قرّرت محكمة النقض (أعلى محكمة للطعون في مصر)، اليوم الخميس، تأجيل ثاني جلسات محاكمة الرئيس الأسبق، «حسني مبارك»، في الإعادة الثانية والأخيرة لقضية «قتل متظاهرين»، إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، إلى جلسة 7 أبريل/نيسان المقبل، لـ«توفير مكان مناسب لمحاكمته» بعد تغيبه عن جلسة اليوم، حسب مصدر قضائي.

ووفق موقع «دوت مصر» الإخباري المصري، طالبت المحكمة، التي انعقدت في دار القضاء العالي (وسط القاهرة) دون حضور «مبارك»، بتوفير مكان مستقل لنقل إجراءات المحاكمة، خاصة أن وزارة الداخلية أفادت في إخطار كتبه أطباء مختصون بأنه يتعذر نقل الرئيس الأسبق لمقر المحاكمة بوسائل الانتقال العادية، بل يحتاج إلى مروحية مجهزة طبياً؛ لإصابته بسرعة في ضربات القلب، ومضاعفات بسبب كسر في ساقه، فضلا عن التهابات في المسالك البولية.

واعتاد «مبارك» الحضور إلى المقر السابق لمحاكمته في مقر أكاديمية الشرطة عبر مروحية مجهزة طبياً، لكن مقر دار القضاء العالي، حيث تم نقل جلسات المحاكمة، لا يتوفر على مهبط للمروحيات.

وجرى تداول القضية على مدار 4 سنوات، بين الإدانة والبراءة.

وكانت محكمة النقض قضت سابقا بقبول طلب النيابة العامة نقض الحكم الصادر من قبل محكمة الجنايات في نوفمبر/تشرين الأول من العام الماضي لصالح «مبارك» والقاضي بعدم جواز نظر محاكمته فيما يتعلق باتهام واحد هو «الاشتراك في القتل العمد بحق المتظاهرين».

وأمرت محكمة النقض بإعادة المحاكمة للمرة الثانية.

وفي أولي جلسات إعادة المحاكمة الثانية، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعذر حضور «مبارك»، أيضا، إلى مقر انعقاد المحكمة في دار القضاء العالي؛ بسبب حالته الصحية، حيث خضع لعملية جراحية، وبات يستطيع السير بصعوبة، ويحتاج إلى متابعة طبية مستمرة، ولديه قصور في وظائف الكلى، وارتفاع في ضغط الدم، والتهابات متكررة في المسالك البولية؛ لذلك طلب فريق الدفاع عنه نقل جلسات محاكمته من محكمة النقض في دار القضاء العالي إلى أكاديمية الشرطة؛ حيث يتوفر مهبط للمروحيات.

و«محمد حسني السيد مبارك»، وشهرته «حسني مبارك»، هو الرئيس الرابع لجمهورية مصر من 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981، حتى تنحيه في 11 فبراير/شباط 2011 إثر ثورة 25 يناير/كانون الثاني من العام نفسه.

ويعاني «مبارك» بصفة مستمرة من حالة صحية متدهورة عقب الإطاحة الشعبية به، والقبض عليه بتهم عديدة حصل على أحكام بالبراءة فيها وانقضاء فترة الحبس لأحكام أخرى، ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام يمكث في مستشفى «المعادي» التابع للجيش، غربي القاهرة، بسبب صحته المتدهورة، ويحاكم حاليا وهو طليق.