يبدو أن تأثيرات الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وخلّف آلاف القتلى والجرحى، بدأت تطرق باب السياسة وألاعيبها، لا سيما من قبل نظام الرئيس "بشار الأسد" الذي يسعى للاستغلال الكارثة دوليا.
ويرى معارضون لـ"الأسد" أن النظام في دمشق يحاول اغتنام الفرصة وتحويل التعاطف الدولي تجاه سوريا بعد كارثة الزلزال؛ لمكاسب سياسية على الأرض يصعب تحقيقها في أوقات أخرى، في مقدمتها رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة ضد النظام منذ 2011.
تندرج العقوبات الحالية على سوريا في إطار العقوبات الموجهة، وتهدف إلى التضييق على النظام سياسيا ودفاعيا، باستهدافها التوريدات العسكرية والموارد النفطية والنظام المالي. ومن شأن هذه العقوبات أن تُحدث أضرارا ونتائج سلبية على سير الأعمال وقدرة النظام على التحكم والسيطرة.
وفي عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة) أودى الزلزال بحياة أكثر من 2000 شخص وأصاب الآلاف، في حصيلة غير نهائية مع تواصل عمليات الإنقاذ.
تعازي واتصالات نادرة
والثلاثاء، أجرى قادة مصر والجزائر وسلطنة عمان والأردن، اتصالات هاتفية برئيس النظام السوري؛ لتقديم التعازي في ضحايا زلزال، وجاء ذلك غداة اتصالين مماثلين من زعيمي الإمارات والبحرين، في توالٍ نادر لاتصالات على هذا المستوى بعد 2011.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن الرئيس "عبدالفتاح السيسي" أجرى اتصالا هاتفيا مع "الأسد"، قدم خلاله التعازي، مشيرا إلى توجيهاته بتقديم كافة أوجه المساعدة الإغاثية الممكنة لسوريا.
وكان ذلك أول اتصال هاتفي معلن بين "السيسي" و"الأسد"، منذ وصول الأول إلى الرئاسة عام 2014.
وفي الجزائر، أفادت وكالة الأنباء الرسمية بأن الرئيس "عبدالمجيد تبون" أجرى اتصالا هاتفيا مع "الأسد"، قدم خلاله التعازي في الضحايا، مؤكدا "وقوف الجزائر ومساهمتها في التخفيف من هذه المحنة على الشعب السوري".
كما أجرى سلطان عمان "هيثم بن طارق" اتصالا هاتفيا مع "الأسد"، الثلاثاء، قدم خلاله التعازي وأكد تضامنه ومساندته لسوريا في هذا "الحدث الجلل"، بحسب وكالة الأنباء العمانية.
وباتصال آخر مع "الأسد"، أعرب ملك الأردن "عبدالله الثاني" عن تضامن ووقوف بلاده إلى جانب سوريا في هذه الكارثة وما نجم عنها من خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، واستعدادها لتقديم ما يلزم للمساعدة في جهود الإغاثة.
والإثنين، أجرى رئيس الإمارات الشيخ "محمد بن زايد" اتصالا مماثلا مع "الأسد"، في أعقاب اتصال عام 2020 على خلفية مواجهة جائحة كورونا آنذاك.
وفي أول اتصال بينهما منذ 2011، أجرى عاهل البحرين الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، الإثنين، محادثة هاتفية مع "الأسد"، قدم خلالها التعازي وأكد تضامن المملكة مع سوريا.
وقررت جامعة الدول العربية، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، تجميد عضوية سوريا، جراء اعتماد نظام "الأسد" الخيار العسكري لقمع احتجاجات شعبية اندلعت في مارس/ آذار من العام ذاته؛ للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.
استغلال سياسيي للكارثة
في المقابل، يرى معارضون لـ"لأسد" أن نظام يحاول استغلال الكارثة لتحقيق أهداف سياسية، مستشهدين بالدعوات المنسقة من قبل مقربين من النظام بفك الحصار على سوريا ورفع العقوبات المفروضة على نظامها.
ويريد النظام السوري جذب التعاطف والاهتمام نحوه بوصفه نظام عاجز، لا ككيان مجرم قتل شعبه، وارتكب فظائع وانتهاكات واسعة ضد حقوق الإنسان.
واستشهد معارضون بلجوء "الأسد" لحضور جنازة بابا الفاتيكان "يوحنا بولس الثاني" العام 2005 من أجل فك عزلته بعد اتهامه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني "رفيق الحريري".
الوطن متضرر #سوريا منكوبه تحتاج لفك الحصار عنها انسانياً ولتكن خطوة عربية ودعم عربي فيه الحب لتاريخ #سوريا وقلبها المفتوح للجميع. 💔🙏
— Abed Fahed (@AbedFahed) February 6, 2023
#شكران_مرتجى تنهار وتبكي مباشرة على الهواء بعد #زلزال_سوريا : "ارجوكم ساعدونا!"#فوق_18@rabiazayyat@shoukranmortaj1 pic.twitter.com/93D3RptzV8
— AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) February 6, 2023
عندما تميز المساعدات الانسانية بين متضرري الشعب السوري في الاسكندرون المُحتل وبين المتضررين في حلب وحماة واللاذقية وطرطوس بسبب عقوبات #قيصـــر نعرف انها اصبحت مساعدات مصالحية لا انسانية!!#يسقط_قيصَر_وأذنابه pic.twitter.com/FgvNHiWq8O
— Dr. Tarek Khoury (@TarekSamiKhoury) February 7, 2023