اعتبر الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، بمثابة «فتح صفحة جديدة» في العلاقات بين إيران والعالم.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن «روحاني»، قوله في رسالة إلى الأمة: «نحن الإيرانيون مددنا اليد للعالم في إشارة صداقة، طارحين خلفنا العداوات والريبة والمؤامرات، وفتحنا فصلا جديدا في علاقات إيران مع العالم».
وأضاف أن «تنفيذ الاتفاق النووي لن يكون ضد أي بلد، فأصدقاء إيران عبروا عن سرورهم به، وأما المنافسون فيجب أن لا يساورهم أي قلق منه، فنحن لا نشكل تهديدا لأي شعب أو حكومة، ونحن على أتم الاستعداد للحفاظ على كيان إيران حاملين نداء السلام والاستقرار في المنطقة».
وتوجه «روحاني» إلى منتقدي الاتفاق داخل إيران، قائلا: «الانتصار في المفاوضات النووية لا يقتصر على فئة دون أخرى».
وتابع: «اليوم حيث تجاوزنا مرحلة الحظر ودخلنا مرحلة التنمية، ما علينا إلا أن نعمل وبعزم وإرادة راسخين للاستفادة من الفرص المتاحة أمام الجميع».
كما دعا «روحاني» إلى إجراء إصلاحات اقتصادية والحد من الاعتماد على إيرادات النفط في حقبة ما بعد العقوبات، وقال للمشرعين إن «أسعار النفط المنخفضة تعطي المبرر الأفضل لقطع الحبل السري الموصول بالنفط».
وفي تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، هنأ «روحاني» شعبه ببداية تطبيق الاتفاق النووي واعتبره «نصر مجيد»، وكتب: «أشكر الله واحني هامتي أمام عظمة شعب إيران الصبور.. أهنئكم بهذا النصر المجيد».
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية كان من المقرر أن يتوجه «روحاني» بكلمة عبر التلفزيون، لكن ألغي ذلك بسبب تأخر الوقت في إيران، في الوقت الذي قالت مصادر إنه قد يلقي الخطاب اليوم الأحد.
وفي كلمة له أمام البرلمان، خلال تقديمه لمسودة ميزانية السنة المالية الإيرانية المقبلة، قال «روحاني» إن الاتفاق يمثل «نقطة تحول» بالنسبة لاقتصاد إيران.
وأضاف، بحسب وكالة «رويترز»: «الاتفاق النووي مع القوى العالمية يمثل صفحة ذهبية في تاريخ إيران».
ودخل الاتفاق الموقع بين إيران والدول الكبرى حول برنامج طهران النووي، حيز التنفيذ، أمس السبت بعد موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما أدى إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ سنوات على طهران.
يذكر أنه في يوليو/تموز 2015، توصلت إيران مع مجموعة «5+1» الكبرى، إلى اتفاق ينظم رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ عقود، ويسمح لها بتصدير واستيراد أسلحة، مقابل منعها من تطوير صواريخ نووية، وقبولها زيارة مواقعها النووية.
ويسمح الاتفاق لطهران بتصدير منتجات نووية كاليورانيوم المخصب، كما يسمح بدخول المفتشين إلى المواقع المشبوهة بما فيها المواقع العسكرية، ولإيران تأجيل دخولهم أو التظلم إلى هيئة تحكيم تكون هي طرفا فيها.
ويتحتم على إيران وفقا لشروط الاتفاق النووي خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى نحو 300 كيلوغرام، وإزالة قلب مفاعلها للماء الثقيل في «أراك» حتى لا يمكن استخدامه لإنتاج البلوتونيوم.
وأعربت السعودية و(إسرائيل) مرارا عن مخاوفهما ومعارضتهما للاتفاق النووي الذي سيسمح لإيران بتعزيز موقعها إقليميا.