استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إيران والعرب.. صراع الأقطاب والمشاريع!

الاثنين 18 يناير 2016 04:01 ص

كتبنا وعلقنا مرارا في الصحافة وفي مؤتمرات وندوات ودراسات عن وجود أسباب عديدة للفوضى وعدم الاستقرار في منطقتنا، وبالإضافة إلى فشل حل الصراع العربي الإسرائيلي، وتآمر وتقاطع المشاريع الدولية والإقليمية، هناك خلل هيكلي دائم في موازين القوى الإقليمية، منذ أيام الشاه الذي قدم نفسه شرطيا للخليج، وهو ما تطمح إيران الملالي للعبه اليوم بعد الاتفاق النووي وترقية مكانتها في عيون الغرب كحليف مركزي يمكنه المساهمة في ملفات المنطقة الشائكة.

ويشكل غياب قدرات ردعية لاحتواء وعرقلة المشروع الإيراني التوسعي الذي بات استراتيجيا ووجوديا، عقدة أمنية للطرف العربي، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، المجلس الذي تشكل قبل خمسة وثلاثين عاما لدواع أمنية واستراتيجية في مواجهة الثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية، وسعي إيران لتصدير الثورة!

ما يجري اليوم بات مواجهة بين مشروعين، مشروع إيراني يسعى علنا للهيمنة على المنطقة، ومشروع مناوئ يسعى لإيجاد توازن يصحح موازين القوى المختل، وهذا يعني أننا سنواجه المزيد من صراع الإرادات بين الطرفين.

تحولت إيران خلال السنوات الماضية لمصدر رئيس لعدم الاستقرار، يقسم المنطقة ويدفع بها نحو المواجهة والفوضى. ويشكل التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، سواء عبر تحريك الأقليات الشيعية، ومحاولة استخدام المكون الشيعي العربي كوقود لمشروعها الذي يرفع لواء المقاومة والممانعة ومواجهة الاستكبار العالمي ودعم المستضعفين.. متدثرا ببعد طائفي يقسم المنطقة والدول وفق خطوط الصدع الطائفي، لكن استطلاعات الرأي تثبت أن شعبية إيران اليوم هي في أدنى مستوياتها وسط حالة من الكراهية الكبيرة لدى الرأي العام العربي حيالها، بسبب دعمها لأنظمة ديكتاتورية ومليشيات طائفية في المنطقة.

وما يجري اليوم في بلدة «مضايا» السورية من حصار وتجويع على يد النظام السوري وحليفة «حزب الله» اللذين يأتمران بأوامر الحرس الثوري الإيراني، وكذلك التطهير الطائفي الذي تقوم به المليشيات الطائفية التي تعيث فسادا وقتلا وتدميرا وحرقا للمكون السني في المقدادية وغيرها، حيث تم تدمير وحرق 10 مساجد تابعة للوقف السني، وقتل أكثر من 100 شاب سني على أيدي المليشيات الطائفية في يوم واحد. أما الأخطر من ذلك، فهو الخطة الممنهجة لتطهير محافظة ديالى، المحافظة السنية الوحيدة على حدود إيران، من المكون السني، وتغيير الديموغرافيا السكانية فيها تنفيذا للمشروع الإيراني.

وكان لافتا الأسبوع الماضي، حكم محكمة الجنايات الكويتية ضد خلية إرهابية من 26 متهما، بينهم 25 كويتيا وإيرانيا تآمروا على الكويت، وتم تفكيك شبكتهم في الصيف الماضي واتهمتهم المحكمة بتهم لعلها الأخطر في تاريخ الكويت، إذ شملت التجسس، والمساس بوحدة وسلامة الكويت، وإشاعة الذعر والفوضى، وجلب وتخزين السلاح والمواد المتفجرة والذخائر. 

وصدرت الأحكام بإعدام اثنين أحدهما إيراني فار، وتراوحت الأحكام الأخرى بين المؤبد والسجن بين خمسة عشر عاما وخمسة أعوام، لكن التهمة اللافتة والمقلقة لمواطنين كويتيين كانت التخابر مع الحرس الثوري الإيراني، وإضمار نوايا عدوانية، والسعي للقيام بأعمال تخريبية في الكويت بغية إسقاط نظام الحكم في البلاد، والانتماء لـ«حزب الله» اللبناني الذي يتبنى مبادئ هدم النظم الأساسية والانتقاص بالقوة من النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بطرق غير مشروعة!

هذه الأحكام دفعت على ما يبدو بالنواب الشيعة التسعة لمقاطعة جلسة مجلس الأمة الكويتي، الأربعاء الماضي، دون الإعلان عن سبب مقاطعة الجلسة، بعد يوم من صدور الأحكام القضائية، وفي اليوم نفسه الذي أصدر فيه مجلس الأمة بيانا يدعم الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بعد أحكام الإعدام، وحرق البعثات الدبلوماسية في إيران وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية السعودية مع إيران.

وكانت ردة الفعل الشعبية ساخطة وغاضبة من المقاطعين، وقد أجريت استطلاع رأي في حسابي على توتير، شارك فيه 1988 من المتابعين، حيث أكد 94% معارضتهم لمقاطعة النواب الشيعة لجلسة مجلس الأمة!

ثمة إرهاصات حرب باردة تتصاعد بين ضفتي الخليج، خاصة بعد رفع العقوبات عن إيران، والتي أخذت تبدو منتشية بالشرعية والقبول الدولي وبالأموال التي تغذي مشروعها الإقليمي.

بالمقابل سنشهد تصاعد مواجهات الحرب الباردة على عدة جبهات، وبأدوات وأذرع بين مشروع إيراني يسعى للهيمنة، ومشروع عربي بقيادة سعودية يتشكل لردعه ومنعه وحصاره واحتوائه. لهذا ستكون تداعيات المواجهة طويلة ومكلفة بين المشروعين!

  كلمات مفتاحية

إيران الاتفاق النووي مجلس التعاون الخليجي الشيعة سوريا حزب الله السنة الإرهاب الكويت العقوبات

إيران الجميلة أو القبيحة في العالم العربي

أفق الأزمة السعودية الإيرانية

«روحاني»: رفع العقوبات عن إيران فتح صفحة جديدة مع العالم

ما هي العقوبات التي رفعتها أمريكا عن إيران؟

هل هذا نزاع سعودي إيراني؟!

تحليل إسرائيلي: السعودية تعمدت تحدي إيران وواشنطن بتنفيذ إعدام «النمر»

تداعيات رفع العقوبات عن إيران على المنطقة

«همساية» برنامج سعودي باللغة الفارسية يغضب إيرانيين

طهران لن تتغير .. ماذا بعد؟