تحليل إسرائيلي: السعودية تعمدت تحدي إيران وواشنطن بتنفيذ إعدام «النمر»

الأحد 17 يناير 2016 03:01 ص

دعا تحليل إسرائيلي الولايات المتحدة إلى القيام بإجراء توازن لتهدئة مخاوف حلفائها العرب في الخليج عقب تنفيذ الاتفاق النووي مع طهران، وتظهر في نفس الوقت بعض الصلابة في العلاقة مع إيران، وهذا في الواقع أمر ٌ ضروري للحفاظ على صفقة إيران و منع أزمة إقليمية أخرى.

وقال البروفيسور «آلون بن مئير» إن القرار السعودي بتنفيذ حكم الإعدام برجل الدين الشيعي، الشيخ «نمر النمر»، في هذه المرحلة بالذات عملا استراتيجيا لتحدي إيران والولايات المتحدة على وجه الخصوص. وأن السعوديين أرادوا بذلك أن يرسلوا رسالة صارخة ومحسوبة بدقة مفادها أن المملكة قادرة على الوقوف بمفردها، وأنها لن ترتدع لا عن طريق المنطقة غير المستقرة بالفعل ولا بتداعيات تصرفاتها.

وبحسب الكاتب، فقد أثار طموح إيران لامتلاك أسلحة نووية مخاوف السعوديين المشروعة بأن إيران المسلحة نووياً ستصبح قوة إقليمية مهيمنة فعلياً، وفي هذه الحالة سيكون لإيران القدرة على تخويف جيرانها وفرض أجندة سياسية خاصة بها في جميع أنحاء الخليج.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة بذلت كل جهد ممكن، بما في ذلك فرض عقوبات شديدة، لمنع إيران من تحقيق طموحها النووي، شعر السعوديون بالخيانة من جراء المفاوضات النووية السرية التي أجريت بين الولايات المتحدة وإيران. أضف إلى ذلك، فالرياض تنظر إلى صفقة إيران على أنها صفقة سيئة لوجود ثغرات متعددة يعتقد السعوديون بأن ايران تستغلها لأنها مصمّمة على امتلاك الأسلحة النووية بأي ثمن.

وأصبح السعوديون مقتنعين تدريجياً بأن إدارة أوباما تميل على نحو متزايد لدعم ايران لعدد من الأسباب:

أولا: لا يريد الرئيس أوباما أن يعرّض صفقة إيران للخطر، إذ يرتبط بهذه الصفقة الكثير من سمعته وإرثه،

ثانيا: خلصت الإدارة إلى نتيجة أنه من دون مشاركة إيران في مباحثات السّلام لن يكون هناك حلّ دبلوماسي لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.

ثالثا: ترى الولايات المتحدة صفقة إيران كعامل استقرار، وبالتالي فإنها تعطي العلاقات مع إيران أولوية في الصراع الدبلوماسي الحالي بين إيران والمملكة العربية السعودية؛ ود) فشل الولايات المتحدة لفرض عقوبات على إيران لاختبارها صواريخ بالستية قد أغضب بشدة السعوديين الذين قرروا أن يأخذوا زمام الأمور في أيديهم.

ومع علم السعوديين جيداُ بما سيجرّ تنفيذ حكم الإعدام على الشيخ نمر من تداعيّات، فقد ذهبت المملكة العربية السعودية قدماً في خططها لأن المكاسب المحتملة، من وجهة نظر السعوديين، تفوق بكثير الخراب المتوقّع.

وعلاوة على ذلك، يضيف التحليل، فإن المملكة العربية السعودية تهدف إلى استبعاد إيران من القيام بدور نشط في البحث عن حلّ للحرب الأهليّة في سوريا، وفي نفس الوقت إعاقة التحالف المتنامي بين موسكو وطهران للسيطرة على سوريا ذات الأغلبيّة السنيّة. 

وتأمل المملكة العربية السعودية أيضاً، من خلال الأزمة، عرقلة تحسن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وهو ما تعتبره يتعارض مع مصالحها. بالإضافة إلى ذلك، تأمل المملكة بتقويض مساعي الإتحاد الأوروبي للتقارب مع إيران، حيث أنّ لديها القدرة، عدا ذلك، في أن تصبح أكبر شريك تجاري مع الإتحاد الأوروبي.

وينظر السعوديّون إلى حرق السفارة السعودية في طهران بمثابة «نعمة في الخفاء» حيث أنّ الأمر من صالح السعوديين ويضع الرئيس الإيراني روحاني في موقف دفاعي، مما دفع إيران لإدانة هذا العمل. وهذا بدوره عزز الموقف السعودي و يحتمل أن يكون قد غيّرمن ديناميكيّة الصراع بين البلدين لصالح السعوديّة.

ودعا المحلل الإسرائيلي واشنطن إلى اتخاذ خطوات تتمثل في:

أولا، يجب على الولايات المتحدة السّعي إلى تأجيل المؤتمر الدولي المزمع عقده في 25 (كانون الثاني) في جنيف والذي يهدف إلى إيجاد حلّ دبلوماسي للحرب الأهلية في سوريا، وذلك من أجل منح المملكة العربية السعودية وإيران فترة تهدئة، حيث أنّ مشاركة كلا البلدين أمر أساسي لإيجاد أي حل سياسي دائم في سوريا.

ثانيا، يجب على الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة ضد إيران لاختبار الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929. لهذا الإجراء أهمية خاصة ليس فقط لاسترضاء المملكة العربية السعودية، ولكن أيضاً لإرسال رسالة واضحة إلى طهران أنه لا يمكن أن تنتهك الإتفاقيات الدولية مع الإفلات من العقاب.

ثالثا، قد يكون من الحكمة أن يسافر وزير الخارجية جون كيري إلى الرياض، حتى لأغراض رمزية فقط، ويكرّر التزام الولايات المتحدة بالأمن الوطني للمملكة. أضف إلى ذلك، من شأن زيارته هذه أن تخفّف من مخاوف دول الخليج التي قد ترتأي بأن الولايات المتحدة لا تولي أهمية أكبر للمملكة العربية السعودية من إيران، وهو تصوّر قد يزيد من خفض نفوذ الولايات المتحدة، وخاصة في الرياض عند الحاجة إليها أكثر من غيرها.

رابعا، على الرغم من أن الولايات المتحدة تركّز على تهدئة الوضع بدلاً من التوسط في أزمة السعودية وإيران، ليس لديها خيار في هذه المرحلة سوى أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً بهدف استئناف محادثات جنيف في وقت لاحق لإنهاء الحرب الأهلية المأساوية في سوريا.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران قطع العلاقات السعودية الإيرانية الاتفاق النووي العلاقات السعودية الأمريكية

«ستراتفور»: ماذا بعد قيام الغرب برفع العقوبات عن طهران؟

المعركة الأبدية بين السعودية وإيران .. 4 أسباب تغذي استمرار الصراع

التداعيات المحتملة للقطيعة الدبلوماسية بين السعودية وإيران

«إيكونوميست»: الاتفاق النووي الإيراني قد يشعل الصراع السني الشيعي

«يوشكا فيشر» يكتب: السعودية وإيران تتنافسان لسد الفراغ الإقليمي

إيران والعرب.. صراع الأقطاب والمشاريع!

كيف ستكون الحرب السعودية الإيرانية؟

نجل «النمر» ينتقد فشل الغرب في منع إعدام والده

الصراع السعودي الإيراني يشكل السياسة الداخلية لكلا البلدين