"مصائب قوم عند قوم فوائد".. هل تكسر كارثة الزلزال عزلة الأسد الدبلوماسية؟

السبت 11 فبراير 2023 09:14 ص

بعد اليوم الأول من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الإثنين الماضي، تلقى رئيس النظام السوري "بشار الأسد" اتصالات داعمة من القادة العرب، وعلى الأخص من الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، للتعبير عن التعاطف بعد الدمار الذي لحق بالأراضي التي يسيطر عليها النظام والمعارضة على حد سواء.

وتتساءل الكاتبة المتخصصة في قضايا الشرق الأوسط "أمبرين زمان" في تقرير نشره "المونيتور" وترجمه "الخليج الجديد" عن مدى إمكانية أن تساعد الكارثة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 20 ألف شخص حتى الآن، أكثر من 3500 منهم في سوريا، في كسر عزلة "الأسد" الدبلوماسية، وتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على نظامه؟

وعدا عن الاتصالات الدبلوماسية العربية، يشير التقرير إلى أن وفدا لبنانيا برئاسة وزير الخارجية بالإنابة "عبدالله بوحبيب"، ويضم عددًا من كبار أعضاء مجلس الوزراء، وصل دمشق، ما أثار جدلاً حادًا داخل لبنان حيث لا تزال ذكريات التدخل السوري في الشؤون الداخلية للبلاد ماثلة.

من جانب آخر تذكر الكاتبة أن عدة دول مثل الإمارات قدمت مساعدات بقيمة 50 مليون دولار لسوريا، وهبطت 4 رحلات على الأقل تحمل مساعدات إنسانية من الإمارات في دمشق حتى الآن كجزء من عملية "جالانت نايت 2" في أبوظبي لتركيا وسوريا. كما أمرت قطر والسعودية بإقامة جسور جوية لإيصال المساعدات إلى البلدين.

وهذا الحجم الهائل للكارثة قد يكون مدخلا لاستعادة العلاقات مع سوريا وإعادتها للجامعة العربية وهو الرأي الذي يؤيده "فابريس بالانش"، الأستاذ المشارك في جامعة ليون الثانية، والذي ألف العديد من الكتب عن سوريا حيث قال: "ستكون الأزمة الإنسانية ذريعة لتسريع التطبيع مع نظام الأسد". وذلك بالطبع بعد بدء بعض الدول مسارات لإعادة العلاقات قبل الزلزال مثل تركيا والإمارات، وفق التقرير.

وتضيف "زمان" أنه قد تكون الجائزة الحقيقية لـ"الأسد" هي تخفيف العقوبات الدولية التي تصر دمشق على أنها تحصد أرواح السوريين حيث يحاول "النظام استغلال الكارثة للتخلص من العقوبات". والآن بدأت وسائل إعلام النظام تتفاخر بالمساعدات للتدليل على أن النظام ليس منبوذا.

بينما على الجانب الآخر لا تزال واشنطن والاتحاد الأوروبي متمسكين بأن أي تخفيف للعقوبات ليس مطروحًا على الطاولة وإن العقوبات لا تمنع المساعدات لسوريا، فيما يتم توجيه المساعدات الأمريكية إلى سوريا عبر وكالات الأمم المتحدة وغالبا للمناطق الكردية التي خرجت سالمة إلى حد كبير من الكارثة.

وفي هذا السياق يلفت التقرير إلى أحد التحديات، حيث تصر الحكومة السورية على وجوب توزيع جميع المساعدات من خلال شبكاتها الخاصة. وترفض السماح بعمليات إنزال جوي للمناطق التي يسيطر عليها المعارضة في شمال غربي البلاد والتي تضررت بشدة.

وبالتالي فإن التشدد في موضوع العقوبات في هذا الوقت مع أنها قد تكون لا تستهدف المساعدات الإنسانية مباشرة قد يفسر بأنه مضر للغاية على الوضع الإنساني فهناك خط رفيع حيث تحظر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تمويل إعادة الإعمار في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا بسبب الحرب. وتساءلت الكاتبة هل: "من المفترض أن ينطبق ذلك على إعادة الإعمار من أضرار الزلزال"، مشيرة إلى أن "هذه نقطة يحسب لها حساب وتؤكد مدى تعقيد هذا الصراع".

ويختتم التقرير بتوقع لسفير الاتحاد الأوروبي السابق في سوريا، الزميل البارز في كارنيجي أوروبا "مارك بيريني" الذي يرى أن إعادة الإعمار "لن تتم بأموال غربية ولكن بأموال عربية وشركات مقاولات تركية"، وعليه فهو يعتقد "على المدى المتوسط، أن الغرب سيعمل على التطبيع مع النظام السوري بطريقة أو بأخرى أيضًا".

المصدر | أمبرين زمان | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الزلزال سوريا الأسد العقوبات على سوريا

محللون: بشار الأسد يستغل الزلزال للتخلص من العزلة الدولية

زلزال سوريا يكسر عزلة الأسد عربيا.. والنظام يسعى لاستغلاله دوليا

بعد الأسد.. السيسي يهاتف أردوغان ويعزيه في ضحايا زلزال تركيا

زلزال سوريا.. السيسي يهاتف بشار الأسد للمرة الأولى ويعرض المساعدة

كيف سيكون تأثير الزلزال على الانتخابات التركية المقبلة؟

أول مسؤول عربي رفيع يزور سوريا بعد الزلزال.. الأسد يستقبل وزير الخارجية الإماراتي

تنكأ جراح الماضي.. سرقة المساعدات في سوريا تثير جدلا (فيديو)

زلزال سوريا.. منعطف جديد باتجاه التطبيع مع بشار الأسد

وسائل إعلام خليجية تبث خطاب الأسد.. تحول يعزز مؤشرات التقارب مع النظام السوري