لغز تسمم طالبات المدارس يثير الرعب في إيران.. ما القصة؟

الثلاثاء 28 فبراير 2023 07:03 م

على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تغلبت مئات الفتيات الصغيرات اللائي يرتدن مدارس مختلفة في إيران على ما يُعتقد أنه أبخرة ضارة تتسرب إلى فصولهن الدراسية، وانتهى الأمر ببعضهن على أسرّة المستشفيات.

ويشير تقرير "إيه بي نيوز" إلى أن المسؤولين الإيرانيين رفضوا الاعتراف بهذه الحوادث في البداية، لكنهم يصفونها الآن على أنها هجمات متعمدة شملت حوالي 30 مدرسة تم تحديدها في تقارير وسائل الإعلام المحلية، مع تكهن البعض بأنها يمكن أن تهدف إلى محاولة إغلاق مدارس للفتيات في هذا البلد الذي يزيد عدد سكانه عن 80 مليون شخص.

وتأتي الهجمات المبلغ عنها في وقت حساس بالنسبة لإيران، التي واجهت بالفعل شهورًا من الاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني.

ولفت التقرير إلى أن السلطات لم تذكر أسماء المشتبه بهم، لكن الهجمات أثارت مخاوف من تعرض فتيات أخريات للتسمم على ما يبدو لمجرد سعيهن للحصول على التعليم، وهو أمر لم يتم الاعتراض عليه من قبل خلال أكثر من 40 عامًا منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

حالات سابقة

وينوه التقرير بأن الحالات الأولى ظهرت في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني في قم، على بعد حوالي 125 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة الإيرانية طهران، حيث أصيب الطلاب في معهد "نور يزدان شهر" بالمرض في نوفمبر/تشرين الثاني، ثم مرضوا مرة أخرى في ديسمبر/كانون الأول.

ووفقا للتقرير، اشتكى الأطفال من الصداع وخفقان القلب والشعور بالخمول أو عدم القدرة على الحركة.

في البداية، لم تربط السلطات بين القضايا، ثم ذكرت تكهنات بأنه قد يكون التسمم بغاز أول أكسيد الكربون الناجم عن غاز التدفئة هو الذي يؤثر على الفتيات. وفي البداية نفى وزير التعليم في البلاد التقارير ووصفها بأنها "شائعات".

ولكون المدارس التي تأثرت في البداية هي للفتيات فقط؛ أثار ذلك الشكوك في أنها لم تكن مصادفة. ثم حصلت حالة على الأقل في طهران، مع حالة أخرى في قم وبروجرد. كما تم استهداف مدرسة واحدة على الأقل للبنين.

بدأ المسؤولون يأخذون الادعاءات على محمل الجد. وأمر المدعي العام الإيراني بإجراء تحقيق، قائلاً: "هناك احتمالات لأعمال إجرامية متعمدة"، وبحسب ما ورد، قامت وزارة الاستخبارات بالتحقيق في الأمر كذلك.

وفي ذات السياق، نشرت وكالة أنباء "إيرنا" الإيرانية التي تديرها الدولة، روايات متعددة للمسؤولين الذين يعترفون بنطاق الأزمة. وعلى سبيل المثال، ما قاله يونس بناهي، نائب وزير الصحة، بأنه "بعد عدة حالات تسمم لطلبة في مدارس قم تبين أن بعض الناس يريدون إغلاق جميع المدارس وخاصة مدارس البنات".

ووصف علي رضا منادي، عضو البرلمان الوطني وعضو في لجنة التعليم، حالات التسمم بأنها "متعمدة".

ويضيف التقرير أن أولياء الأمور قاموا بسحب طلابهم من الفصول الدراسية؛ مما أدى في الواقع إلى إغلاق بعض المدارس في قم بالأسابيع الأخيرة.

استبدال الجمهورية بإمارة

ويشير التقرير إلى أنه حدثت اعتداءات على النساء بالماضي في إيران، وكان آخرها موجة من الهجمات بالحمض في 2014 حول أصفهان، وفي ذلك الوقت كان يُعتقد أن متشددين استهدفوا النساء بسبب طريقة لبسهن. ولكن حتى في ظل الفوضى التي أحاطت بالثورة الإسلامية، لم يستهدف أحد تلميذات بسبب حضورهن الفصول الدراسية.

وفي ذات السياق، حذر بعض المسؤولين أيضًا من إمكانية قيام "المتطرفين المحليين" الذين "يهدفون إلى استبدال الجمهورية الإسلامية بخلافة أو إمارة إسلامية على غرار طالبان" بتسميم الطالبات خاصة مع وجود بيان صادر عن جماعة تطلق على نفسها اسم "فدائيين ولايات" (تعتبر دراسة الفتيات حرامًا)، وهددت "بنشر تسمم الفتيات في جميع أنحاء إيران" إذا ظلت مدارس الفتيات مفتوحة.

وفيما لم يعترف المسؤولون الإيرانيون بأي جماعة تُدعى "فدائيين ولايات"، إلا أن الصحيفة التي أشارت لبيانهم (اطلاعات)، يتم تعيين رئيس تحريرها من قبل المرشد الأعلى "علي خامنئي".

ويضيف التقرير أن النشطاء يشعرون بالقلق أيضًا من أن هذا قد يكون اتجاهًا جديدًا مزعجًا في البلاد، حيث قال هادي غيمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك: "هذا تفكير أصولي للغاية يظهر في المجتمع.. ليس لدينا أي فكرة عن مدى انتشار هذه المجموعة، لكن حقيقة أنهم تمكنوا من تنفيذها في ظل مثل هذا الإفلات من العقاب أمر مقلق للغاية".

المصدر | إيه بي نيوز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران طالبات تسمم المرأة تسميم الطالبات

خامنئي: تسمم طالبات المدارس في إيران جريمة كبيرة تحتاج لمتابعة جدية

اعتقالات على خلفية تسمم طالبات مدارس إيران.. وواشنطن تطالب بتحقيق أممي

إيران.. اعتقال أكثر من 100 متورط في قضية تسمم الطالبات