تنظيم «الدولة الإسلامية» يؤكد مقتل «الجهادي جون»

الأربعاء 20 يناير 2016 05:01 ص

أصدرت مجلة تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، أمس الثلاثاء نعيا للجهادي «جون» العضو البارز بالتنظيم الذي اشتهر على مستوى العالم لظهوره في مقاطع فيديو يعدم فيها رهائن.

والجهادي «جون» هو مواطن بريطاني من أصل عربي اسمه الحقيقي «محمد إموازي»، وقال الجيش الأمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنه «متأكد بدرجة كبيرة» من مقتله في غارة نفذتها طائرة بدون طيار.

وقد وصفته مجلة «دابق» التي يصدرها التنظيم بكنيته وهي «أبو محارب المهاجر».

وقالت المجلة يوم الخميس (12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015): «نال أبو محارب أخيرا الشهادة في سبيل الله التي لطالما سعى إليها بعد استهداف سيارة كان يستقلها في غارة بطائرة بدون طيار في مدينة الرقة لعل الله يتقبله من الشهداء ويتغمده برحمته ويسكنه الفردوس الأعلى»، بحسب المجلة.

وذاع صيت «إموازي» وأصبح رمزا لوحشية «الدولة الإسلامية» بعد ظهوره وهو يعدم الصحفيين الأمريكيين «جيمس فولي» و«ستيفن سوتلوف» وعامل الإغاثة الأمريكي «بيتر كاسيج» وعاملي الإغاثة البريطانيين «ديفيد هينز» وآلان «هينينج» والصحفي الياباني «كينجي جوتو» وآخرين.

كان «إموازي» المعروف باسم الجهادي «جون» يقف ملوحا بسكين في زي أسود كامل من قمة رأسه إلى اخمص قدميه وهو يتحدث اللغة الإنجليزية بلكنة أهل لندن.

وأفاد مسؤولون أمريكيون أن أشهرا من التحضير سبقت الغارة الأمريكية البريطانية التي يعتقد أنها قتلت «إموازي»، لكنها نفذت بسرعة خاطفة قبيل منتصف الليل في يوم بأواخر نوفمبر/تشرين الثاني حيث حلقت طائرات بدون طيار من البلدين فوق الرقة.(طالع المزيد)

من هو «محمد إموازى»؟

و«محمد إموازى»، (27 عاما)، هو شاب لندني من أصل كويتي، وكان من هواة كرة القدم وألعاب الفيديو، إلى أن انضم لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وأصبح واحدا من أشهر عناصر التنظيم التي تنفذ عمليات الإعدام.

وولد «إموازى» في الكويت عام 1988، قبل أن ينتقل والداه إلى العاصمة البريطانية لندن في عام 1993 بعد حرب الخليج الثانية، حسب ملف لسيرته أعدته وكالة «فرانس برس» للأنباء.

وفي لندن، عاشت العائلة «الهادئة» و«المحترمة»، حسب جار قديم لها، في غرب المدينة؛ حيث كان والده يدير شركة لسيارات الأجرة ووالدته ربة منزل.

ووصفه صديق سابق له بأنه كان «شابا لندنيا نموذجيا» يمضي وقته مع رفاقه و«لم يكن متأثرا بالأفكار الدينية المتطرفة حينذاك».

وفي وثيقة مدرسية، كتب «إموازى»، عندما كان في العاشرة من العمر: «أريد أن أصبح لاعبا لكرة القدم».

وفي عام 2006، انتسب الى جامعة «ويسمينستر» لمتابعة دراسة المعلوماتية؛ حيث طرأ تبدلا في حياته؛ إذ ترك ملابس الموضة وأرخى لحيته.

ويبدو أن 2006 كانت سنة مهمة لـ«إموازي» الذي بدأ يثير اهتمام جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني.

فبعد حصوله على شهادته الجامعية، سافر مع صديقين إلى تنزانيا بحجة القيام برحلة في المحميات الطبيعية، لكنه سجن لفترة قصيرة في دار السلام؛ حيث تلقت السلطات المحلية طلبا من لندن التي كانت تخشى أن يتوجه إلى الصومال، ثم أبعد إلى مطار شيبول في امستردام.

وحسب روايته التي نقلتها «منظمة كيج» للدفاع عن حقوق المسلمين، التي تتخذ من لندن مقرا لها، فإن جهاز الاستخبارات الداخلية مارس عليه ضغوطا في محاولة لتجنيده، ونسبت المنظمة تطرفه إلى «مضايقات الأجهزة الأمنية» البريطانية.

وتوجه «إموازي» بعد ذلك إلى الكويت ليعيش مع عائلة خطيبته ثم عاد إلى لندن في مايو/آيار 2010.

وكانت الاستخبارات البريطانية مقتنعة، حينذاك، بأن شيئا ما يحدث لدى «إموازى»؛ إذ تحدثت وثائق قضائية، نقلتها وسائل الإعلام البريطانية، أن الشاب على علاقة بـ«صبية لندن»، وهي جماعة قريبة من تنظيم «شباب المجاهدين»، فرع تنظيم «القاعدة» في الصومال.

وبعد ذلك أصبحت مسيرته في بريطانيا غير واضحة، وفي عام 2012، حاول مغادرة البلاد، لكن السلطات البريطانية منعته قبل أن يختفي.

وفي عام 2013، أصبح «إموازى» في سوريا، وقد تغير نهائيا ووصفته شهادات عدة بأنه «قاتل بدم بارد».

وذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أنه «في السنتين الأخيرتين تسلق سلم الرتب في التنظيم (الدولة الاسلامية) ليلعب دورا مهما بين المقاتلين الأجانب».

ومثل غيره من الجهاديين، غير اسمه ليصبح «أبو عبدالله البريطاني»، وظهر في الرقة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وقال عضو سابق في التنظيم للصحيفة البريطانية نفسها: «أذكر أنني رأيته عدة مرات».

وأضاف: «بالنسبة لنا كان هو الإنجليزي الذي يقتل الناس».

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، وقع رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون»، «قائمة قتل» تضم 5 من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»، كأهداف مشروعة لبلاده في سوريا، وكان على رأس القائمة «إموازى».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية الجهادي جون بريطانيا

«البنتاغون» تعلن مقتل «الجهادي جون» في غارة على الرقة السورية

مسؤولون أمريكيون: مقتل «الجهادي» الفرنسي «دروغيون» في سوريا

«كاميرون»: مقتل بريطانيين في صفوف «الدولة الإسلامية» في أول غاراتنا في سوريا

مقتل 16 من «الدولة الإسلامية» بينهم 5 أجانب في قصف للتحالف الدولي على الرقة

مقتل شاب بريطاني في صفوف «الدولة الإسلامية» بغارة أمريكية على سوريا

«الدولة الإسلامية» يتوعد الغرب بهجمات تنسيهم اعتداءات نيويورك وباريس