أوراسيا ريفيو: كارثة الزلزال تحفز التقارب بين تركيا والهند

الجمعة 10 فبراير 2023 01:54 م

يقول الصحفي الهندي "بي.كي.بالاتشاندران"، إن زلزال تركيا أثار شجونا لدى رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" ذكّره بالزلزال الذي وقع في مسقط رأسه في ولاية غوجارات في عام 2001.

والإثنين ضرب زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، على عمق 7 كيلومترات، راح ضحيته حتى الآن أكثر من 22 ألف قتيل و80 ألف جريح في تركيا وسوريا، وتضرر بسببه عدة مدن في 10 محافظات تركية.

ويشير "بالاتشاندران" في تقرير نشر في "أوراسيا ريفيو" وترجمه "الخليج الجديد"، إلى العلاقات بين تركيا والهند وإمكانية أن تساهم المساعدات الهندية لتركيا بعد الزلزال في تحسين العلاقات، خاصة أن الرئيس "رجب طيب أردوغان"، خفف في الماضي القريب، من موقفه المناهض بشدة للهند بشأن قضية كشمير الحساسة.

وفقا للتقرير، فقد تحركت الهند بسرعة البرق، وأرسلت 50 فردًا من القوة الوطنية للاستجابة للكوارث برفقة 60 موظفًا للعمل في مشفى ميداني. وقد تضمنت الشحنة التي تم نقلها جواً فرقة كلاب مدربة تدريباً خاصاً وإمدادات طبية وآلات حفر ومعدات أخرى.

ويلفت الكاتب إلى الخلاف القديم بين تركيا والهند الذي يعد سعي تركيا لتولي قيادة العالم الإسلامي بدلا من السعودية أحد أسبابه، وفق رأيه، حيث يأتي ذلك مترافقا مع دعم تركي لباكستان في قضية كشمير وهو الأمر الذي أكده "أردوغان" في أكثر من خطاب له في الأمم المتحدة. وبجانب ذلك، تتهم الهند جهات تركية بدعم منظمات متطرفة مناوئة للهند.

على الجهة المقابلة، انحازت الهند إلى جانب قبرص واليونان في نزاعهما مع تركيا، وتم إلغاء زيارة "مودي" إلى تركيا في 2019 والتقى وزير خارجيته بوزير الخارجية القبرصي.

ويقف "بالاتشاندران" هنا على نتيجة مهمة وهي أن التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين قد عانى بسبب هذه التوترات، حيث خفضت الهند وارداتها من تركيا بشكل كبير، ثم انتقل الأمر للتأثير على الجوانب العسكرية، حيث أبرمت الهند اتفاقية دفاعية مع أرمينيا لتزويد الأخيرة بأربعة رادارات بقيمة 40 مليون دولار.

وينتقل  الكاتب إلى التحول الذي أجرته تركيا بتحسين العلاقات مع كل من السعودية وإسرائيل، ويرى أن الأسباب ذاتها تقف وراء تجاهل "أردوغان" أي إشارة إلى ضرورة التزام الهند بقرار الأمم المتحدة بشأن كشمير في الفترةالأخيرة.

من زاوية أخرى يشير الكاتب إلى أن تركيا تدرك أن الهند هي الآن رئيسة منظمة شنجهاي للتعاون التي تأمل تركيا في عضويتها. وقد تولت الهند بالفعل رئاسة مجموعة العشرين وارتفع نفوذها في العالم عندما اتخذت موقفًا مستقلاً بشأن أوكرانيا وهو موقف قريب من تركيا.

ويختتم "بالاتشاندران" تقريره بذكر مساحات التعاون بين تركيا والهند، مثل التجارة والتكنولوجيا والدفاع والإنشاءات، ويتوقع المقال أن يوقع البلدان اتفاقية تجارة حرة أو شراكة اقتصادية شاملة، كما أن هناك مقترح بضم تركيا إلى مبادرة "آسيا الجديدة" الهندية.

ومع ذلك يشير الكاتب إلى ضرورة تجنب البلدين مساحات الخلاف، فكما تجنبت تركيا قضية الإيجور مع الصين عليها أن تتجنب قضية كشمير مع الهند، كما أنه ينبغي على الهند ألا تدخل كطرف داعم لقبرص واليونان على حساب تركيا، وفق قوله.

المصدر | بي كي بالاتشاندران | أوراسيا ريفيو – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية الهندية كشمير أردوغان مودي

المسيرات التي جلبتها باكستان من تركيا والصين تزعج الهند

الهند تشكر تركيا على مساعدتها في مكافحة كورونا

الهند تعيد تفعيل مناقصة رست على تركيا لبناء أسطولها البحري

الهند تستدعي سفير تركيا بعد تصريحات أردوغان حول كشمير 

الهند تطالب تركيا بعدم التدخل في شؤونها الداخلية

دبلوماسية الكوارث.. هل يغير الزلزال من طبيعة علاقات تركيا مع خصومها ومنافسيها؟

مستغلة كارثة الزلزال.. لماذا تتقرب الهند من الشرق الأوسط؟