حوار ما بعد الزلزال.. أتلانتك كاونسل: فرصة تاريخية لإصلاح علاقات واشنطن وأنقرة

الأربعاء 15 فبراير 2023 06:08 ص

تعاني تركيا من الدمار الذي خلفه أقوى زلزال يضربها منذ عام 1939، وهي كارثة تتطلب المساعدة والتضامن العالميين، وحتى الآن كانت استجابة المجتمع الدولي ملهمة، وفق تقرير لمركز "أتلانتك كاونسل".

ولفت التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أعرب بسرعة عن تعازيه لتركيا ووعد بتقديم مساعدات عبر فريق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) .

وسط مشاهد الدمار المروعة، يمكن لدبلوماسية الكوارث أن تفتح مسارات جديدة للحوار وتخلق نوايا طيبة جديدة لواشنطن في علاقاتها المضطربة مع أنقرة.

قائمة طويلة

بالفعل، هناك أدلة على أن الدول تنحي جانبا خلافاتها التقليدية وتوتراتها مع تركيا لتقديم المساعدة.

أرسلت 74 دولة فرق إنقاذ ومعدات، وتم نشر أكثر من 1400 فرد من 20 من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبينها العضوان المحتملان فنلندا والسويد، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيعقد في مارس/ آذار المقبل مؤتمرا للمانحين لجمع أموال للمتضررين في تركيا.

القائمة الكاملة للدول التي تقدم الدعم أطول من أن يتم تفصيلها، لكن من أبرزها أرمينيا التي لا تربط تركيا بها حتى علاقات رسمية، واليونان التي تعاني العلاقات الثنائية معها من اضطراب ملحوظ، وإسرائيل التي تصالحت معها أنقرة مؤخرا بعد قطيعة طويلة، والسويد التي أصبح انضمامها إلى "الناتو" محل تساؤل بعد أن قالت السلطات التركية إنها ليست مستعدة للموافقة على العضو المحتمل.

المساعدات التركية

بطريقة ما، فإن اندفاع المجتمع الدولي لمساعدة تركيا يكمل دائرة، فوفقا لتقرير المساعدة الإنسانية العالمية لمبادرات التنمية، بلغت المساعدات الإنسانية التي قدمتها تركيا 5.5 مليار دولار عام 2021، وهي الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث القيمة الحقيقية.

لكن بمقارنة هذه المساعدات كنسبة مئوية من الدخل القومي الإجمالي، جاءت تركيا في المرتبة الأولى بـ0.86%، تليها الإمارات بـ0.21%.

كما تقدم تركيا المساعدة والمأوى لملايين اللاجئين من سوريا وأفغانستان والعراق وغيرهم، مما يجعلها أكبر دولة مضيفة للاجئين منذ 2015. وأيضا، منذ بدء جائحة كورونا، قدمت تركيا مساعدات في شكل لقاحات ومعدات طبية وأموال إلى 160 دولة.

والمساعدات الإنسانية التركية في الخارج هي امتداد لسياستها الخارجية، وعلى غرار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أسست تركيا الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (TIKA) .

وكانت المساعدات الخارجية حجر الزاوية لتوسيع انخراط تركيا مع أفريقيا، حيث زادت بعثاتها الدبلوماسية في القارة من 12 دولة في 2002 (عام وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة) إلى 44 دولة حاليا.

دبلوماسية الكوارث

وبشكل حاسم، استخدمت أنقرة دبلوماسية الكوارث في مناسبات بارزة لتحقيق اختراقات دبلوماسية، فمثلا في 1999 ضربت الزلازل تركيا (قرب إسطنبول) واليونان (قرب أثينا) بفاصل أقل من شهر.

وآنذاك بشَّرت المأساة المشتركة بأجواء إيجابية وعهد من الهدوء غير المسبوق في العلاقات الثنائية، بعد ثلاث سنوات فقط من وصول الجانبين إلى حافة الحرب في أزمة جزيرتي إيميا/ كارداك.

في أعقاب زلزال 6 فبراير/ شباط 2023، تلقى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس" هي الأولى منذ نحو عام مع تصاعد التوترات بين البلدين في بحر إيجه.

كما زار وزير الخارجية اليوناني "نيكوس ديندياس"، الأحد، المنطقة المتضررة.

فرصة تاريخية

وهذه فرصة تاريخية للولايات المتحدة والدول الأخرى للتعامل مع تركيا والشعب التركي وإثبات أنه على الرغم من الاختلافات العديدة، إلا أنهم حلفاء و شركاء.

ولا يزال الكثير من الأتراك (على الأقل كبار السن) يتذكرون حين زار الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" تركيا واجتمع مع المتضررين من زلزال 1999.

ومن أبرز الخلافات بين البلدين: العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا، ودعم واشنطن لتنظيمات مسلحة تعتبرها أنقرة انفصالية، وملف انضام السويد وفنلندا إلى "الناتو"، والتعاون الأمريكي اليوناني.

لن تصلح دبلوماسية الكوارث العلاقات الأمريكية التركية بشكل شامل، فلن تحل أي مشكلة بينهما، لكن مع ذلك ستخلق مساحة جديدة للحوار.

المصدر | أتلانتك كاونسل - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الزلزال تركيا الولايات المتحدة العلاقات حوار دبلوماسية الكوارث

برفقة ابنه.. وفاة قائد منتخب تركيا لليد تحت أنقاض منزله جراء الزلزال

فورة دبلوماسية مساعدات الزلزال تقرب تركيا من خصوم الأمس

دبلوماسية الزلزال.. هل تنفك أزمات تركيا مع اليونان وأرمينيا بعد لقطات التضامن؟