لماذا يقتل الكثير من الجنود الروس في أوكرانيا؟

الثلاثاء 14 فبراير 2023 09:49 م

بينما تؤكد كييف أن القوات الروسية تفقد جنودا أكثر من أي وقت مضى خلال غزوها لأوكرانيا، قال أحد الخبراء لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن موسكو تلقي بجنود غير مدربين بشكل سيئ؛ للتقدم في منطقة دونباس "بأي ثمن".

وأكد تقرير "نيوزويك" سقوط عدد كبير من القوات الروسية، حيث قالت القوات المسلحة الأوكرانية يوم السبت، إن 1140 جنديًا روسيًا قتلوا خلال اليوم السابق، فيما يعد أعلى عدد من القتلى منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022.

وكان الرقم القياسي السابق قبل 4 أيام فقط، عندما قالت أوكرانيا، يوم الثلاثاء، إن 1030 جنديًا روسيًا قتلوا.

ووفقا للتقرير، كان رقم يوم الإثنين أقل من 560، مما رفع تقديرات أوكرانيا لخسائر القوات خلال الحرب حتى الآن إلى 138340.

لكن مسؤولي الدفاع البريطانيين قالوا خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنه حتى الآن ومنذ بداية فبراير/شباط كان ما معدله 824 جنديًا روسيًا يموتون يوميًا، وهو أعلى معدل منذ بدء غزو "فلاديمير بوتين".

وبحسب التقرير، عزت وزارة الدفاع البريطانية الزيادة في عدد الضحايا الروس إلى عوامل مثل نقص "الموظفين المدربين والتنسيق والموارد عبر الجبهة". وقد تجسد ذلك في فوهليدار وباخموت، في إشارة إلى مدن إقليم دونيتسك حيث يستمر القتال العنيف.

صعبة القياس

ويقرّ التقرير بأن قياس الخسائر الروسية أمر صعب، كما أن حصيلة أوكرانيا أعلى من التقديرات الغربية الأخرى، بالرغم من أن وزارة الدفاع البريطانية قالت إن أرقام كييف "دقيقة على الأرجح". ولم تقم وزارة الدفاع الروسية، التي اتصلت بها مجلة "نيوزويك" للتعليق، بتحديث حصيلة القتلى منذ نهاية سبتمبر/أيلول والتي تقل قليلاً عن 6000.

وقد نقل التقرير ما قاله "ديونيس سينوزا"، محلل المخاطر من مركز دراسات أوروبا الشرقية، عن أن ارتفاع عدد القتلى كان له تفسيران رئيسيان: "من ناحية، لا تقدر روسيا حياة الجنود المجندين حديثًا الذين يستمرون في استخدامهم كوقود للحرب".

وأضاف بأن الكرملين كان يعطي أوامر للمجندين الأقل تدريباً جيداً "دون قراءة كبيرة للبيئة العسكرية على الأرض لاستئناف الهجوم في دونباس ومحاولة التقدم بأي ثمن".

وأوضح أن "عدد الضحايا في صفوف القوات الروسية قد يرتفع عندما يحصل الجيش الأوكراني على معدات عسكرية جديدة في الأسابيع المقبلة".

ويرى "توماس أودونيل"، المحلل الجيوسياسي والزميل العالمي في مركز أبحاث "ويلسون" من برلين، أنه من المهم تزامن ارتفاع عدد القتلى مع التغيير في استراتيجية الحرب الروسية، والذي يأتي مع إعادة تعبئة القوات.

وتابع "أودونيل": "يبدو أن بوتين يخوض حربًا طويلة ويظهر أنه على استعداد لتكبد خسائر على نطاق واسع للتعويض عن الأسلحة المتقدمة التي يمكن للغرب توفيرها والتكتيكات والقيادة الأفضل التي يمكن أن توفرها أوكرانيا".

حرب أطول

ووفقا للتقرير، يعتمد "بوتين" بغياب استراتيجية حاسمة في أوكرانيا، على حرب أطول لزيادة الضغط على عزم الغرب على دعم كييف، وقد يتذبذب هذا إذا تأثرت الاقتصادات وإمدادات الطاقة.

وقال "أودونيل" إن حسابات "بوتين" كانت "تتعلق بإظهار أنني أستطيع تحمل هؤلاء الضحايا".

((3))

وبعد الانسحاب من مدينة خيرسون الجنوبية في نوفمبر/تشرين الثاني، أحرزت القوات الروسية تقدمًا ضئيلًا، حيث استولت على بلدة سوليدار، شمال باخموت، ويمكن لقوات "بوتين" أن تندفع نحو المدن الكبرى كراماتورسك وسلوفيانسك.

ويختتم التقرير بتوقع "أودونيل"، حيث يقول: "ربما سيحاول بوتين فعل شيء كبير، قد تكون حركة كماشة واسعة النطاق لمحاولة الاستيلاء على الشرق بأكمله. وإذا استطاع أن يضغط على الأوكرانيين بما يكفي، فيمكنه أن يصنع الكثير ولكن، على المدى الطويل، سيواصل التعرض للسحق".

((4))

المصدر | بريندان كول/ نيوزويك – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا كييف الجنود الروس دونباس حرب أوكرانيا غزو أوكرانيا

روسيا تعين قادة جددا للمناطق العسكرية وتواصل حشد قواتها قرب باخموت

مصير "القيصر" بوتين هل تحدده حرب أوكرانيا؟.. واشنطن بوست تتساءل