمارات للمرة الأولى، في عرض طيران احتفالي أقامته إسرائيل في مايو/أيار، بمناسبة ما يعرف بـ"عيد استقلال" دولة الاحتلال، وهو ما يوافق فلسطينيا وعربيا "يوم النكبة".

وفي يونيو/حزيران، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها "نفتالي بينيت"، زيارة خاطفة إلى أبوظبي لم يعلن عنها مسبقا، وعقد لقاء منفردا مع الرئيس الإماراتي "محمد بن زايد"، بحث معه سلسلة من القضايا الاقتصادية والإقليمية.

وكان "بينت" و"بن زايد" التقيا في مصر، خلال مارس/آذار الماضي، حيث جمعهما الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

وفي سبتمبر/أيلول، أجرى وزير الخارجية الإماراتي "عبدالله بن زايد" زيارة رسمية ثانية إلى دولة الاحتلال، جاءت بمناسبة مرور عامين على اتفاق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب؛ حيث أجرى مباحثات مع عدد كبير من المسؤولين هناك.

كما تسعى الإمارات، وفق مصادر موقع "إنتليجنس أونلانين" الفرنسي، خلال مباحثات مع إسرائيل للحصول على مساعدة في تطوير قطاعي الدفاع والإنترنت بالدولة الخليجية.

وكشف الموقع الفرنسي أيضا عن تعاون إسرائيلي إماراتي في مجال الاستخبارات مفتوحة المصدر "OSINT"، قائلا إن شركة إسرائيلية أخذت على عاتقها دور تطوير قدرات الإمارات في هذا المجال.

التعاون الأمني، تطور إلى خارج الحدود، حيث شكل البلدان وفق مصادر استخباراتية، خلية أمنية مشتركة لبناء "هيكل أمني" ينصب عمله بشكل رئيس على مضيق باب المندب.

وعلى الصعيد العسكري، نشرت الإمارات منظومة "باراك" الإسرائيلية المضادة للطائرات المسيرة والصواريخ على أراضيها، بعد أن حصلت عليها في أبريل/نيسان.

كما وافقت إسرائيل على بيع منظومة متطورة لاعتراض الطائرات المسيرة تنتجها مجموعة "رافائيل" المتطورة للدفاع الجوي إلى الإمارات.

قبل أن تعلن شركة الدفاعات الإلكترونية الإسرائيلية "إلبيت سيستمز" أنها ستزود سلاح الجوي الإماراتي بأنظمة دفاعية متطورة؛ لحماية طائراتها من الهجمات الصاروخية، وذلك في صفقة بقيمة 53 مليون دولار، سيتم تنفيذها على مدى 5 سنوات.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، بدأت شركة إسرائيلية متخصصة في جمع المعلومات الجوية وتحليلها، باستخدام الطائرات بدون طيار، في بناء بنية تحتية لمجموعة من الطائرات بدون طيار في المناطق الحضرية لهيئة حكومية في الإمارات، في صفقة تبلغ قيمتها مليوني دولار.

أما العلاقات التجارية بين البلدين، فيواصل "طحنون بن زايد آل نهيان"، شقيق الرئيس الإماراتي ومستشاره للأمن القومي، احتكارها.

ولعل أبرز تطور في هذه العلاقات، هو إعلان التصديق على اتفاقية شراكة اقتصادية بين البلدين، من شأنها أن تخفض أو تلغي الرسوم الجمركية على 96% من البضائع المتداولة بين الدولتين، فيما عرف باسم "اتفاقية التجارة الحرة".

وتتوقع الإمارات أن تصل الاتفاقية على الأرجح إلى هدفها المتمثل في توليد 10 مليارات دولار سنويًا في النشاط الاقتصادي الثنائي بحلول عام 2026، أي قبل عامين من التوقعات السابقة للوزارة.

وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلن الصندوق السيادي "ADQ"، الذي يرأسه "طحنون"، عن رغبته في الاستحواذ على حصة تتراوح بين 25 و30% في شركة "فينكس هولدينجز" المالية الإسرائيلية العملاقة، التي تدير أصولًا يبلغ مجموعها 100 مليار دولار، من شركتي الأسهم الخاصة الأمريكيتين، "سنتربريدج بارتنرز" و"جالاتين بوينت كابيتال".

كما تقدمت شركة "أبوظبي القابضة" للسيطرة على "هابينكس"، أكبر شركة تأمين إسرائيلية، ما يمهد الطريق لمزيد من الصفقات.

في وقت ازدهرت صادرات الألماس من إسرائيل إلى الإمارات، حتى بلغت 14% من إجمالي صادرات دولة الاحتلال في شهر واحد، هو نوفمبر/تشرين الثاني.

وعلى الرغم من ذلك، ووصول حجم التجارة بين البلدين إلى 1.4 مليار دولار خلال النصف الأول من العام، وهو ما يزيد على قيمة التبادل خلال العام الماضي، فإن هناك خيبة أمل إسرائيلية من هذا الرقم، وتتطلع للمزيد.

وتقول تقارير عبرية إن الأرقام جيدة، ولكنها لا تلبي طموحات تل أبيب. كما تشكو إسرائيل قلة عدد السياح الإماراتيين الذين يزورونها، مقارنة بسياح إسرائيل إلى أبوظبي ودبي.

ورغم ذلك، فإن التطبيع على الجانب الفني تواصل كذلك، حيث نظمت الأوركسترا الإسرائيلية، حفلة موسيقية، في فندق قصر الإمارات الراقي، بالعاصمة أبوظبي، وذلك بمبادرة من عقيلة الرئيس الإسرائيلي.

وكانت هذه أول زيارة تجريها الأوركسترا، في بلد عربي منذ عقود، حيث عُقد آخر عرض موسيقي للأوركسترا الإسرائيلية في بلد عربي، في القاهرة قبل 85 عاما.

كما يجري العمل المشترك بين إسرائيل والإمارات، على إقامة مهرجان ضخم للموسيقى في صحراء أبوظبي يستضيف حوالي 40 ألف شاب من الدول الموقعة على الاتفاقيات الإبراهيمية، إضافة إلى مصر والأردن.

في غضون ذلك، أدرجت الإمارات "الهولوكوست" كليا ضمن مناهجها التعليمية، في خطوة تهدف إلى "التصدي لانتشار ثقافة إنكار المذبحة النازية لليهود" إبان الحرب العالمية الثانية، حسبما ذكرت تقارير إعلامية عبرية.

البحرين

لم يختلف الأمر كثيرا في البحرين، التي سار فيها قطار التطبيع بشكل متسارع، بدأ بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي حينها "بيني جانتس"، في فبراير/شباط، ليوقع مع المنامة اتفاقية دفاعية، قبل أن يعلن عن تعيين ضابط بحري للتمركز في الدولة الخليجية.

كما شهدت المنامة حينها أيضاً، أول تمرين عسكري بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة 60 دولة ومنظمة مشتركة من بينها إسرائيل، إلى جانب عدد من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها.

وفي الـ14 من الشهر نفسه، زار المنامة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "نفتالي بينيت"، وعقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين البحرينيين، من بينهم ملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة"، في أول زيارة رسمية لرئيس حكومة إسرائيلي للدولة الخليجية.

وفي مارس/آذار زار رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي "ديفيد برنيع"، المنامة ضمن إطار "التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين".

وحينها قال وكيل وزارة الخارجية البحرينية الشيخ "عبدالله بن أحمد آل خليفة"، خلال مؤتمر ميونخ للأمن إن "هناك تعاوناً استخباراتياً بين إسرائيل والبحرين، الموساد موجود في البحرين، وإذا كان هذا التعاون الأمني يوفر مزيداً من الأمن والاستقرار، فيجب أن يحدث".

وخلال قمة النقب بإسرائيل، في مارس/آذار، بحث وزيرا خارجية البلدين العلاقات الثنائية، قبل أن يشهدا اتفاقا إطاريا يخص "استراتيجية مشتركة للسلام الدافئ بين البلدين".

ولعل واقعة إقالة الشيخة "مي بنت محمد آل خليفة"، من منصبها كرئيسة لهيئة البحرين للثقافة والآثار (وزيرة الثقافة) في يوليو/تموز، بعد حادثة فسّرت، من قبل الملك، على أنها تجنب لمصافحة سفير إسرائيل "إيتان نائيه"، خلال عزاء والد السفير الأمريكي في المنامة، خير دليل على عمق التطبيع بين البلدين، حتى بات مصافحة سفير إسرائيل شرط للتوزير في البحرين.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، استضافت البحرين استعراضا مظليا شاركت فيه جيوش الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل، قبل أن تشارك 4 شركات إسرائيلية، في نوفمبر/تشرين الثاني، بمعرض البحرين الدول للطيران في نسخته السادسة، والتي استضافتها قاعدة الصخير الجوية (وسط).

وبالتزامن، أجرى رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي العميد "إيال جرينبويم"، زيارة "غير مسبوقة" إلى البحرين، شارك خلالها في مؤتمر قادة القوات الجوية بالبحرين.

وتكلل التطبيع بين البلدين في الشهر الأخير من العام، والذي شهد زيارة رئيس دولة الاحتلال "إسحاق هرتسوغ" العاصمة المنامة، حيث التقى الملك "حمد بن عيسى"، وأهداه تميمة يهودية، عبارة عن "مزوزاة فضية"، وهي تميمة يهودية تقليدية يعلقها اليهود على أبواب بيوتهم ويلمسونها أو يقبلونها قبل الدخول.

وخلال اللقاء، عقد الجانبان مباحثات حول تعزيز العلاقات بين الجانبين، قبل أن يتفقا على ضرورة مواصلة جهود حماية أمن المنطقة في ظل التحديات الحالية.

ولاحقا، كشفت وسائل إعلام عبرية رسمية، إن توقيع اتفاق التجارة الحرة بين إسرائيل والبحرين قد اقترب ما يسمح بتوسيع التجارة بينهما إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا.

ووفقا لبيانات إدارة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، منذ توقيع اتفاق التطبيع قبل نحو عامين، نمت التجارة بين إسرائيل والبحرين بشكل مطرد وبلغت في عام 2021 حوالي 7.5 مليون دولار.

يشار إلى أنه خلال العام، وقعت البحرين وإسرائيل عددا من الاتفاقيات، في عدة مجالات من بينها في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والأمن الغذائي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع إسرائيل البحرين الإمارات

دعاه لزيارة الإمارات.. بن زايد يهنئ نتنياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية

وزير خارجية البحرين يبحث مع نظيره الإسرائيلي التنسيق المشترك وأوضاع المنطقة

كاتب أمريكي: الإمارات تساعد نتنياهو في تنفيذ خططه ضد الفلسطينيين

إسرائيل تكشف تفاصيل زيارة غير معلنة لوفد أمني بحريني

بشراكة مع شيبا الإسرائيلية.. البحرين تفتتح مستشفى الإرسالية الأمريكية

لماذا سربت البحرين خبر زيارة رئيس أركان جيش إسرائيل للمنامة؟.. معهد واشنطن يجيب

قادة الأعمال في إسرائيل يأملون في تعزيز التعاون مع البحرين

صحيفة عبرية: الرغبة البحرينية الإسرائيلية للتعاون لا يوقفها أي تطور سياسي خارجي

العتيبة: مندهش من سرعة تقبل الإماراتيين والإسرائيليين ثقافيا لبعضهما (فيديو)

احتفاء إسرائيلي إماراتي بمرور 3 سنوات على التطبيع.. وأمل في زيادة التعاون